لا بد أن تزول إسرائيل من الوجود ولا بد لليل أن ينجلي
|| مقالات ||شهيد عبدالله يحيى الحوثي
تمُـــرُّ القضيةُ الفلسطينية بأخطر مؤامرة على مر التأريخ تمثّلت فيما يسمى صفقة القرن التي تبنتها دول الاستكبار أمريكا وإسرائيل وأدواتهما في المنطقة من حكام السعوديّة والإمارات وزعماء ورؤساء وأمراء بعض دول الخليج والوطن العربي الذين جعلوا من أنفسهم وكلاء للشيطان الأكبر على حساب المقدسات الإسْــلَامية بعد أن كانوا أول من أيّد وناصر وبارك إعلان الرئيس دونالد ترامب المشئوم بتهويد القدس الشريف واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني.
وأمام هذه المؤامرة المفضوحة وانبطاح الحكام العرب أمام استهداف القضية الفلسطينية فإنه يقابله يقظة ووعي من قبل جميع الشعوب الإسْــلَامية والعربية التي تقف اليوم وقفة جادة بعد أن عرفت عدوها وعرفت الحل والمخرج من مشكلتها ومصيبتها، فلا تتوقع الشعوب من زعمائها أي شيء إلا كثير من الإنجازات والتقدمات لإسرائيل يقابلها كثيرٌ من الانبطاح والتطبيع من قبل زعمائنا العرب ونتاج ذلك يكون فوقَ رأس الشعب الغلبان على أمره والمقهور حالته.
ولذلك كله قياماً بالمسؤولية أمام الله؛ دفاعاً عن أرض فلسطين وحقوقهم القانونية وحمايةٍ لمقدسات الأمة سوف نتحد جميع المسلمين بجميع الطوائف المختلفة والأحزاب والمكونات المتعددة لنستأصل الغدة السرطانية من على جسم الأمة ونقطع بإذن الله يدَ الغاصب الإسرائيلي الذي لم يلتزم لا بمواثيق ولا بأية معاهدات وسنحرر كُـــلّ شبر من أرض فلسطين بالقوة؛ لأَنَّ ما أُخذ بالقوة لا يُستردُ ولا يُسترجع إلا بالقوة.
لقد حمل الشعبُ اليمني على عاتقه هَمَّ القضية الفلسطينية وجعلها من أولوياته وقضيته المركزية رغم ما يعانيه من مصائبَ ومحن وعدوان وحصار، وهذا نتاجُ مشروع الرؤية القُــرْآنية الصحيحة التي تدعو إلى خلع ثوبَ الذلِ ولبسَ ثوبِ العز، فنحن كشعب الأنصار سنمضي قدماً نحو تحرير الأقصى الشريف والمشاعر المقدَّسة من دنس اليهود حاملين بنادِقُنا بِأكُفِنا ومشاعِرُنا سخطُ وعداء لا صمت ولا سكوت ما دام في عروقنا دماء وما دامتِ الأرضُ لنا والحقُ حقُنا، فستعود أرض فلسطين والأقصى الشريف لنا، معلنين بذلكَ استمرارنا لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كواجبُ دينيُ ووطني ممثلين بذلك غزو للعدو إلى عقر داره وإلى داخلِ بلدانهم حتى لا تقوم لهم قائمة ولا تُرفع لهم رايةٌ ولا تُحقّق لهم غاية.
وهناك في المقابل يجبُ على أبناء هذا الشعبِ الأبطالُ والأشاوس التوجه إلى جبهات القتال من أجل التصدي لقوى الغزو والاحتلال على بلد الحكمة والإيْمَــان ويشنون كثيراً من الهجمات العسكريّة والغزوات الجهادية المُنكيةِ بقرن الشيطان وأوليائهم المنافقون وبذلك سيُحطمونَ المترسَ الأول للعدو الإسرائيلي والكيان الغاصب الذي جعل من المملكة العربية السعوديّة مِترساً متقدماً لها وجعل من أبناء الأمة جنوداً حامية وحانية عليها، وكما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لولا السعوديّة لهلكت إسرائيل وعندما يرتقي اليمنُ بنفسه ويعرفُ عدوَّه ويلتقي بذلك مع إخوته لمواجهة ذلك العدو فتبدأ إسرائيلُ بالقلق والقلق الشديد والله يزيدُها قلقاً إلى قلقها حتى تعمى في هذه الحياة الدنيا ويكون مصيرُها هو مصيرَ كُلِّ ظالمٍ ومتجبر عاث في الدنيا الفسادَ وسعى في الأرض الخرابَ، وفي نهاية المطاف لا بد أن تزولَ إسرائيلُ من الوجود، ولا بد لليل أن ينجلي، ولا بد للقيد أن ينكسر.