خفايا المخطط السعودي – الصهيوني ضد حزب الله.. من التحايل إلى الحرب
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
بعد إعلان رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري” استقالته من منصبه خلال تواجده في الرياض، والتي ضمنها اتهامات لإيران وحزب الله، بدأت تتكشف خطوط مؤامرة جديدة حاكتها أمريكا والسعودية والكيان الإسرائيلي للنيل من حزب الله بعد فشلهم في تحقيق أهدافهم في سوريا والعراق وعموم المنطقة.
فما هي خفايا هذه المؤامرة وهل سيكتب لها النجاح، أم أنها ستتحطم كسابقاتها على صخرة محور المقاومة الذي يشكل حزب الله أحد أبرز أقطابه؟
قبل الإجابة عن هذه التساؤلات لابدّ من الإشارة إلى التصريحات التي أطلقها عدد من المسؤولين الإسرائيليين والسعوديين في هذا المجال:
– قال وزير الحرب الإسرائيلي “أفيغدور ليبرمان” في تعليقه على استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية “إن تل أبيب لن تسمح لمحور إيران بتعزيز قوته على الحدود الشمالية”. وأضاف: “إن الجيش الإسرائيلي مستعد لمواجهة تحالف إيران مع حزب الله في سوريا ولبنان وعموم المنطقة”.
– قال وزير الدولة السعودي “ثامر السبهان” في مقابله مع قناة العربية “ليس أمام لبنان بعد استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء سوى الاختيار بين السلام وبين الانضواء تحت لواء حزب الله”. وأضاف “إن السعودية ستتعامل مع حكومة لبنان كحكومة إعلان حرب بسبب حزب الله”.
– كشفت القناة التلفزيونية العاشرة في الكيان الإسرائيلي وثيقة سرية صادرة عن وزارة خارجية كيان الاحتلال، تحث سفراء هذا الكيان على دعم السعودية، وتطالب بشن حملة إعلامية وسياسية على ما أسمته التمدد الشيعي في المنطقة، والتحرك لإقناع قادة العالم بمنع دمج حزب الله في أي حكومة لبنانية مستقبلية.
هذه التصريحات وغيرها تؤكد بما لايقبل الشك بأن السعودية والكيان الإسرائيلي ومن ورائهم أمريكا بصدد تنفيذ مؤامرة جديدة ضد حزب الله وإيران الداعم الأساسي لمحور المقاومة الذي يتصدى للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
وتجدر الإشارة هنا إلى الانتصارات العسكرية التي حققها حزب الله في السنوات الأخيرة لاسيّما في سوريا، وكذلك النجاحات السياسية التي حققها في لبنان والتي أدت إلى إنهاء أزمة تشكيل الحكومة بعد نحو عامين ونصف العام من الخلافات السياسية بين الأحزاب والأطراف المؤثرة في هذا البلد.
ويعود الفضل في هذه النجاحات إلى التأييد الشعبي الواسع الذي يحظى به حزب الله والذي زاد من مشروعيته كقوة مؤثرة وفاعلة في محور المقاومة.
ومن الطبيعي أن تسعى السعودية والكيان الإسرائيلي وبدعم من أمريكا للتحريض ضد حزب الله بسبب الدور الكبير الذي يلعبه في التصدي للمؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة بأسرها لاسيّما في لبنان وسوريا.
وتتركز الهجمة السعودية – الإسرائيلية ضد حزب الله في الوقت الحاضر على الإيحاء بأنه السبب في الأزمة السياسية في لبنان بهدف تشويه سمعته من ناحية، وتحريض بعض الأطراف الداخلية على مقاطعته أو التضييق عليه من ناحية أخرى.
وازداد غيظ وحقد السعودية والكيان الإسرائيلي على حزب الله خلال السنوات الأخيرة بسبب دوره الكبير في محاربة الجماعات الإرهابية في سوريا ولبنان، الأمر الذي حال دون تحقق المشروع الصهيوأمريكي الرامي إلى تمزيق المنطقة والعبث بمصيرها والاستحواذ على مقدراتها.
كما تنبغي الإشارة إلى أن قوات حزب الله قد تمكنت خلال دعمها للقوات السورية ضد الجماعات الإرهابية من تعزيز تواجدها قرب “هضبة الجولان”، الأمر الذي كان يخشاه الكيان الإسرائيلي على الدوام لإدراكه بأن قوة حزب الله تشكل عامل ضغط أساسي يهدد مستقبل كيان الاحتلال من الناحية الاستراتيجية.
من خلال قراءة هذه المعطيات وغيرها يتبين بوضوح مدى قلق وخشية السعودية والكيان الإسرائيلي من حزب الله، ولكن يبقى السؤال المطروح: هل تتمكن المؤامرات التي تحيكها تل أبيب والرياض وواشنطن ضد محور المقاومة وتحديداً ضد حزب الله من تحجيم دوره في التصدي للمشروع الصهيوأمريكي؟ الإجابة عن هذا التساؤل تبدو واضحة تماماً خصوصاً إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار قوة حزب الله التي تضاعفت خلال السنوات الأخيرة بفعل التجربة الكبيرة التي اكتسبها من خلال تصديه للكيان الصهيوني وانتصاره الكبير على قواته في صيف عام 2006، وكذلك انتصاراته الباهرة على الجماعات الإرهابية المدعومة من الرياض وتل أبيب، بالإضافة إلى قدرته التسليحية التي تضاعفت أيضاً، بحيث صار المراقبون يعتقدون بأن حزب الله يمتلك ما لايقل عن 150 ألف صاروخي باليستي قادر على ضرب المواقع المهمة والحساسة في العمق الإسرائيلي.
أخيراً لابدّ من التنويه إلى أن قوة حزب الله السياسية في داخل لبنان باتت هي الأخرى مؤثرة جداً في صياغة الوضع السياسي في البلد رغم مساعي بعض الأطراف الموالية للسعودية لعرقلة هذا الدور بشتى الوسائل كما حصل في السنوات السابقة.