عادت حاملة الطائرات الأمريكية "هاري إس ترومان" إلى قاعدتها في نورفولك بولاية فرجينيا، بعد مهمة استمرت أكثر من ثمانية أشهر شهدت انتكاسات عسكرية وخسائر مادية كبيرة، رغم محاولات الإعلام الأمريكي تصويرها كـ"نجاح عملياتي".
ووفق تقرير نشره موقع "ستارز آند سترايبس" الأمريكي، فإن الحاملة ترومان عادت إلى ميناءها مصحوبة بأضرار واضحة في هيكلها، وشقوق ناجمة عن حادث تصادم بسفينة شحن، إضافة إلى فقدان ثلاث طائرات مقاتلة، كل منها بقيمة 67 مليون دولار، ما يكشف حجم الكلفة الباهظة للانتشار الأمريكي الفاشل في البحر الأحمر ومحيطه.
ورغم التصريحات المبالغ فيها التي أدلى بها قادة البحرية الأمريكية عن "الجاهزية القصوى"، إلا أن الحقائق التي كشفها الموقع عكس ذلك... فقد واجهت ترومان مقاومة شرسة في البحر الأحمر، واضطرت إلى تنفيذ أكثر من 50 يومًا من الضربات الجوية والصاروخية بهدف "تعطيل قدرات الحوثيين"، بحسب وصف التقرير، دون أن تحقق أهدافها، حيث واصل اليمن شنّ هجمات صاروخية متقدمة على سفن التحالف وأهداف في فلسطين المحتلة، رغم كل هذا القصف.
اللافت في التقرير أن البحرية الأمريكية أطلقت أكثر من 1.1 مليون رطل من الذخائر، بينها 125 ألف رطل على ما زُعم أنه مواقع لتنظيم "داعش" في الصومال، إلا أن المحصلة النهائية كانت نتائج عكسية: خسائر مادية كبيرة، تصادم ميداني، وإقالة قائد الحاملة.
وفي مشهد اعتُبره المراقبون محاولة لتغطية الفشل العملياتي بالمشاعر العاطفية، ركّزت التغطية الأمريكية على "لقاء الأحبة" بعد عودة الطاقم، في حين تجاهلت تمامًا الأسباب الحقيقية للفشل، وواقع التحديات التي فرضها اليمن على واحدة من أكبر حاملات الطائرات الأمريكية.
يُذكر أن هذه المهمة، التي اختُتمت برحلة دامت 251 يومًا وغطّت أكثر من 24 ألف ميل بحري، شملت انتشارًا بحريًا واسعًا في أوروبا والشرق الأوسط. لكن وعلى الرغم من هذا الزخم، عجزت البحرية الأمريكية عن وقف العمليات اليمنية النوعية، أوحماية السفن الامريكية و الاسرائيلية في البحر الأحمر، مما يضع علامات استفهام كبرى حول فعالية الحضور الأمريكي العسكري في المنطقة.