نظرة على تأسيس وحدة الطائرات الورقية الحارقة في غزة

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي

 في 30 مارس / آذار، احتفل الفلسطينيون الذين يعيشون في مدينة غزة يوم الجمعة بيوم الأرض الفلسطيني وقرروا أن يجتمعوا على حدود قطاع غزة مع فلسطين المحتلة كل جمعة في مسيرات احتجاج سلمية. وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، استمرت هذه التجمعات، وقدمت فلسطين شهداء في كل أسبوع.

لكن هذه المظاهرات الاحتجاجية لم تكن التحرك الرمزي الوحيد لهم، فبالإضافة إلى خلق أجواء مقاومة للمجتمع الفلسطيني والدولي ضد طغيان الكيان الصهيوني، أثمرت عن مبادرات وابتكارات في مجال المقاومة.

واحدة من أهم المبادرات التي خلّفتها هذه المسيرات هي الطائرات الورقية الحارقة والتي أصبحت سلاحاً جديداً لمقاومة التمرد الصهيوني.

تاريخ الطائرات الورقية في قطاع غزة

قطاع غزة يمتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، لذلك يملك ساحلاً بحريّاً خاصاً به وإحدى خصائص السواحل البحرية هو تمتعها بهبوب رياح دائمة، لذلك، كل شيء مرتبط بالرياح يأتي إلى الساحل عن طريق الرياح، كما يلعب الأطفال دائماً من جميع أنحاء العالم على الساحل بالطائرات الورقية.

يتمتع قطاع غزة بسبب عمقه المنخفض والمسافة القصيرة بين ساحل البحر المتوسط وحدود المنطقة مع فلسطين المحتلة في جميع أراضيه تقريباً، بالرياح لذلك من الممكن الاستفادة من هبوب الرياح طوال أيام السنة تقريباً، لهذا السبب نرى لعبة الطائرات الورقية تُمارس بشكل دائم من قبل أطفال ومراهقي غزة.

الرقم القياسي للطائرات الورقية في غزة

في عام 2012 أقيمت مباراة طائرة ورقية على ساحل غزة بالتنسيق مع مدارس انروا” في قطاع غزة، وخلال هذا البرنامج حاول طلاب قطاع غزة تحليق 1000 طائرة ورقية في سماء غزة لتسجيل رقم قياسي في كتاب غينيس، ولإعلان تضامنهم مع الطلاب اليابانيين الذين غرقوا في كارثة تسونامي قبل عام، وكذلك لإيصال صوتهم المغبون إلى العالم.

عندما تكون لعبة الطفل وسيلة مقاومة

في عام 2018، بدأت مسيرات العودة في يوم الأرض، لكن لم تمرّ عدة أسابيع منذ أن بدأت المسيرات حتى وجدت الطائرات الورقية أيضاً إلى جانب المتظاهرين.

كانت المسيرة في البداية رمزية مع رفع الأعلام الفلسطينية، لكن مع مرور الزمن أخذت ألعاب الأطفال تأخذ لون المقاومة بمبادرة من عدد من الشباب الفلسطينيين، حيث تم ربط خزانات الوقود بالطائرات الورقية، وبعد وصول الطائرات الورقية إلى المناطق التي يوجد فيها الصهاينة، يتم قطع الخيوط ويأخذ خزان الوقود بالاشتعال في المنطقة ويبدأ القتال.

القتال المنظّم بالطائرات الورقية

الآن وبعد ثلاثة أشهر من مسيرات العودة وتحويل الطائرات الورقية إلى أسلحة حقيقية، تجمّع المراهقون والشباب في غزة وشكّلوا وحدة تسمى “وحدة الطائرات الورقية والألعاب النارية، أبناء الزواري”.

محمد الزواري، من النخب التونسية، كان أحد أفراد كتائب عز الدين القسام والعقل المدبر لطائرات حركة حماس من دون طيار والذي استشهد على يد فرق الإعدام التابعة للموساد في تونس، عاصمة البلاد في عام 2016. حيث أخذ الآن الشباب الفلسطيني يستعمل وسائل أبسط من طائرات من دون طيار ومشوا على طريق الزواري لترهيب الصهاينة.

