1000 يوم زادتنا ثقة بالله !!

موقع أنصار الله || مقالات ||  همام إبراهيم

 

كثرت مجلدات زاخمة بالأحداث في 1000 يومٍ من العدوان والصمود، جفت أقلامٌ واستشهدت واستمرت أقلامٌ تتابع الجهاد،  لتستمر حتى كتابتي  هذه التي تتوافد بها وفيها وبعدها كأمواج تعتصرها الآلام والحقائق المعجزات والآيات والابتلاءات والتضحيات كلها انطلقت بعنوان في سبيل الله ، بوعي وارتباط قرآني سرٌ لم يفهمه الفرعون وتغافل عنه وكنا المستضعفين الأقوياء .

 

فتوقفت متأملاً بالوجدان واستحضار عظمة العزيز الجبار

فعندما يقرأ الانسان قول الله

 

(قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّل الْمُؤْمِنُونَ )

فمن كل ذلك يتبين لنا ما هي الثقة بالله ؟!

الثقة بالله …

أمرٌ عظيم غفلنا عنه كثيراً ، والغفلة باب مهلكة الانسان وضنك حياته وتخبطه وتيهانه وخسرانه .. وقد أسأنا لانتماءنا وديننا كثيرا .. اسأنا لانفسنا كثيرا ، ومجّدنا كثيراً كثيراً من مآلهم للزوال ، وكانوا قصوراً مشيدةً بالجبروت والطغيان ومصيدةً لمكائد الشيطان، وزين لهم أموالهم وسلطانهم ووجاهتهم وسوء أعمالهم الخالية من وجود الله وقوته ورقابته وغضبه وسوء العواقب المخزية

 

فما أحوجنا اليوم إلى استعادة الثقة بالله ، استعادة الله كإله لا يوجد سواه ، وترسيخ عظمته لننمي الثقة بداخلنا كإيمان قلبي يقيني تعيشه الجوارح والمشاعر  بداخلنا ونجسده في ألسنتنا وحياتنا اليومية فنستعيد توازن الحياة المنهارة وفقاً لسنن الله في الكون ..

 

الثقة بالله .. هي خلاصة التوكل على الله والتسليم المطلق له بأن الارض له ليورثها من يشاء من عباده،  وهي قمة التفويض إلى الله ، والركون إليه

 

(وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ))

الثقة هي الاطمئنان القلبي الذي لا يخالطه شك ولاريب.

هي التسليم المطلق باللسان والقلب والجوارح للملك العزيز الجبار ، هي الاستسلام لله والانقياد روحيا وواقعيا له .

هذه الثقة لاتقبل التأويل .. بمعنى لكن ولكن ..هو اصلا .. وهو الوضع .. لاتقبل التسويف ولاتقبل الاجتهاد .. أو فلنتكلم بمادية بحته .. ونخرج من هذا الدين لنكتفي بالزيف والرياء وتلبس مايناقض دواخلنا وتوجه مخاوفنا وآمالنا الملفقة بالإيمان الذي في حقيقته الشرك لاسواه ..

 

الثقة بالله .. نجدها في عدة أمثلة قرآنية، وفي يومياتنا وعلاقاتنا ونتائج أعمالنا ، وهنا صورة جليّة عندما انطلق موسى ومن معه من بني إسرائيل هارباً من كيد فرعون وتبعهم فرعون وجنوده بغياًً وعدوناً فقال بني إسرائيل وهم مذعورون مستسلمون ليس لله وجود بداخلهم،  لا مهرب ولا نجاة

قائلين (إنا لمدركون )

فرعون وجنوده من خلفنا والبحر من أمامنا

لكن !!

 

موسى .. بتلك النفسية الممتلئة بالله ، الواثق بالله وإدراكه أنه بمعية الله، أراد أن يستشعروا بوجود الله معهم وهم يعملون ويتوجهون بتوجيهات الله ، ليزول و يبعد الخوف والهلع ويضع مكانه السكينه والطمأنينة

فأجاب بلسان الواثق ((كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ))

إن معي ربي يساعدني ويرعاني ويحفظني ، أنا اعمل تحت قيادته وتوجيهاته ، ولن يسلمني ..

 

فكان جزاء هذا الثقة العظيمة أن جاء الفرج من الله ((فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ )) وهي المعجزات اللامنطقية لعقل الانسان المجرد

 

وقرأت قوله تعالى : ((وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ))

 

فعلمت وأيقنت وازددت ثقة بأن رزقي على الله لاسواه ، هو من تكفل به ، فعلاً الانسان يخجل يخجل ، يستحي أن يقول أنه مؤمن بالله ولاتكتنف الثقة بالله داخله ولاتستشعره ولاتؤمن جوارحه بعد كل تلك الالهية.

 

للذي فقد ظلماً وعدواناً ابنه .. اباه .. اخاه ..أو ماله ..

للتي فقدت ابنها .. زوجها .. والدها .. اخاها ..أو مالها

نتيجة لهذا العدوان الامريكي السعودي البربري الإجرامي الوحشي الظالم والجائر وبحصاره الخانق المتحدي لقوة الله وجبروته وتربعه كإله متسلط متجبر يقرر مصير الانسان وفقاً لنزواته الدنيئة وماهو إلا عبد لشيطانٍ رجيم

 

تمعنوا هذا القول و قائله

(( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ))

كونوا مؤمنين … مؤمنين في داخلكم ..أفكاركم ..مشاعركم ..جوارحكم ..وجدانكم ..مسامعكم .. أبصاركم ..

جسدوا ذلك الإيمان في حياتكم .. لقول الله إن كنتم .. مؤمنين بالله وبالعاقبة في كل الامور ..

 

(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)

(( وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ))

وقال تعالى : ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ))

 

ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً .

والعاقبة للمتقين ..

 

قد يعجبك ايضا