وكالة أمريكية : التحالف السعودي استعان بـ”القاعدة” في حربه باليمن
|| صحافة عربية ودولية ||
كشفت وكالة بلومبيرغ الأمريكية أن ولي العهد السعودي، ونظيره الإماراتي محمد بن زايد؛ ما زالا يستعينان بجماعات “جهادية” تربطها علاقات وثيقة بتنظيم القاعدة، في حربهما ضد حركة أنصار الله الحوثيين في اليمن.
وقالت الوكالة في تقرير لها، إن السعودية والإمارات عقدتا أحلافا مع جماعات مسلحة محلية لمحاربة الحوثيين، بما في ذلك أحلاف مع إسلاميين راديكاليين لهم صلات بتنظيم القاعدة.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن الحرب الدائر رحاها في اليمن؛ مكنت تنظيم القاعدة في بعض الأحيان من تعزيز قبضته على الأقاليم النائية شرق البلاد، ولعبت دورا رئيسيا في الاستيلاء على محافظات جنوبية من قبضة الحوثيين.
وسبق أن كشف تحقيق استقصائي لوكالة أسوشييتد برس أن التحالف بقيادة السعودية عقد اتفاقات سرية مع تنظيم القاعدة في اليمن، ودفع أموالا للتنظيم مقابل انسحاب مقاتليه من بعض المناطق في البلاد.
وأفاد التحقيق بأن فصائل مسلحة مدعومة من التحالف جندت مسلحي تنظيم القاعدة في اليمن، وتم الاتفاق على انضمام 250 من مقاتليه لقوات الحزام الأمني المدعومة إماراتيا في محافظة أبين جنوب البلاد.
وذكرت الوكالة أن أمريكا أمّنت انسحاب بعض مسلحي القاعدة مع عتاد عسكري حصلوا عليه من قتالهم في بعض المدن، مثل المكلا جنوب اليمن وسبع مناطق في محافظة أبين ومدينة الصعيد بمحافظة شبوة (جنوبا).
وقالت بلومبيرغ، إن اختيار التحالف الذي تقوده السعودية لحلفائه (المتشددين) في اليمن، قد ينتهي به الأمر إلى تدمير جهود السلام، خاصة مع الدعوات الدولية المتصاعدة، لوقف هذه الحرب المكلفة.
وذكرت بأن القيادي السلفي عادل عبده فارع، المعروف باسم أبي العباس ، يفك لغز تحالفات السعودية مع القاعدة، حيث بدأ أبو العباس بتكوين مليشيا مسلحة له بدعم من المملكة العربية السعودية، والإمارات، حيث كان مقاتليه يرفعون الأعلام اليمنية والإماراتية على عرباتهم، وشاركوا في قتال الحوثيين في مناطق بتعز، قبل أن تضعه أمريكا ثم السعودية والإمارات على قائمة الإرهاب.
ولفتت إلى أن أبا العباس قاتل على جانب الحكومة في نزاع متقطع مع الحوثيين استمر من عام 2004 حتى عام 2010 ، وهو خريج إحدى المدارس السلفية في قرية دماج الشمالية.
وعن مدى التعاون القائم بينهما، أشارت بلومبيرغ إلى أن السعودية استعانت بتنظيم القاعدة ومسلحين متشددين عام 2016، في مواجهة الحوثيين بمدينة تعز، وكنتيجة لذلك أفادت الوكالة بأن أجزاء من المدينة وقعت تحت سيطرة ونفوذ التنظيم.
وشددت على أن التدخل السعودي في حرب اليمن، مكن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من تعزيز قبضته على الأقاليم الشرقية النائية، وقد لعبت الجماعات الإسلامية دورا رئيسيا في الاستيلاء على محافظات جنوبية أخرى.
ونقلت الوكالة عن عضو المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في لندن آدم بارون قوله: “إن صعود السلفيين المتطرفين، والانتشار العام للجماعات المسلحة، يخلق وضعاً خطرا في اليمن، وحتى لو اختفى الحوثيون من الصورة، فإنه من الصعب وضع هذه القطة في الحقيبة”، في إشارة لصعوبة السيطرة على العناصر المتشددة.