الرئيس الصماد يضع قدميه على رؤيةٍ ذات استراتيجية مستقبلية ثابتة
موقع أنصار الله || مقالات || وليد الحسام
أولُ ما يجب أنْ لا يغيبَ عن الذهنيّة العامّة هو أن الصمادَ رئيسٌ للشعب اليمني بكل أطيافه ومكوناته وأحزابه، وهو مسؤولٌ عن الجميع، وليس رئيساً لطرف واحد فقط، وهو في مقامٍ يفرضُ عليه احتواءَ جميع كيانات هذا الشعب ولملمتها وتوحيد صفوفها، خَاصَّةً مع اشتغال إعلام العدوان وأدواته على إثارة الصراعات داخلَ المكونات؛ بهدف تمزيقها وتقسيمها وتشتتها، وهو المسؤول عن تضميد المواقف من أجل التقارب بالتفاهُمات التي تجمع الأصوات على كلمة واحدة، وفي الوقت ذاته فإن أيَّ شخص سيكونُ في موقفه خلال هذه المرحلة وإرهاصاتها فإنه بالضرورة يحتاجُ إلى تكاتف الجهودِ لمساندته في إدَارَة البلاد ومواجهة التحديات التي أوجدها العدوان على اليمن، وكما أن الانتقادات حق مكفول للجميع -حتى لا تكون هناك ثغرة لاستغلال المواقف للترويجات عن القمع والتكميم-، لكن يجب على المنتقدين مراعاة ظروف المرحلة وأن يكون النقد بنّاءً وفي حدود المنطق القابل استيعابه، لا أن تكون تلك الانتقادات بهدف الظهور حتى لو يكون على حساب الوطن والمصلحة العامة.
الخطواتُ والتوجهاتُ السياسية، التي يتجهُها هذا الرئيسُ الحَذِرُ من الوقوع في الأخطاء التأريخية والتي ينتقده البعض عليها، تشيد بكفاءته السياسية وخبراته الإدارية وبُعد الرؤية التي يمتلكُها وخلفياتِه التي تربى عليها المبنية على استراتيجيات مستقبلية؛ من أجل مشروع دولة عميقة الأُسُس، قويةِ الأركان قادرةٍ على مواجَهة محاولات الهيمنة وفرض الوصاية الخارجية، كما أن هذه التوجهاتِ السياسية التي يتبناها الرئيسُ الصماد _بحسب قراءتي واعتقادي الشخصي_ تتجه إلى تحقيق عدة نقاط رئيسية وهامة على خارطة مستقبل اليمن:
أول تلك النقاط يتمثل في الحفاظ على تماسك النظام بشكله الجمهوري وطبيعته الديمقراطية واستمراره مستقبلاً، وهذا يشير إلى استشعارِ الصماد المسؤولية، وفي مقابل ذلك يدحض المزاعم والأباطيل التي يروج لها العملاء بخصوص شكل النظام.
النقطة الثانية تأتي كنتيجة للأولى وهي الحفاظ على الوَحدة اليمنية في ظل نظام يستوعبُ كُلّ هذا الشعب بمختلف أطيافه وأفكاره وتشكيلاته الثقافية والفكرية والاجتماعية.
النقطة الثالثة، وهي الأهمّ، لما تحتاجه من الجهود والتنازلات، وتتمثل في تهيئة الأجواء والظروف من أجل مصالحة وطنية شاملة تحتمُ على الرئاسة مسؤوليةً كبيرةً وضرورةً سياسيةً، وهي _من وجهة نظري_ خطوةٌ جيدةٌ ومكسبٌ سياسيٌّ تتحطّمُ عليه كثيرٌ من آمال العدوان.
النقطة الرابعة بَـــذْلُ الجهود من أجل تقاربات كيانات الشعب، سواء السياسية أَوْ القبلية أَوْ غيرها، كُلّ ذلك بما يؤكِّدُ مصداقيةَ مبدأ الشراكة الوطنية لكل الأَطْرَاف اليمنية في إدَارَة الدولة ومواجَهة العدوان ويحقق نجاحه، وهذه الشركة -بحسب الواقع- مشروعٌ يتبنَّاه أنصارُ الله، سواء من خلال وثيقة الشراكة الوطنية كرؤيةٍ وهدفٍ لثورة 21 سبتمبر أَوْ من خلال الدعوة إلى الشراكة الوطنية التي يتبنَّاها الخطابُ السياسي لأنصار الله.
هذه النقاطُ رُبَّما هي الأَكْثَر حُضُوراً من غيرها خلال هذه المرحلة لدى مَن يمسكُ بزمام إدَارَة البلاد، ويتحمَّلُ المسؤوليةَ بكل صعوباتها وتحدياتها، وأعتقد أن تحقيقَها يتيحُ لليمن -قيادةً وشعباً- المُضيَ بخطواتٍ واثقةٍ بالله وبصمود اليمنيين إلى تحقيق الإصلاحات وبناء دولة قوية؛ لذلك كان لا بد للصماد أن يُفاجئ الجميع بجدارة متفوقة وأخلاقيات راقية ولياقة سياسية عالية استيعابه لكل المواقف والسعي إلى محو آثار الصراعات الماضية وتهيئة المناخ لتآخي أبناء هذا الشعب ووقوف الجميع صفاً واحداً لمواجهة العدوان وتحطيم أحلام أَعْدَاء اليمن في الجنوب والشمال، وأتمنى للرئيس الصماد النجاح في قيادة المرحلة ومواجهة العوائق الهائلة.