القدس تنادي.. متى تتحرك الأنظمة؟!

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || ذوالفقار ضاهر ” موقع المنار”

تتواصل التحركات الشعبية والفعاليات الاحتجاجية والتظاهرات الغاضبة في كثير من دول العالم والعالمين العربي والاسلامي لا سيما في الأراضي المحتلة، وذلك تنديدا بالقرار الاميركي باعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لكيان العدو الاسرائيلي ومحاولة تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس بما يساعد على التمهيد لتصفية القضية الفلسطينية، خاصة ان القدس تعتبر هي جوهر هذه القضية وقلبها النابض ولا وجود لهذه القضية بسحب المدينة المقدسة منها.

 

وبالتزامن تداعت مختلف الأنظمة الرسمية العربية والإسلامية إلى إصدار بيانات استنكار والاعلن عن المواقف الشاجبة لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الجائر والتعسفي بحق القدس، وبالسياق عقدت جامعة الدول العربية اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية وأصدرت مواقف وصفت بالضيعفة نسبة لما تتعرض له القضية الفلسطينية.

من جهتها، ستعقد منظمة التعاون الإسلامي جلسة استثنائية في اسطنبول بتركيا بدعوة وجهها رئيس الدورة الحالية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة تداعيات القرار الاميركي والبحث بشكل موحد ومنسق في مواجهة هذا التصعيد الخطير، وكان اردوغان سبق ان دعا “الولايات المتحدة الأميركية للعدول عن خطأ إعلان القدس عاصمة لإسرائيل لان هذا الأمر سيزيد من تعقيد عملية السلام الهشة في المنطقة”.

 

لتجاوز البيانات واتخاذ مواقف عملية..

وتبرز الدعوات الى القمة الاسلامية والى كافة الانظمة الاسلامية والعربية لاتخاذ خطوات فعلية وعملية تتجاوز حد البيانات المنددة وتوجيه رسائل جادة وحازمة لمن يعنيهم الامر ان القدس هي خط أحمر لا يقبل اي تجاوز او تفريط وانها آخر الخطوط الحمر لدى الامتين العربية والاسلامية، والمطلوب اتخاذ خطوات ضاغطة على الادارة الاميركية لاجبارها على التراجع عن قرارها وسحبه من التداول وعدم اراحة الاحتلال تحت أي ظرف من الظروف، بالتزامن مع انتشار وتفعيل التظاهرات الشعبية الغاضبة داخل الأراضي المحتلة لا سميا في الضفة الغربية والقدس وايضا في قطاع غزة.

 

ولكن في ظل كل هذه التطورات تطرح تساؤلات بديهية وبسيطة ماذا يمكن ان تفعل هذه القمة وماذا يمكن لكل الانظمة العربية والاسلامية ان تفعله للضغط على الادارة الاميركية وعلى العدو الاسرائيلي؟ واي وسائل ناجحة تملكها هذه الانظمة في مختلف المجالات للدفاع بوجه الادارة الاميركية والعدو الاسرائيلي؟ وهل من الممكن المبادرة لاستخدامها في هذه المرحلة دفاعا عن القدس والقضية الفلسطينية؟ ولماذا لم تبادر كل هذه الانظمة الى استخدام عناصر القوة التي تملكها بوجه الاعداء حتى اليوم رغم كل ما جرى ويجري في فلسطين منذ عشرات السنين؟ وأي شيء مطلوب اليوم من الأنظمة العربية والاسلامية نصرة للقدس وفلسطين؟

حول كل ذلك قال عضو المكتب السياسي في “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” علي فيصل إن “الرهان هو على الشعوب وليس على الانظمة العربية والاسلامية ولا على النظام العالمي الرسمي لاننا خبرنا هذه الانظمة وخبرنا دورها حيث ان جزءا لا بأس به منها يتواطأ مع ترامب على قراره الذي يعتبر جريمة حرب موصوفة وعدوان على الشعب الفلسطيني وعلى الشعوب العربية والاسلامية وعلى احرار العالم”، ولفت الى ان “قرار ترامب كما يستهدف القدس يستهدف أيضا الامن والاستقرار في المنطقة والعالم”.

