هل انتهت حقبة الإرهاب في سوريا والعراق مع انهيار داعش وبدأت حقبة الإعمار؟ (تحليل)
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
يتابع الكثيرون عن كثب اقتراب نهاية تنظيم داعش الارهابي في سوريا والعراق بعد الانتصارات النوعية التي حققها كل من الجيشين السوري والعراقي على التنظيم، إذ بات ينهار كجبل من جليد وعناصره يهيمون في الصحاري هاربين، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو “هل انتهت حقبة الارهاب في سوريا والعراق؟ وهل ستنطلق حقبة الإعمار عمّا قريب؟.
لنجيب على السؤال المطروح أنفاً لابد لنا من التطرق الى المساحة التي كان يسيطر عليها داعش في سوريا والعراق، إذ كان يسيطر على ثلث مساحة العراق ومساحات كبيرة من سوريا، ويفرض بطشه على الملايين من المواطنين في كلا البلدين من خلال اعتماده أسلوب الترهيب.
إلا أن التنظيم الارهابي بات في الوقت الراهن مطاردا في بلدات صغيرة ويهيم في الصحراء داشرا، بعد تلقيه هزائم عدّة خلال العام الجاري من قبل الجيشين السوري والعراق، معلنين بذلك نهاية حقبة الارهاب في سوريا والعراق وانطلاق حقبة الإعمار والاستقرار بعد 6 أعوام من حرب استنزفت طاقات كلا البلدين.
ومايبشّر بنهاية تنظيم داعش الارهابي هو الوقائع الميدانية في كل من العراق وسوريا، لاسيما بعد استعادة الجيش السوري أمس الجمعة مدينة دير الزور بالكامل من التنظيم، المدينة التي تعدّ آخر معقل رئيسي لداعش في سوريا. وأما في العراق، فقد تمكّنت قوات الجيش من انتزاع السيطرة على آخر بلدة مهمة لتنظيم “داعش” على الجانب الآخر من الحدود لتغدو نهاية التنظيم قاب قوسين أو أدنى.
التطورات الميدانية تشير الى حقبة واعدة في انتظار كل من شعبي سوريا والعراق، فبعد أن تقلصت الأراضي، التي كان يسيطر عليها “داعش”، وباتت منحصرة في بلدة حدودية سورية وقرية على ضفة نهر الفرات في العراق، لم تبقى خيارات أمام مسلحي التنظيم سوى شنّ حرب عصابات لتكون آخر أنفاسه في المنطقة بعد أن خسر الأراضي التي كان يحتلها ويرهب سكانها.
وبحسب آخر المعلومات الاستخباراتية، لم يتبقى للتنظيم سوى بضعة آلاف من المقاتلين يتمركزون بالأساس في البوكمال على الجانب الآخر من الحدود في سوريا وهو الأمر الذي تستعد له القوات السورية بدعم من الحلفاء للقضاء على آخر أوكار التنظيم الارهابي على أراضيها.
ومن المتوقّع الآن من إرهابيي تنظيم داعش بعد أن شهدوا مقاومة السوريين والعراقيين أن يحاولوا الفرار، لكن الجيشين السوري والعراقي مستعدان لمثل هذا الموقف وسيفعلان كل ما بوسعهما للقضاء على قادة التنظيم قبل فرارهم أو القبض عليهم أحياء لمحاكمتهم.
المثير للسخرية أن عناصر التنظيم الذين عاثوا فسادا في سوريا والعراق خلال الأعوام الماضية جاعلين من الحياة في كلا البلدين جحيما للمواطنين، باتوا يهيمون الآن في الصحراء، يفرّون وفرائصهم ترتعد خوفا من الحساب الذي ينتظرهم ويختبئون في أوكارهم هناك في محاولة للنجاة بأرواحهم.
وفي ختام نهاية حقبة داعش يمكن القول أن طرد التنظيم هذا العام من معقليه الرئيسيين، الموصل في العراق والرقة في سوريا، تراجع داعش إلى جيب صحراوي آخذ في الانكماش على جانبي حدود البلدين. وبعد انتصار الجيش السوري في دير الزور الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات، تنتهي بذلك معركة استمرت شهرين للسيطرة على المدينة، التي تعد مركزا لإنتاج النفط في سوريا وهو مايبتّ باقتراب نهاية التنظيم الارهابي في سوريا بشكل كامل.
في نهاية المطاف بات التنظيم يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن أصبح محاصرا من كل الجهات في مساحات محدودة، والمتابعون لما يجري يؤكدون أن نهايته ستكون قبل بداية العام الجديد ليكون عام 2018 انطلاقة حقبة واعدة لكل من سوريا والعراق تشهدُ إعادة إعمار البلدين بعد أن ذاقوا الويلات.