هل هي إرادة وقف الحرب ام إرادة إدارة الفوضى؟
عبد الملك العجري
على خلاف تصريحات عدد من السياسيين الغربيين الداعية لوقف الحرب في اليمن أو في غيرها من مناطق الصراع في المنطقة العربية ، الا ان الكلام المنسوب لجون برينان رئيس الاستخبارات الامريكية يعكس ان إرادة الولايات المتحدة والدول الرأسمالية ورغبتها هي في استمرار منطقة الشرق الأوسط منطقة ملتهبة ومفتوحة على كل الصراعات.
وبصرف النظر عن صحة ما نسب لبرينان الرأسمالية المعولمة التي تقودها الولايات المتحدة في شرق اوسط ملتهب وسوق سلاح يشغل وينشط الإقتصاديات الغربية والشرقية وينفذ أهداف سياسية وإقتصادية وإستراتيجية متداخلة حسبما ورد في الكلام المنسوب لبرينان.
لكن في ذات الوقت لا يريدون للفوضى ان تنفلت من أيديهم والإبقاء على خيوط تمكنهم من ضبط إيقاعاتها بما لا يخرجها عن السيرة ويمكن من إدارة الفوضى الخلافة نحو اعادة تشكيل شرق اوسط جديد مطاوع للمصالح النيوليبرالية .
من هنا نراهم عند نقطة معينة يتدخلون بقوة لإدارة الفوضى من خلال التبريد بؤرة من بؤر الصراع وتسخينها في مكان اخر او نقلها او قمعها او ترحيلها او تخديرها بحسب الحاجة .
وعمادها في تحقيق سياستها هي سلطة الكمبرادور السياسي والاقتصادي في الأنظمة العربية التابعة بالذات دول النفط الخليجي (السعودية ،قطر،الإمارات )التي تمثل او هي عبارة وكالات محلية لتحقيق مصالح الرأسمالية الغربية.
وعلى كل هم في النهاية إدارتهم ليست قضاء حسما وقدرا حتما لا نملك أمامه الا الرضا بالقضاء والتسليم بالمكتوب ولا يملكون قدرات قهرية ,رغم تفوقهم ،تجبرنا على مطاوعة ما يسعون له عن طيب خاطر ،صحيح حققوا ولا زالوا يطمحون لتحقيق المزيد من المكاسب الا انه خلال العشرية الماضية راينا كيف تعثرت كثير من مشاريعهم في غير مكان بفضل جهود دول وحركات وقوى الممانعة والمقاومة الدينية والوطنية ونجحوا في تسجيل نجاحات في احباط مشاريع الرأسمالية المعولمة في المنطقة وبدون شك المنطقة مضطرة لان تدفع أكلاف تمرها على إرادة ارباب السوق العالمين ووكلائهم المحليين وهذا هو الخيار الذي اخترناه ومستعدون لمواصلته لحين التخلص من الرّق الحديث .