 

واكد فيصل في حديث لموقع “قناة المنار” انه “اذا كان ترامب يراهن على ان ارادة الشعب الفلسطيني والمقاومة سوف تنكسر فهذا وهم لان القدس ليست عقارا يُهدى من ترامب الى اسرائيل”، وتابع “اذا كان ترامب يريد ان يتبرع بعقار ما فليتبرع في واشنطن من أرضه وليس من ارض وحساب غيره”، وانتقد “مجلس وزارء الخارجية العرب الذي خرج بيان انشائي خال من اي خطوة عملية”، ولفت الى ان “هذا المجلس كان من الممكن اتخاذ الكثير من الخطوات على الصعيد السياسي والدبلوماسي والاقتصادي للضغط على ترامب للتراجع عن موقفه”.

 

لتتحمل الانظمة مسؤولياتها.. وشعب فلسطين سيسقط “صفقة القرن”

 

واوضح فيصل انه “رغم كل التقصير سوف نبقى نطالب هذه الانظمة ونلاحقها لتتحمل مسؤولياتها”، ودعا “هذه الانظمة لاتخاذ الموقف الجاد والحقيقي لدعم القضية الفلسطينية ومدينة القدس”، وشدد على “ضرورة ابلاغ واشنطن احتجاجات رسمية على قرار ترامب وصولا لقطع العلاقات والاتصالات معها مرورا بوقف كل انواع التطبيع مع العدو ومقاطعة مصالحه ومصالح اميركا الاقتصادية”، ولفت الى ان “هناك العديد من الانظمة العربية والاسلامية ما زالت تطبع وتتواطأ مع الاحتلال والبعض اليوم يريد ان تقوم عاصمة فلسطينية في ابو ديس بدلا من القدس”، ورأى ان “هذا البعض لا يعرف الجغرافيا الفلسطينية ولا يعرف ان القدس تقاس برمزيتها المعنوية والدينية والوطنية وقيمتها العربية والاسلامية والمسيحية وليس مسموحا لاحد ان يتبرع من جيبه وان يتواطأ على الشعب الفلسطيني وعلى القدس”.

ودعا فيصل “الانظمة العربية والاسلامية للاقتداء بموقف لبنان الرسمي وشعبي وبالتحديد مواقف الرؤساء الثلاثة وموقف الوزير جبران باسيل وبكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي وضع خارطة طريق لكل من يريد ان يأخذ موقفا جادا للدفاع عن القدس واكد ان القدس لا يمكن ان تقبل الا بخيار المقاومة والانتفاضة الفلسطينية”، كما طالب فيصل “بالاقتداء بمواقف ايران وسوريا والعراق واليمن التي لم تحسب حسابا الا للمصالح الوطنية والقومية ولفلسطين والقدس”، ونوه “بمواقف دول اميركا اللاتينية وشعوبها وبموقف روسيا والاتحاد الاوروبي والصين الذين عارضوا مواقف ترامب لانهم يخشون من انهيار السلم والسلام في العالم”،  وشدد على ان “نضال الشعب الفلسطيني سيجهض خطوة ترامب وكل ما يحكى عن صفقة القرن لانهاء القضية الفلسطينية”.

 

وعن الموقف الفلسطيني الموحد للدفاع عن القدس، أكد فيصل انه “لا خيار امامنا الا المقاومة والانتفاضة لمواجهة العدو المتغطرس والمدعوم اميركيا لانه لا يرد القوة الا القوة”، ولفت الى ان “هذا موقف جميع الفصائل الفلسطينية”، ودعا “منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ان تراجع تجربتها على مدى 23 عاما لترى ما هي النتائج الكارثية التي وصلنا اليها وصولا لقرار ترامب اليوم”، وشدد على “ضرورة الخروج من مسار أوسلو ومن قيوده المختلفة لان ذلك من شأنه فتح الباب امام الانتفاضة الشعبية والمقاومة”، واشار الى “أهمية استخدام عناصر القوة عبر الانتفاضة ومن ضمنها الانتفاضة المسلحة في الضفة والمقاومة في قطاع غزة”.

 

واعتبر فيصل ان “ما يحصل اليوم هو فرصة لالتقاء وارتقاء الشعب الفلسطيني بنضاله بمختلف الاساليب والمجالات وصولا للاعتراف بدولة فلسطين”، واكد ان “هذه فرصة ذهبية يجب تلقفها من قبل السلطة والعمل لتكريس الوحدة الوطنية والابتعاد عن الآحادية والثنائية واعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على اساس الشراكة الوطنية للخروج بموقف فلسطيني موحد واستراتيجية وقيادة موحدة تدير الميدان والمعركة السياسية على المستوى العربي والدولي لانهاء الاحتلال لمرة واحدة وبشكل نهائي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

 

قد يعجبك ايضا