السلاح الاستراتيجي السوري لا زال صاحياً وخطيراً
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||يوسف الشيخ/ العهد الاخباري
الخلاصة الأولى والأهم التي يخرج بها أي محلل منصف لما حصل فجر اليوم السبت ١٠-٢-٢٠١٨ فوق المنطقة الممتدة من وسط سوريا حيث نفذ سلاح الجو الصهيوني عدواناً هناك وحتى الجليل حيث أسقطت إحدى طائراته الحربية من نوع F16 soufa بصاروخ أرض ـ جو أطلق من الأراضي السورية هي أن واحداً من أهم الأهداف الاستراتيجية للحرب على سوريا قد سقط ولأجل ذلك فإن الحرب الصهيونية الأمريكية بالأصالة وبالوكالة على دور سوريا ووظيفتها في الصراع العربي الصهيوني يبدو أنها أصبحت استراتيجياً بلا جدوى لأنها فقدت هدفاً استراتيجياً عسكرياً مهماً جداً بل ومحورياً في أي حرب صهيونية اميركية مستقبلية شاملة على محور المقاومة.
ولأجل توضيح هذا الكلام الكبير سأتناول في هذه العجالة بعض مدلولات ومضامين تصدي الدفاع الجوي للطائرات الحربية الصهيونية التي انتهكت حرمة الأجواء السورية فجر السبت ومعنى ودور النجاح الكبير في استخدام هذا السلاح في منظومة الاستهدافات الاستراتيجية لسوريا.
في البداية، لا يخفى أن التحالف الكبير الذي خطط للنيل من سوريا كان يستهدف مجموعة من خصائص سوريا الاستراتيجية وهي:
1ـ ضرب أو إضعاف النظام المقاوم السوري القوي وقراره الاستراتيجي في الصراع العربي ـ الصهيوني.
2ـ إضعاف القوى الحيوية للدولة التي تعتبر من أعمدة القوة السورية (الاقتصاد ـ الزراعة ـ الري ـ التعدين وصناعة النفط ـ الوسطية ـ وحدة الشعب والقيادة تجاه الهدف ـ نظام الأمن الاجتماعي).
3ـ حرمان سوريا من عناصر قوتها العسكرية الاستراتيجية من خلال المس بالمؤسسة العسكرية وأسلحتها الاستراتيجية كالقوة الصاروخية وعناصر أخرى.
4ـ تحطيم وتفتيت وتعطيل منظومة الدفاع الجوي السوري (أنظمة القيادة والسيطرة بهدف المس بمركزية هذا السلاح ـ الرادارات وأنظمة الحرب الالكترونية بهدف التعمية والتشويش وسهولة الضرب ـ ضرب وتحييد الاكاديميات العسكرية التي تخرج كوادر وفنيي منظومة الدفاع الجوي والتي أصبحت في منتصف العقد الماضي محلية بالكامل ـ تحييد الكوادر الفنيين الذين بدأ اغتيالهم وتصفيتهم في أول أيام الأحداث عام 2011 ـ ضرب الصناعات المرتبطة بذلك .
وهناك خصائص أخرى لا مجال لذكرها في هذه العجالة.
وقد عملت أجهزة أمن التحالف المعتدي على سوريا بالتعاون مع عملائها الداخليين ( القاعدة ـ داعش ـ الجماعات المسلحة خلال السنوات السبع الماضية وبشكل ممنهج على تفكيك وإضعاف السلاح الجوي السوري مع تركيز محترف على منظومات الدفاع الجوي السوري حول دمشق وحول محافظات ذات وظيفة في الاستراتيجية العسكرية السورية فكانت الأوامر تأتي (وثمة وثائق كثيرة تؤكد ذلك أن احتلوا التلة التالية أو المستودع التالي أو اقطعوا كابلات الاتصال التالية وكل ذلك بدا للمختصين العسكريين السوريين وحلفائهم خطة محكمة لتعطيل دفاعهم الجوي بشكل كامل.
ما أظهره سياق الأحداث فجر اليوم مهم جداً ويوضع في سياق الانجاز التاريخي بالنظر إلى ما جرى في السنوات الماضية لأن المعطيات الأولية تفيد بما يلي:
1ـ عدم قدرة المنظومة المشغلة لسلاح الجو الصهيوني على اكتشاف الرادارات التي تابعتها.
2ـ عدم قدرة المنظومة المشغلة لسلاح الجو الصهيوني على اكتشاف شبكة الدفاع الجوي المحلية التي أدارت عملية التصدي للطائرات الصهيونية والتي أسقطت إحداها فوق فلسطين المحتلة .
3ـ نجاح الجيش السوري في عمليات التمويه والاخفاء لشبكة الصواريخ التي استخدمت في التصدي.
4ـ عدم قدرة المنظومة المشغلة لسلاح الجو الصهيوني على التشويش على منظومة الدفاع الجوي ولا على منظومة القيادة والسيطرة المسؤولة عن اطلاق الصواريخ ضد الطائرات الحربية الصهيونية.
5ـ الارتباك الملحوظ في القيادة الصهيونية والمنظومة المشغلة لسلاح الجو الصهيوني بفعل سلاسة وسرية انتقال وحسن تنفيذ القرار القيادي المتخذ بالتصدي لطائراتها ما حقق المفاجأة الكبرى وهي إسقاط طائرة حربية واحدة على الأقل أي (المس بدرة تاج الردع الصهيوني).
لقد عمل الحلف الذي هاجم سوريا على تحييدها عن الصراع العربي الصهيوني وإن عودة أحد أمضى وأفتك أسلحتها الدفاعية الاستراتيجية يعني أن سوريا وحلفاءها لم يحيدوا بل عادوا ليحموا الأجواء السيادية من أي اختراق.