كيف يعرف جسمك الفرق بين الطعام المفيد والضار

موقع أنصار الله || صحة وطب ||  ليست كل السعرات الحرارية سواءً! إذ تختلف طريقة تعامل الجسم مع السعرات الحرارية باختلاف مصدرها، وحسب ما إذا كان مصدرها (ومكوناتها) طعاماً غنياً بالمواد الغذائية أم مفتقراً إليها.

 

ولشرح سبب تعامل الجسم مع أطعمة معينة مثل الخضراوات بطريقة مختلفة عن تعامله مع الأطعمة الغنية بالسكر مثل حبوب الإفطار، قالت كيلي هوغان، مديرة التغذية العلاجية والصحة العامة في مركز دوبين للسرطان بمستشفى ماونت سيناي، إنَّه من المهم التركيز على كمية العناصر الغذائية الموجودة بالأطعمة. وشرحت قائلةً إنَّ “وعاء من الخضراوات الورقية المفيدة مع بيضة [100 سعر حراري] يمد الجسم بالبروتين عالي الجودة والألياف ومجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين أ وج وك وحمض الفوليك وغيرها الكثير. على النقيض، فإنَّ تناول [100 سعرة حراري كذلك] حبوب الإفطار الغنية بالسكر لن يمد جسمك بنفس المواد الغذائية عالية الجودة. الأدهى من ذلك، حقيقة أنَّ حبوب الإفطار غنية بالسكر وفقيرة بالبروتين والألياف قد تتسبب بارتفاع مفاجئ في سكر الدم ثم هبوط مفاجئ، مما يجعل الشخص يتوق إلى تناول المزيد من الحلويات والنشويات المكررة اليوم بطوله”.

 

وأضافت قائلة: “يسهل الإفراط في تناول تلك الأطعمة بسبب تقلبات السكر في الدم التي تسببها، وحقيقة أنَّها لا تسمن ولا تغني من جوع في الكثير من الأحيان”.

 

وفقاً لكيلي، فإنَّ علامات هبوط نسبة السكر بالدم هي سرعة الغضب أو الدوار، أو الضعف العام، أو الشعور قوي بالجوع.

 

تعقيباً على ذلك، قالت مفسرةً: “من هنا يأتي مصطلح “شخص جائع غاضب”، فمع انخفاض نسبة السكر بالدم والحاجة الماسة إلى تناول شيءٍ ما، لا يستطيع الشخص التركيز أو حصر تفكيره على شيء ما بسهولة عادةً، ويصبح أكثر عرضة للانفجار غضباً في وجه الآخرين. وعند انخفاض نسبة السكر في الدم، يتوق الجسم فيزيولوجياً إلى تناول شيءٍ حلو أو غني بالنشويات، لأنَّ تلك بعينها هي الأطعمة التي ترفع نسبة السكر في الدم بسرعة”.

 

ولتجنب الهبوط المفاجئ في نسبة السكر في الدم، عليك بتناول الأطعمة الغنية بالمواد الغذائية مثل الفواكه والخضراوات، والبروتينات الخالية من الدهون، والبقوليات والمكسرات والحبوب، والفاصوليا ومنتجات الألبان (أصدر مركز مكافحة الأمراض مخططاً مفيداً يقدم معلوماتٍ غنية عن المواد الغذائية لعددٍ من مكونات الأطعمة المختلفة). وتفضّل كيلي هوغان تسمية هذا النوع من الأطعمة “الأغذية الكاملة”، ولعلكم تعرفونها بالفعل باسم آخر، ألا وهو “الكربوهيدرات المعقدة”.

 

وقالت: “الكربوهيدرات المعقدة هي كربوهيدرات يستغرق الجسم وقتاً أطول في تحويلها إلى سكر، لأنَّ تركيبها الكيميائي أطول وأكثر تعقيداً من السكر العادي، وبالتالي فهي مصدر أكثر استدامة للطاقة لن يسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم بنفس سرعة السكريات البسيطة”. لكن، في كل الأحوال، إياك أن تقول إنَّ هناك أطعمة تحتوي على “سعرات حرارية خاوية” أو أن تصنّف الأطعمة بأنَّها أطعمة “مفيدة” أو “ضارة”!

 

وتعليقاً على ذلك، قالت كيلي مبررةً: “تصنيف الأطعمة على هذا المنوال يغذي ثقافة الأنظمة الغذائية والعلاقة الضارة بين الإنسان وغذائه. أما عند اتباع نظام غذائي غني بتلك الأغذية الكاملة، يصبح هناك دائماً متسع لتناول الأغذية اللذيذة الأقل فائدة، كالكعك على سبيل المثال”.

 

المصدر: هافينغتون بوست

قد يعجبك ايضا