صماد وصل أبو ظبي… فهل ستأخذ الامارات الدروس والعبّر؟

موقع أنصار الله || تقارير || اعداد/ أحمد يحيى الديلمي

 

تجلت استراتيجية أمريكا العسكرية في الحرب بالوكالة، وحينما ارادت تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنت عنة وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق “كوند ريزا رايس” فإنها قامت باستخدام الجماعات التكفيرية التي قامت بصناعتها مسُبقاً لتنفيذ ذلك المشروع على أساس أن تقوم بعض الدول العربية وخصوصاً الخليجية بتقديم الدعم تلك الجماعات، فشهدت سوريا والعراق واليمن انتشار وسيطرة تلك الجماعات على بعض المناطق.

 

وفي اليمن خصوصاً، وبعد إن فشلت الجماعات التكفيرية في تنفيذ ذلك المشروع الذي استطاع الجيش واللجان الشعبية على حسمه سريعاً وقاربوا على إنهائه من اليمن بعد الانتصارات التي حققوها في محافظة عدن والمحافظات الجنوبية ، سارعت أمريكا الى الانتقال الى الخطة (ب) وذلك من خلال استخدام الدول الداعمة لتلك الجماعات التكفيرية كأداة لاحتلال اليمن وتقسيمة ونهب ثرواته تحت شماعة محاربة النفوذ الإيراني، ومزاعم أن ايران تحارب بالوكالة في اليمن، ولكن جاءت الحقائق وكشفت عكس ذلك بأن أمريكا وإسرائيل تحارب بالوكالة في اليمن عبر ما يسمى بالتحالف العربي بغّية تحقيق مصالحها الاستعمارية في المنطقة، وخصوصاً في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث تعالت في الآونة الأخيرة أصوات لمسؤولين صهاينة ووسائل إعلامية ومراكز أبحاث صهيونية تعبر عن القلق الشديد من الأخطار التي قد يتعرض لها كيان العدو الصهيوني في البحر الأحمر ومضيق باب المندب في حال فشلت قوى تحالف العدوان على السيطرة على الساحل الغربي ومحافظة الحديدة، وتعاظم القوة الصاروخية والبحرية للجيش واللجان الشعبية.

 

وبالرغم من مرور أكثر من ثلاثة أعوام على العدوان على اليمن، تستمر أمريكا وإسرائيل في حربها بالوكالة في اليمن ولو على حساب تحمل دول تحالف العدوان وخصوصاً السعودية والامارات لتكاليف باهضه تصل الى حد وصولها الى حافة الإفلاس والانهيار الاقتصادي، ناهيك عن التهديدات المؤكدة، لاسيّما وإن معظم أراضيها أصبحت تحت مرمى الصواريخ الباليستية والطيران المُسًير.

 

ويأتي هذا في الوقت الذي سرعان ما تتوقف أمريكا وإسرائيل في عدوانها عندما يتعلق الأمر بتهديد محتمل على أمن “إسرائيل” القومي، ولعل ما يحدث في فلسطين المحتلة خير شاهد على ذلك، حيث يسارع العدو الإسرائيلي (بعد قيامة بشن عدوان على قطاع غزة) الى اعلان التهدئة في حال قيام المقاومة بقصف مناطق في كيانه الغاصب وشعورة بوجود تهديد.

 

وعندما يقوم كيان العدو الصهيوني بشن عدوان سافر على فلسطين المحتلة، أو جنوب لبنان على غرار ما قام به في عدوانه في تموز 2006م، وقيام المقاومة الإسلامية بالرد وقصف مناطق في كيانه الغاصب، يسارع العدو الصهيوني الى اعلان التهدئة والقبول بحل سياسي من منطلق الخوف على أمن واستقراره، ولعل عدوانه على لبنان عدوانه في تموز 2006م والذي استمر ما يقارب 33 يوماً من الشواهد على ذلك بعد إن استطاعت المقاومة الإسلامية في لبنان من تحقيق معادلة توازن رعب مع ذلك العدو المتُغطرس الذي سارع الى التهدئة والقبول بالحل السياسي بدون تحقيق أي هدف من أهداف عدوانه بإرجاع الاسيرين من حزب الله، أو القضاء على حزب الله على حّد توهمه وزعمة، حيث تلاشت تلك الأهداف بعد كل يوم يمر من عدوانه الى أن وصل به الحال الى القبول بالحل السياسي الذي يخرجه ويحفظ ماء وجهه من المسُتنقع الذي دخل فيه.

 

صماد3 وصلت أبو ظبي، وبدلاً من قيام النظام السعودي والإماراتي بالاقتداء بنهج أسيادهم الصهاينة بسرعة التهدئة وإيقاف عدوانهم الغاشم، وأخذ العبّر والدروس، تجدهم ما يزالوا في طغيانهم يعمهون، ولا يدركون أن أسيادهم لا يكترثون لما ستؤول اليه حربهم بالوكالة في اليمن، ولو على حساب تدمير السعودية والامارات برمُتها، لأن المهم لديهم هو كيفية الحفاظ على مصالحهم وتنفيذ مشاريعهم الاستعمارية فقط، بل أن تدمير السعودية والامارات هي من ضمن المراحل القادمة والتالية لمشروعهم الاستعماري “الفوضى الخلاقة”، وسيكونون بلا شك في قائمة الأهداف القادمة بعد إن تنتهي المهام الموكلة اليهم، ويصبحون كعلبة “الفول” المُنتهي صلاحيتها.

 

ومثل ما مثلت العمليات النوعية للقوة الصاروخية وسلاح الجو المُسيّر (صماد2) صفعات قوية للنظام السعودي في قعر دارة في الرياض، فقد مثلت الضربات التي نفذها سلاح الجو المُسّير (صماد 3) على مطار أبو ظبي الدولي صفعة قوية للنظام الاماراتي الذي بدلاً من أن يأخذ الدروس والعّبر ويُعيد حساباته في عدوانه الظالم على اليمن، إلا أنه سارع الى الالتجاء الى أسياده في واشنطن وتل ابيب لعّلهم يخففون من روعه وينقذونه من الورطة والمستنقع الذي ادخلوه هم اليه، حيث نقلت وكالة “وام” الإماراتية عن التقاء محمد بن زايد برئيس شركة “رايثيون” المتخصصة في صناعة الأنظمة الدفاعية، واجرء مباحثات معه.

 

ومن لم تنفعه منظومات الباتريوت الأمريكية والاقمار الصناعية وأجهزة التجسس الحديثة من اعتراض ووصول الصواريخ الباليستية والطيران المُسّير الى شركة ارامكوا وأهداف أخرى في الرياض وما بعد الرياض؛ سيفشل أيضاً في صّد واعتراض الطيران المُسيّر والصواريخ الباليستية من الوصول الى تحقيق أهدافها المشروعة في أبو ظبي ودبي.

 

وسيأتي اليوم الذي يندم فيه النظام الاماراتي والسعودي على فعلتهم الشنيعة ويتحسروا حين لا ينفع الندم والتحّسر، بل سيعّوا جيداً ذلك المثل العربي الشهير (ما باتموت العرب الا وهي متوافيه)، وذلك في الوقت الذي سيخلى عنهم أسيادهم الأمريكان والصهاينة، يوم يقول لهم الشيطان الأكبر أني برئ منكم مما كنتم تعملون، ومهما طال ذلك الظلم والطغيان في الليل الحالك، فإن الصبح لناضرة لقريب، يوم يكون فيه النصر المؤزر حليف الشعب اليمني الصامد رغماً عن النصر ذاته.

 

قد يعجبك ايضا