النفاق الانساني

علي محمد المتميز


جاهدة تسعى الامم المتحدة الى التفريق بين العمل الانساني والعمل السياسي والفصل بينهما وهي معنية بذلك في وقت يستدعي هذا الامر وبصورة ملحة نتيجة استغلال القوى الكبرى للعنصر الانساني للحصول على مكاسب سياسية ترغم الخصوم للقبول بها تحت ضغط هذا العنصر
غير ان الكثير من التناقض بدا جليا في هذا الموضوع والكثير من التساؤلات بحاجة لكثير من التوضيح وكثير من الجهد لاقناع الضحايا بعدم وجود ربط بين الامرين الانساني والسياسي ؟؟
فعلى سبيل المثال كان اسماعيل ولد الشيخ الممثل الانساني المقيم في اليمن وهو على دراية واطلاع بالوضع الانساني الذي يعيشه اليمنيون في مختلف مناطق اليمن مؤخرا تم تكليفه ممثلا سياسيا للامم المتحدة اي مبعوثا للامين العام للامم المتحدة .
مضت عدة اشهر على تعيينه والرجل يرواح مكانه ويتناسى كل ما يحصل لابناء اليمن من مجازر وجرائم وحصار وتجويع ، اصدرت عدد من البيانات الخجولة من بعض المنظمات الدولية وانشغل الكثير بما ستأول اليه جهود الامم المتحدة لايقاف العدوان والحصار غير ان الموقف الصادم الذي خرج به ولد الشيخ كان كارثيا فالرجل لم يكلف نفسه الحديث عن ما يرتكبه العدوان بحق البلد بل تناول تفصيلا بسيطا هو موضوع تعز والحصار الذي تحدث عنه وكأنه لا يدري بما يدور ويجري .
وهنا مربط الفرس حيث استغل هذه النقطة التي طبل لها الكثير واعطوها حجما ضخما وضخا اعلاميا واسعا ونسي محافظات بكاملها يعاني ساكنيها الامرين بل وصل به الامر حد تحريف ماتم الاتفاق عليه سياسيا ليعيد الكرة الى المربع الاول فمن حصار تعز الانساني الى مخالفة النقاط السبع السياسي وهنا الخلط والهرج والمرج
صحيح ان دور الامم المتحدة يأتي في مثل هذه الظروف وان يكون الوضع الانساني سببا لوقف العدوان وان يشكل تدهور الوضع الانساني وتفاقمه الركيزة الاولى لالجام قوى العدوان وهذه مهمة اساسية للامم المتحدة غير ان ولد الشيخ صرف النظر عن كل هذا وتغافل وتناسى وتجاهل واسرف في ذلك ما يضع دور الامم المتحدة مجددا على المحك ويبرهن على وجود شخصيات اممية تمارس النفاق الانساني بإصرار وتعمد وتكشف عن وهن وضعف كل مدعي حقوق الانسان .

وعلى كل من يصمت او يتجاهل عن ما يلحق بهذا الشعب ان يعلم انه يمارس النفاق الانساني بقصد او بغير قصد
اتضح مؤخرا ما يجري حيث يبدو ان دور ولد الشيخ لا يتعدى كونه غطاء انسانيا وسياسيا للعدوان وذلك عبر تضييع الوقت والتستر على الجرائم والمجازر وتأخير اي حل سلمي سياسي ليكسب العدوان مزيدا من الوقت وافساح المجال له للسيطرة والاحتلال لمزيد من المناطق مستندا على الصمت المطبق الذي تعيشه شعوب وحكومات العالم والدور الذي يلعبه المال السعودي في اسكات كل الاصوات التي تتحدث عن اليمن ..
وبهذا فولد الشيخ بانتظار المتغيرات على الارض ان تحققت غير آبه بالوضع الانساني ولا مبال بما يعاني منه اليمنيون وحين يدرك العدوان فشله سيدفع بولد الشيخ للحديث عن الانسانية وما آلت اليه الاوضاع الانسانية ليكون مبررا لهم لوقف العدوان
وعلى العموم فالامم المتحدة معنية بمراجعة مواقفها او مواقف من يمثلها على الاقل ان كانت لا تعلم بما يقومون به
او ان التاريخ سيخلد هذا الموقف المنافق للاجيال وحينها سيدرك الجميع ان شعارات الانسانية مجرد يافطات ترفعها الامم المتحدة وقت ما يشاء من الطغاة والمجرمين .
انه نفاق انساني يلبس عباءة اممية البسه اياها المال السعودي المدنس والتأمر العالمي على اليمن
وللشعب اليمني العظيم لا تعويل على احد سوى الله فالعالم اليوم قد استغشى ثيابه واصر واسكتبر استكبارا وهو في انتظار انكسارك واستسلامك الذي لن يروه مهما طال انتظارهم…

قد يعجبك ايضا