اتّفاق الحديدة.. بين فشل دول العدوان وتهريج المرتزِقة
|| مقالات || حزام الأسد
بعدَ نجاحِ فريقنا الوطني المفاوِض من إحداث إنجاز سياسيّ هام في مفاوضات السويد أسقط من خلاله مزعومَ “الشرعية والانقلاب” عبر اختراقٍ لافتٍ وذكي فتح عبره بابَ الحَـلّ السياسيّ وإمْكَانية التوصل إليه، وكشف للمجتمع الدولي والعالم تعنُّتَ قوى العدوان وأذيالها، ورفع عنهم غطاءَ الحرب الظالمة بحق شعبنا اليمني طوال أربعة أعوام.
تحاولُ أبواق العدوان ومرتزِقته اليوم، وتسعى جاهدةً لإرباك المشهد السياسيّ عنْ مَا تحقّق من إنجاز على أيدي فريقنا الوطني الذي تحلّى بالمسؤولية وكان الممثلَ الوحيدَ لسبعة وعشرين مليون مواطن، ساعيا بجد وهمة عالية؛ للبحث عن حَلٍّ ومخرجٍ يرفع المعاناة عن عموم أبناء الشعب اليمني الصابر والمجاهد شماله وجنوبه، ويحفظ كرامته وسيادة بلده؛ لتخرُجَ اليومَ قوى الارتزاق عبر حزمة من التهريجات والمغالطات الكاذبة والمفضوحة كالحديث عن ما تم إنجازُه في اتّفاق الحديدة بالسويد بأنه انتقاصٌ من السيادة وتسليم الحديدة لأمريكا! ولا غريبَ في ذلك التهريج فكُــلٌّ يرى الناسَ بعين طبعه..
ومعلومٌ بأن مَن يمتهنُ العمالةَ والارتزاقَ طوال أربعة أعوام ليس في مقام الحديث عن الوطنية والسيادة، ودورُهم أَصْبَــح واضحاً وجلياً في المناطق المحتلّة، وهم يعرفون ذلك جيداً بأنهم مُجَــرّد وكلاء فقط للمحتلّ والمستعمِر وغطاء لجرائمه وانتهاكاته بحق أطفال ونساء اليمن.
وهنا نحب أن نوضحَ أمرين من خلالهما يحاول العدو أن يخلقَ ضبابيةً ويمرّر أكاذيبه:
الأول: هو أن مفهومَ منظمة الأمم المتحدة يختلف تماماً عن مسمى الولايات المتحدة، فالأول هو اسمٌ لمنظمة عالمية تضُمُّ في عضويتها جميعَ دول العالم المستقلّة، ومنها بلادنا التي كانت إحدى الدول المؤسِّسة لها، حيث تأسّست بتأريخ 24 أكتوبر 1945، ويتم تمويلها من خلال المساهَمات المقدَّرة والمساهمات الطوعية من الدول الأعضاء، أما مصطلحُ الولايات المتحدة الأمريكية فهو المسمى الخاص بكيان الدولة المارقة الشيطانية “أمريكا” التي تعيثُ الفسادَ في العالم وتنشُرُ الحروبَ والدمار وتدُسُّ أنفَها في الشؤون الداخلية لدول وشعوب العالم، وتثيرُ الفتنَ والمشاكلَ، وتنهَبُ خيراتِ الأمم والبلدان عبر أذرعها وأدواتها وعصاباتها على امتداد القارات الخمس.
ثانياً: اتّفاقُ الحديدة واضحٌ، وهو ما تناوله السيد القائد عبدالملك الحوثي من قبل في خطابات عدة بأن لا مانعَ من القبول بدور أممي رقابي في ميناء الحديدة؛ لإفشال كُــلّ الذرائع التي تتحجَّجُ بها أمريكا وأذنابها أمام العالم في تصعيدهم على الساحل الغربي واستهدافهم لأبناء الحديدة ومحاولة احتلالها، ومن هنا جاء الاتّفاقُ وسقطت عنهم حججُهم الواهية ومعها تلاشى مزعومُ “الشرعية والانقلاب” والقرارات الخنفشارية المتناقضة.
أمَّا مفهومُ السيادة الوطنية فينسجم تماماً مع أن تدير بلدَك بنفسك لا بالوصاية عبر السفراء كحال مأرب اليوم أَوْ بالاحتلال الأجنبي العسكريّ المباشر كحال مدينة وميناء عدن وحضرموت والمهرة والسواحل الجنوبية الغربية وعموم الجنوب المحتلّ الذي يقبعُ تحت براثن قوى الاستعمار والاحتلال وفيها يزج بالآلاف من أبناء تلك المناطق في سجون الامتهان والإذلال، ومن البديهي أن يكونَ واقعُ تلك المناطق في نظر المرتزِقة والعملاء على أنها مناطقُ محرّرة!!
أمَّا ما أشارت إليه اتّفاقيةُ الحديدة فهو أن السلطةَ المحلية بمحافظة الحديدة هي المعنيةَ بإدارة شؤون المحافظة إدارياً وخدمياً وعلى المستوى الأمني، وأن دورَ الأمم المتحدة ليس إلا دوراً داعماً فنياً ومحدوداً؛ لإسقاط الذرائع والحُجَجِ الواهية مثل تهريب السلاح عبر الميناء، أما بقاءُ المظاهر المسلحة داخل المدينة فمقابله هو ازالة الخطر عن المدينة وسكانها وعن الميناء، وأن انسحاب المرتزِقة من محيطها ووقف الغارات الجوية يقابله اختفاءٌ للمظاهر المسلحة داخل المدينة.