معركة الغوطة الشرقية .. الخفايا والاسباب

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||العهد الاخباري

 

يواصل الجيش العربي السوري حشد قواته واستقدام التعزيزات، تمهيداً لإطلاق عملية عسكرية باتجاه ما تبقّى من مواقع للمسلحين في الغوطة الشرقية. وتأتي هذه العملية إثر تكثيف المسلحين لاعتداءاتهم على أحياء العاصمة دمشق، وارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين، وحيث تحاول المجموعات المسلحة والدول الداعمة لها استغلال الفترة الفاصلة بين انطلاق العملية وبعض اللقاءات والإجتماعات الدولية (لجنة تقصي الحقائق في قضية الكيماوي/ مجلس الأمن) لرفع مستوى اعتداءاتهم ونشر المزيد من الأضاليل الإعلامية، وقد تصل الأمور بهم إلى مستوى ارتكاب مجازر واتهام قوات الجيش السوري بالمسؤولية عنها.

 

وفي هذا السياق، اعتبر مركز الإتحاد للأبحاث والتطوير U-Feed أنّ “قرار القيادة السورية استكمال العمليات في الغوطة الشرقية يأتي في سياق حربها على الإرهاب وكنتيجة حتمية لاستمرار الاعتداءات من قبل الفصائل المسلحة، وبسط نفوذها على كامل الأراضي السورية وإعادة الأمن والأمان للمواطنين السوريين بعد توسع وارتفاع مستوى الاعتداءات من قبل الفصائل المسلَّحة من خلال القصف المدفعي والصاروخي وعمليات القنص التي باتت تطال مناطق بعيدة عن خطوط التماس والتي نتج عنها سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين”.

 

وبحسب مركز U-Feed، فإن رعاة الفصائل المسلحة الإرهابية (السعودية والإمارات وقطر) ومن ورائهم أميركا و”إسرائيل” يسعون لمنع تأمين محيط العاصمة السورية “دمشق” لأنهم يدركون أن أي انفراج عسكري وأمني لمصلحة الجيش السوري ستكون له انعكاسات سلبية على الكيان الصهيوني مباشرة ثم على أميركا والسعودية والإمارات وقطر.

 

الى ذلك، لا يخفى على أحد الدعم “الإسرائيلي” المباشر لأكثر من 7 مجموعات مسلحة بالعتاد والمال في الجنوب السوري، حيث ورد في صحيفة هآرتس بتاريخ 22 شباط/فبراير 2018 أن “إسرائيل” تسعى من خلال ذلك إلى عرقلة تقدم الجيش السوري في منطقة الجولان.

 

وصرّح الصحفي الصهيوني المتخصص في الشؤون العسكرية “آموس هاريل” أن: “الدولة السورية تربح الحرب وتتقدم في الجنوب وهو ما أقلق “إسرائيل” التي تستعد لما هو آت”. وبحسب هآرتس: “الأشهر الأخيرة شهدت تطورًا في حجم المساعدات “الإسرائيلية” للمجموعات المسلحة ونوعها”. كما أوردت أن “الجيش “الإسرائيلي” استخدم الطائرات بدون طيار والقصف المدفعي لدعم المسلحين في مواجهتهم مع بعض الفصائل”، وأوردت أن “الجماعات المسلحة تتوقع دعمًا إسرائيليًا غير محدود لكن “إسرائيل” تنوي استخدامهم لمحاولة وقف تقدم الجيش السوري”.

 

في غضون ذلك، تقوم الفصائل المسلحة ورعاتها الإقليميون والدوليون بعرض مجموعة من المواد الإعلامية لمجازر وضحايا في اليمن وغزة ومناطق مختلفة ويدعون أنها ناتجة عن مجازر يقوم بها الجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية.

 

لكن في الواقع، يسقط عدد كبير من الضحايا المدنيين وتتعطل الحياة العامة في مدن وبلدات الغوطة الشرقية جراء الإقتتال الدائر بين الفصائل المسلحة، ولا سيما بين ما يسمى “جيش الإسلام” من جهة و”فيلق الرحمن” و”جبهة النصرة” من جهة أخرى. وهذا الاقتتال بين الفصائل أدى إلى حرمان الطلاب من التعليم حيث لا يتمكنون من الذهاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، وإلى تعطيل الحياة التجارية والاقتصادية في المنطقة، فضلاً عن تعطيل الحياة العامة في  العاصمة السورية دمشق من خلال إطلاق القذائف انطلاقًا من المناطق التي تسيطر عليها في الغوطة، حيث طال القصف عدداً من الأحياء التي تضم سفارات ومشافيَ وأسواقاً ومؤسسات تربوية.

 

كذلك أدت سيطرة المسلحين على منطقة الغوطة الشرقية إلى حصر إدخال مقومات الحياة الأساسية بهم من خلال شبكة أنفاق وممرات تهريب قاموا بإنشائها، وبالتالي يفرضون رسوماً مالية ضخمة على إدخال أي من المواد، حيث تحوّل عدد كبير من هذه الأنفاق إلى مصدر تمويل لهذه الجماعات.

 

وبسبب استيلاء المسلحين على المساعدات الغذائية والطبية التي يتم إدخالها إلى الغوطة، فإن الأوضاع الغذائية والطبية متردية بشكل كبير في الغوطة الشرقية، حيث بفرض المسلحون سيطرتهم على المستودعات ويحتكرون توزيعها، ويحولون قسماً كبيراً منها للتجار المحسوبين عليهم ليبيعوها بأسعار خيالية للمواطنين.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com