أما الآن، فإن وحدات الطائرات الورقية، مثل كتائب عز الدين القسام أصبح لها متحدثون رسميون وأخذوا يعقدون مؤتمرات صحفية ويصدرون بيانات ويهددون الصهاينة.

آخر إنجاز وحدة الطائرات الورقية النارية

أعلنت وحدة الطائرات الورقية والألعاب النارية، أبناء الزواري، في بيان حديث صدر هذا الأسبوع عن نجاح جديد يتمثل في توجيه الطائرات النارية نحو بلدة بيت شمش الصهيونية، على بعد 45 كلم من قطاع غزة بفلسطين المحتلة، وأعربوا عن أملهم في أن يتمكنوا من استهداف الأراضي الفلسطينية المغتصبة من خلال الطائرات الورقية.

الأضرار الثقيلة للطائرات الورقية ضد الصهاينة

المستوطنات الصهيونية حول قطاع غزة غالباً ما تكون زراعية (كيبوتس)، حيث توفر هذه المستوطنات الزراعية الكثير من الحبوب للكيان الصهيوني، وقد أصيب جزء كبير من هذه الأراضي الزراعية بأضرار كبيرة بفعل النيران التي أحدثتها الطائرات الورقية الحارقة في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، كما عانت بعض المخابئ الزراعية في المنطقة من الحرائق.

من ناحية أخرى، وبسبب الرعب الذي أحدثته هذه الطائرات الورقية، أصبحت أجواء المستوطنات المحيطة بغزة بيئة غير آمنة، فقد أعلن الصهاينة أنهم يستخدمون كتيبة كاملة لإيقاف الحرائق الناجمة عن الطائرات الورقية حول غزة، كل هذا فرض تكاليف باهظة على الكيان الصهيوني، والتي لا يمكن أن يتحملها على المدى الطويل.

الرد الصهيوني

لقد أعلن الصهاينة، الذين أحرقتهم الطائرات النارية ولم يتمكنوا من اتخاذ إجراءات لمنعها، أن أولئك الذين يوجهون طائرات النار هم من بين الإرهابيين وأن الجنود الصهاينة يمكن أن يلجؤوا لإطلاق النار عليهم مباشرة.

وقد استخدم الكيان الصهيوني اثنتين من التقنيات وهي الطائرات من دون طيار، والرادار لمواجهة ظاهرة المقاومة الجديدة، وعلى الرغم من ادعاءاته العديدة إلا أن تقنياته تلك لم يكن لها أي نجاح في التعامل مع الطائرات الورقية.

وفي محاولة صهيونية ظاهرها شعبي، حاول الصهاينة مواجهة الفلسطينيين بالمثل وبدأ عدد من اليهود بصناعة وإرسال طائرات ورقية نارية إلى قطاع غزة، ولكن في ذات اليوم، نفس الطائرات الورقية الصهيونية عادت إلى الصهاينة أنفسهم وتسببت في اندلاع حريق في مواقعهم.

الخلاصة

تعتبر الطائرات الورقية النارية سلاحاً جديداً وستكون أكثر قوة وقدرة، حيث يتم تنظيمها كوحدة عملياتية منسجمة، وسيقصم هذا السلاح الجديد إلى جانب مسيرات العودة، ظهر الكيان الصهيوني الظالم، والرد دائماً من قبل الصهاينة في هذه الحالات هو باستخدامهم الحيل والخداع والمكر لإنكار فشلهم والقضاء على أسلحة المقاومة، ويجب على المسؤولين والشباب الفلسطينيين الانتباه إلى خدع الصهاينة وحيلهم وداعميهم في هذا المنعطف الحرج، فقد لجؤوا دائماً عبر التاريخ إلى الفبركة والخداع في مثل هذه الحالات.

قد يعجبك ايضا