نحو الاشتعال مع قطاع غزة

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||
افتتاحية صحيفة يديعوت احرونوت

في الثماني والأربعين ساعة الأخيرة، زال آخر كابِحَين منعا عملية الثأر التي يخطط لها “الجهاد الاسلامي” رداً على تدمير النفق و”قتل” 12 من النشطاء الفلسطينيين. الكابح الأول أزيل في نهاية الأسبوع عندما “فهم” “الجهاد الاسلامي” بأنّ أربعة من رجاله الذين علقوا في النفق قتلوا وأن محاولاته للوصول الى جثثهم أو تلقيهم من “اسرائيل” لن تعطي ثمارها. وما ان زال الامل في الوصول الى الجثث، حتى أزيل الكابح لعملية الثأر. أما الكابح الثاني، المصالحة الفلسطينية الداخلية، فدخلت في حالة إبطاء الى درجة الشلل. هذه المصالحة المتعثرة، التي كانت حتى قبل بضعة أيام لا تزال تبدي علائم الحياة، علقت في الصدع الذي بين ايران والسعودية في لبنان وفي اليمن. فقد استدعى السعوديون ابو مازن على نحو مفاجئ وفي واقع الامر طلبوا منه وقف خطوات المصالحة طالما بقيت “حماس” تسير مع الايرانيين. فالسعوديون يخشون من إمكانية أن يسيطر الذراع العسكري لحماس، الذي انتقل من قطر الى بيروت، على القوة العسكرية الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في لبنان.

ليس صدفة أن أصدر منسق أعمال الحكومة في المناطق تحذيرا مباشرا للجهاد الاسلامي. ففي “اسرائيل” يعرفون، حسب المعلومات الأجنبية، بأن التعليمات لعملية الثأر صدرت منذ الان من قيادة “الجهاد الاسلامي” في دمشق. ومعقول جدا الافتراض بان لاسرائيل فكرة ما عن النوايا والاستعدادات في الجانب الاخر ومع ذلك يمكن دوما أن تكون مفاجأة تجبي ثمنا باهظا. وبالتالي فإن “اسرائيل” لا تزال تجرب الردع: تحذيرات علنية، رسائل سرية وتشديد الجاهزية والحضور العسكري البارز للعيان، بما في ذلك مناورة قيادة المنطقة الجنوبية في قطاع غزة.

في هذه الأثناء، تؤجج وسائل الإعلام الفلسطينية في غزة رياح الحرب وتدعي أن “إسرائيل” تحاول تسخين الحدود، مع وصف يبدو وكأنه يعتمد على تقارير المراقبين على الخط. ووفقاً للوصف، تقوم “إسرائيل” بتفعيل مركبات غير مأهولة وسيارات جيب ومركبات هامر على طول الحدود. كما تفيد التقارير أن “إسرائيل” تقوم بتفعيل بالونات مراقبة أكبر مما كانت عليه في الماضي، وتحمل أنظمة إلكترونية ذات حجم استثنائي بالإضافة الى إرسال عدد استثنائي من الطائرات غير المأهولة للتحليق في أجواء القطاع. كما تم الادعاء بأن الجيش “الإسرائيلي” يبني سلالم للدبابات وأن العمل على السياج الأمني قد توقف وكذلك النشاط الزراعي “الإسرائيلي” على طول الحدود.

الديكور جاهز للاشتعال. ليس لدى “إسرائيل” مصلحة في اتفاق المصالحة الفلسطينية، وبالتالي فإن ردها على أي محاولة لضرب المستوطنات أو الجنود – أو هجوم في أي منطقة أخرى خارج قطاع غزة – يمكن أن يكون على نطاق يعتبر غير متناسب. محفزات الجهاد على الانتقام واضحة. ووفقاً لتقديرات “حماس”، فإن قيامها بتفعيل قوة نيران محدودة، ستقود الى ضغوط أميركية ومصرية على “اسرائيل” لوقف إطلاق النار – وضغط على السلطة الفلسطينية للعودة إلى محادثات المصالحة. وإذا تم التقاء جميع مصالح إشعال النار، فإنها ستشتعل.
المصدر : العهد الاخباري

قد يعجبك ايضا