النخالة: سنرد على الاغتيالات بكل قوة ولن يكون أمامنا أي خطوط حمراء
موقع أنصار الله – فلسطين المحتلة– 27 شعبان 1440هـ
أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أن “أي مساس بالمقاومة مهما كانت مواقعهم التنظيمية واستهدافهم عبر اغتيالات منظمة ومبيتة سنرد عليها بكل قوة، وسنستهدف مدناً كبرى مقابل ذلك، بغض النظر عن أي تفاهمات أُبرمت أو سوف تُبرم، ولن يكون أمامنا أي خطوط حمراء”. وأوضح النخالة في مقابلةٍ مع مراسلة “دار الحياة” ، أن “إسرائيل” تتباطأ في تنفيذ التفاهمات ومن المحتمل جداً أنها تحاول التنصل منها، مشدداً على أن المقاومة “مرتبطة بوجود “إسرائيل” وطالما هي موجودة فإن المقاومة باقية وستظل مستمرة”.
ورحب النخالة، بكل من يقف مع الفلسطينيين في مواجهة المشروع الصهيوني وعلى رأسهم إيران. ورداً على سؤال حول حرص مصر على عدم تصعيد الأمور تجنباً لحدوث مواجهة وحرب جديدة في غزة، قال نخالة “نحن دائماً نقدر الجهود المصرية، ومصر تسعى لمنع حدوث عدوان على الشعب الفلسطيني، ولكن العدو لا يضع اعتباراً جدياً وحقيقياً للجهود المصرية إلا بقدر ما تحققه هذه الجهود من مصلحه كاملة “لإسرائيل”. وفي الوقت نفسه فإن العدو يأخذ بعين الاعتبار أن أي عدوان على قطاع غزة لن يكون نزهة وسيكون مكلفاً على كل المستويات، لذلك فإن تجنب المواجهة يتم على أمل أن تحقق الجهود المصرية ما يسعي إليه العدو بدون حرب وخصوصاً أنه لا يضمن أنه يمكن أن يحقق بالفعل أهداف جدية من خلال الحرب، يجب أن لا يغيب عن بالنا أنه في نهاية المطاف العدو يسعي لتجريد غزة من سلاحها”.
وعن جهوزية الفصائل لمواجهة العدو، أكد نخالة أن فصائل المقاومة “في حاله مواجهة مستمرة مع العدو، وهذه المواجهة لن تتوقف إلا بزوال أسبابها، فالمقاومة كما ذكرت مرهونة بوجود الاحتلال الإسرائيلي”. وعن دعوة حركة الجهاد الاسلامي الرئيس محمود عباس لزيارة غزة، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي “الدعوة التي وجهها الأخ خالد البطش للأخ أبو مازن للقدوم إلى غزة، لم تكن من حركة الجهاد فقط. ولكنها كانت دعوة باسم فصائل المقاومة مجتمعة، من أجل توحيد الصف الفلسطيني في مواجهه “اسرائيل” ومواجهة ما تسمي بصفقه القرن. ولكن للأسف قابلها الأخ أبو مازن بشروط (..) أن تتخلى المقاومة عن سلاحها وتلتزم الاعتراف “بإسرائيل”، نحن دوماً بحاجة لأن نكون موحدين وفي جبهة واحدة”، التحديات كثيرة والأمر خطير للغاية، تهديدات الاحتلال وعدوانه على الأرض وعلى أرواح الناس ليتوقف.. لقد بذلت جهوداً كبيرة بغرض توحيد جبهتنا الداخلية وللأسف لم نوافق لأسباب كثيرة أهمها اختلافنا في الوسائل التي نقاوم بها الاحتلال. واختلافنا أيضا في توصيف “إسرائيل” هل هي عدو محتل لأرضنا. أم دولة جارة لنا اختلفنا معها على ترسيم الحدود”.
وتعليقاً على طلب المسؤولين الأميركيين من الفلسطينيين الاطلاع على ما يُسمى “صفقة القرن” قبل رفضها، قال نخالة “ماذا ننتظر من الأمريكيين؟ إن مبادرتهم التي أسموها “بصفقه القرن” أصبحت مفهومة وواضحة، وقد نفذوا جزءاً كبيراً وخطيراً من بنودها المتوقعة باعتبارهم القدس يهودية وعاصمة للكيان الصهيوني. وكذلك إعلانهم الاعتراف بسيادة العدو على هضبه الجولان العربية السورية، ولم يتبق من الصفقة إلا إعلان ضم الضفة الغربية” .. فلقد استولوا على نصف أراضي الضفة الغربية وأقاموا عليها مستوطنات يقيم فيها أكثر من 700،000 يهودي وحسب خطتهم سيكتمل العدد لمليون مستوطن حتي نهاية عام 2020 حينئذ سيعلنون الضفة كاملة تحت السيادة “الإسرائيلية”. هؤلاء الأمريكان يعتقدون أن بإمكانهم أن يجعلوننا أن نستبدل وطننا ببعض الأموال وبتحسين ظروفنا الاقتصادية. هذه هي صفقه القرن التي يتحدثون عنها، أموال ووضع اقتصادي مريح مقابل فلسطين، للأسف الشديد أنهم بأموال العرب يشترون أرض العرب”.
