رئيس الوزراء : ذوي الاحتياجات الخاصة وقضاياهم حاضرة بقوة لدى القيادة السياسية
موقع أنصار الله – صنعاء – 29 ربيع الثاني1440هـ
قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور إن العطاء الزاخر لذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف مجالات الحياة دليل قوي على أن الإعاقة الحقيقة ليس في الجسد وحواسه بل في العقلية والذهنية والفكر”.
وأكد رئيس الوزراء لدى مشاركته في الفعالية التي نظمها مركز النور للمكفوفين اليوم بصنعاء في الذكرى السنوية الثالثة لجريمة قصف المركز من قبل تحالف العدوان السعودي الإماراتي، المقامة تحت شعار “مركزنا .. نور مستقبلنا”، حضور ذوي الاحتياجات الخاصة وقضاياهم ودورهم الهام لدى قيادة الدولة التي حرصت على إشراكهم في مشروع تطوير الرؤية الوطنية لمواصلة وتطوير بنيان الدولة اليمنية الحديثة “يد تحمي .. ويد تبني” الذي تبناه الرئيس الشهيد صالح الصماد.
وأضاف ” إن هذا المشروع يجمع كل اليمنيين بمختلف شرائحهم وذوي الاحتياجات الخاصة لهم ركن ركين وموقع أمين كحضورهم معنا في ثقافتنا الوطنية الواسعة، وسيكون ذوي الاحتياجات الخاصة كافة بما فيهم شريحة المكفوفين جزء من هذه الإستراتيجية الوطنية”.
ولفت الدكتور بن حبتور إلى تضامن الحكومة بمختلف أعضائها مع مركز المكفوفين وهو يحيي الذكرى الثالثة للعدوان الآثم عليه ويستعد للانطلاق في السنة الرابعة وأعضائه أكثر قوة وتماسكا وتصميما على مواصلة الحياة بكل ما للكلمة من معنى.
واعتبرهم جزء أصيل وفاعل من المجتمع اليمني ومثال حي للصمود وتقديم الأنموذج الرائع في الحضور والمشاركة والثبات .. مشيرا إلى أن هذه رسالة من اليمنيين ومختلف شرائحهم الاجتماعية أنهم حاضرين للدفاع عن الوطن والانتصار له بكافة الوسائل الممكنة.
ورأى رئيس الوزراء أن هذه المناسبة مواتية لتذكير العالم أن دول العدوان لم تحصر عدوانها في مواجهة المرابطين في الجبهات ولا في الأماكن المتاح فيها النزال والقتال والتحدي بل طال شرها وإجرامها كل أبناء الوطن حتى أنه لم يسلم منها مركز المكفوفين.
وقال ” إنهم يبحثون ويعتقدون أنهم سيضربونا في الخاصرة الضعيفة باستهدافهم المباشر للإنسان وهذه الشريحة المباركة نعتز بها اعتزازا كبيرا ونفخر بأن لدينا هذا العدد من الطلاب ومن الخريجين والعاملين”.
وأضاف ” تقدم هذه الشريحة رسالة إيمانية تعلمنا مدلول آخر أن الإعاقة ليس في الجسد وحواسه بل في الذهنية والفكر وفي العقول ولذلك هم تجاوزونا بمراحل كبيرة وليس أدل على ذلك من الشخصيات الكبيرة التي أتتنا من هذه الشريحة من المفكرين والأُدباء والشعراء والفلاسفة وأضحت مثال بارز على القدرة والعطاء والإبداع”.
وطالب الجميع بالتعلم من هذه الشريحة المعاني القيمة في المثابرة والتفاعل مع الحياة والتعامل الايجابي مع معطياتها .
وأثنى رئيس الوزراء على مركز النور ومنتسبيه الذين يغمر الأمل والتفاؤل وجوههم ويشع نور العلم من عقولهم وفكرهم وهم يكسرون حاجز صمت الضوء الذي حرموا منه ويخوضون غمار الحياة بالإرادة والعزيمة والتصميم والثبات.
وتناول الدكتور بن حبتور، في سياق كلمته الهجمة الشرسة والخسيسة التي قام بها بالأمس المحتل الإماراتي على آل المحضار في شبوة واستخدامه الأباتشي ومرتزقته وكل الآليات من أجل تركيع الأهالي في هذه المنطقة.
وندد بهذا الفعل الإجرامي للعدوان والاحتلال الإعرابي وكافة الاعتداءات التي طالت الآمنين في قرى ومدن اليمن كافة .. وقال” سنكون إسناد مباشر لأهلنا في هذه المعركة غير المتكافئة التي استخدمت فيها الأباتشي مقابل السلاح الشخصي الكلاشنكوف ومع ذلك واجهوا وقاتلوا كرجال ودمروا آليات وقتلوا العديد من المرتزقة “.
