اصطدمت الجولة الخارجية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بسلسلة كبيرة من ردود الافعال والتظاهرات الشعبية المناهضة والداعية لعدم استقباله في اكثر من دولة، في دليل واضح على الموقف الحقيقي للشعوب والرأي العام الاقليمي والدولي من الممارسات والانتهاكات التي يرتكبها النظام السعودي في الداخل والخارج ومن ضمنها قيادة العدوان الجائر على اليمن مع كل هذا الكم الهائل من إراقة الدماء وارتكاب جرائم ضد الانسانية ناهيك عن جريمة قتل الاعلامي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول بتركيا، وصولا لكل الممارسات السعودية في العديد من الدول من دون نسيان كل الارتكابات التي تقع في الداخل بحق النشطاء والمعارضين.

وكذلك أعلنت فئات سياسية وأحزاب جزائرية وازنة رفضها لزيارة ابن سلمان انطلاقا من نفس الاسباب، حيث قال “حزب العمال” الجزائري إنه حذّر من عقبات هذه الزيارة، وأكد ان “الزيارة سياسية ولا يمكن لها أن تكون اقتصادية”، ورفض “كل التبريرات لهذه الزيارة”، اما في موريتانيا فقد عبر الشعب الموريتاني وأحزابه وقياداته الوطنية عن نفس التوجه، وقال “حزب الرفاه” البارز في موريتانيا ان “زيارة محمد بن سلمان المنتظرة للعاصمة نواكشوط مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل هي محاولة لتنظيف أيد مصبوغة بدم الأطفال والنساء العرب”، واشار إلى “دور لابن سلمان في تغذية الحرب العدوانية على سورية، وحرب الإبادة الجماعية في اليمن، ودوره المشؤوم في محاولة تصفية القضية الفلسطينية”، وتابع “على الرغم من الاختلاف الفكري مع الصحافي جمال خاشقجي إلا أننا ندين بكل قوة قتله بطريقة وحشية”. وشدد على ان “محمد بن سلمان هو شخص غير مرحب به في موريتانيا”.

لكن هذه المواقف الشعبية والحقوقية والقانونية الرافضة لزيارة ابن سلمان الى عدة دول على ماذا تدل؟ وأي أبعاد لها على المدى الطويل على الحياة السياسية لولي العهد السعودي؟ هل تعتبر هذه الاحتجاجات مجرد حركة عابرة لا تأثير لها أم ان لها ارتدادات ستصيب مستقبل وطموحات محمد بن سلمان السياسية لا سيما في خلافة والده للجلوس على كرسي الملك في السعودية؟ أليس التناغم الشعبي والرسمي في عدم قبول محمد بن سلمان سيؤدي في لحظة ما الى اقتناع كل المدافعين عنه وعلى رأسهم الادارة الاميركية وبالتحديد الرئيس دونالد ترامب، بضرورة تغيير والبحث عن شخص آخر للحكم في السعودية؟

لذلك قد نجد بعض الرؤساء والمسؤولين الرسميين في بعض الدول يفتحون له الابواب ويستقبلونه نتيجة وجود مصالح وغايات اقتصادية ومالية وطمعا باستثمارات معينة على طريقة الرئيس الاميركي الحالي، إلا ان الشعوب الحية ترفض تقديم التنازلات على حساب مبادئها واخلاقياتها وانسانيتها وترفض الترحيب به بل نزلت الى الشوارع احتجاجا وتنديدا بالزيارة.
المصدر: موقع المنار