وفي السياق، أضاف نخالة “من يعارض صفقة القرن لا يعاقب نصف الشعب الفلسطيني ولا يساعد في حصاره، الإجراءات التي اتخذتها حكومة رام الله ضد قطاع غزه خلال الفترة الماضية لا تقل قسوة عن الإجراءات التي اتخذتها “اسرائيل” ضد قطاع غزة. ورغم ذلك ما زلنا نؤكد علي ضرورة أن تتغلب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية. ويجب أن نقف في وجه صفقة القرن وكذلك يجب أن نواجهه الاحتلال وعدوانه سواء كان ذلك في الضفة الغربية أو على قطاع غزة”.
أما بالنسبة لتقييمه لأداء حكومة محمد اشتيه التي تم تشكيلها مؤخراً، قال نخالة “الحكومة ( طبيعة تشكيلها) أتت بدون إجماع وطني عليها، لذلك أعتقد أنه لن يكون مرحباً بها، وستكون بند إضافي للخلافات الفلسطينية الفلسطينية”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن “غزة أبوابها مفتوحة لكل الشعب الفلسطيني. وأهلا وسهلا بمن يأتي لغزة. غزة أرض فلسطينية وهي لكل الشعب الفلسطيني”.
وعن اتهام للجهاد الإسلامي بأنه “أداة بيد إيران التي ليس لها مصلحة في التهدئة وتسعى للتصعيد والذهاب إلى حرب”، قال نخالة “هل إذا قاتلنا “إسرائيل” والتزمنا بالمقاومة نكون أداة لإيران؟؟!! معنى ذلك أن الآخرين الذين يتهمون الجهاد الإسلامي بذلك هم أدوات لأمريكا وإسرائيل. ؟! نحن نقول أننا حلفاء لكل من يدعمنا ويؤيد مقاومتنا وأعداء لكل من يتحالف مع “إسرائيل” ويدعمها، وشعبنا الفلسطيني بعد ذلك يستطيع أن يميز بين من هو الحليف ومن هو العدو، وهل كانت فصائل العمل الوطني بما فيها التي تدعي بأننا أدوات لإيران أداة لحلفائها سواء كانوا عرباً أو غير عرب. أما الحديث بأن لإيران مصلحه في التصعيد وليس لها مصلحة في التهدئة. نقول لهؤلاء هل انتهى صراعنا مع “إسرائيل” وعادت إلينا حقوقنا. وأن الشعب الفلسطيني يعيش بسلام وازدهار، وفقط بسبب أن لإيران مصلحه نحن نفتعل الحرب؟!! أم أننا ما زلنا وسط الموت والدمار والجوع وضياع الأرض وفقدان حقوقنا ومقدساتنا. هل نقبل بكل هذا الذل تحت دعاوي أن إيران لها مصلحه ونتنازل عن كل شيء حتي لا يقال اننا ننفذ أجندة إيرانية. ؟! هذا معيب بحقنا كشعب ومعيب بحق من يتكلمون بهذا المنطق التافهة. ان الشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال الصهيوني منذ بداية القرن الماضي ومازال يقاوم هذا المشروع الصهيوني. ولكن الذين فقدوا كرامتهم ومروءتهم ويريدون أن يغطوا علي هزيمتهم بدعاوي فارغه ولا قيمه لها فلن نعيرهم اي اهتمام. وسنستمر بمقاومتنا أن شاء الله ونرحب بكل من يقف معنا في مواجهه المشروع الصهيوني وعلى رأسهم إيران”.
وعن التطوارت في ما يتعلق بمسار المصالحة، لفت نخالة إلى أن “زياراتنا للقاهرة لم تتوقف سواء كانت بمبادرة منا أو بدعوة من الأخوة في مصر. ودوما عندما نذهب لمصر أو غير مصر نحمل هموم الشعب الفلسطيني. واضعين نصب أعيننا أن يقف إخواننا العرب بجانبنا في مواجهه عدوان إسرائيل. وهذه المرة فإن زيارة مصر تأتي بدعوة منهم وحسب تقديري فستكون تفاهمات التهدئة على جدول أعمالنا ومدى التزام إسرائيل بهذه التفاهمات التي تتباطأ في تنفيذها. ومن المحتمل جداً انها تحاول التنصل منها”.
هذا وأعلن القيادي في الجهاد أن ” تهديدات العدو لم تتوقف في أي يوم سواء بالحرب أو بالاغتيالات، وكذلك عمليات القتل للشباب الفلسطيني علي حدود غزه والضفة أيضا لم تتوقف”. مضيفاً “أما بالنسبة لتهديدات الأيام الأخيرة والتي ارتبطت بإطلاق صواريخ. فإنني اقول بوضوح أن اي مساس بالمقاومة مهما كانت مواقعهم التنظيمية واستهدافهم عبر اغتيالات منظمة ومبيتة فإننا سنرد على ذلك بكل قوة. وسنستهدف مدناً كبرى مقابل ذلك، بغض النظر عن أي تفاهمات أبرمت أو سوف تبرم. ولن يكون أمامنا اي خطوط حمراء”.
المصدر: فلسطين اليوم