وأضاف “نوجه من على هذا المنبر كلمات الشكر لإخواننا الذين قاوموا هذا الاعتداء واستبسلوا في المواجهة ونترحم على أرواح الشهداء الذين استشهدوا في هذه الغارة العدوانية التي راح ضحيتها أكثر من إحدى عشر شهيد”.
وأعرب رئيس الوزراء عن شكره لكل من شارك في الإعداد والتحضير لإحياء هذه الذكرى وحرص على حضورها ومشاركة مركز النور فيها.
ووجه في ختام كلمته الجهات الحكومية بما فيها أمانة العاصمة والوزارات ذات العلاقة تقديم الدعم لهذا المركز وغيرها من المراكز التي تنشط بهذا المجال .
من جانبه اعتبر وزير الشئون الاجتماعية والعمل عبيد سالم بن ضبيع استهداف تحالف العدوان بصورة مباشرة للمكفوفين نزلاء مركز النور وهم نائمون جريمة نكراء ستظل محفورة على جباه أشرار العالم ممن شارك في هذا التحالف والحرب على اليمن.
وأشار إلى أنه بارتكاب هذه الجريمة تخلت دول العدوان عن أبسط قواعد وأعراف الإنسانية وقيمها .. مؤكدا أن هذه الجرائم لم ولن تركع الشعب اليمني.
وأكد أن الوزارة لن تألوا جهدا في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم المكفوفين ودعمهم بكل ما تملك من إمكانيات باعتبار ذلك من أولويات الحكومة ووزارة الشؤون الإجتماعية.
وتطرق إلى أن 2019م سيكون عاما للاهتمام والرعاية بذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة تحت شعار ” ذوي الهمم العالية إبداع وتطور” بما يجعل من ذوي الإعاقة شركاء حقيقيون في التنمية والبناء.
بدوره أشار رئيس لجنة الشئون الاجتماعية بمحلي أمانة العاصمة حمود النقيب إلى أن ما حدث من عدوان على مركز النور للمكفوفين قبل ثلاثة أعوام، وصمة عار في جبين الإنسانية.
ولفت إلى أنه خلال ثلاثة أعوام من العدوان لم يستطيع التحالف تحقيق أهدافهم عدا تدمير البنية التحتية التي تخص المواطنين إلى جانب قصف مركز النور للمكفوفين.
وفي الفعالية التي حضرها وزيرا الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل وحقوق الإنسان عليا الشعبي وعضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد نور باعباد .. أوضح مدير مركز النور للمكفوفين حسن إسماعيل أن المركز ساهم في تخريج المئات من الكوادر التي رفدت المجتمع والتنمية بالكثير من الرواد في الأدب والفقه والقرآن والعلوم الإنسانية .
وأشار إلى أن العدوان استهدف المركز في الوقت الذي كان ينام فيه أكثر من 100 كفيفا لكن عناية الله حالت دون إصابة أحد المكفوفين.
وتطرق حسن إسماعيل إلى حجم الدمار الذي لحق المركز وتدخل الشهيد عبد القادر علي هلال أمين العاصمة حينها، بإعادة بناء المركز .. مبينا أن المركز رغم ذلك غير قادرا على تعويض التجهيزات التي دمرها العدوان والتي تقدر قيمتها بعشرات الملايين.
واستعرض الصعوبات التي تواجه عمل المركز .. مشيدا بالدعم الذي يقدمه صندوق رعاية وتأهيل المعاقين لاستمرار نشاطه وتلبية متطلبات العمل بمركز النور للمكفوفين ومتابعتهم الدائمة لسير العملية التعليمية.
من جانبها أشارت رئيسة جمعية الأمان للكفيفات صباح حريش إلى الدور التنويري الذي يقوم به مركز النور للمكفوفين في تعليم شريحة المعاقين.
وشددت على أهمية استمرار الدعم للمركز بما يكفل تقديم الرعاية والعناية بالأشخاص ذوي الإعاقة.
عقب ذلك سيًر مركز النور للمكفوفين ومنتسبيه اليوم قافلة دعم غذائية للمرابطين في الجبهات بحضور رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور ووزيرا الصحة العامة والسكان والشئون الاجتماعية والعمل ورئيس لجنة الشئون الاجتماعية بمحلي الأمانة والقائم بأعمال المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين ومدير مركز النور للمكفوفين.
سبـأ