الإمارات بين واقع التحشيد وزيف الانسحاب
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
يواصل المحتل الإماراتي حشد جنوده وآلياته ومرتزقته إلى عدن, وذلك في سياق عملية التحشيد والتحضير للمعركة المرتقبة بين مرتزقة الإمارات ومرتزقة السعودية التي يراد أن تكون مدينة عدن خاصة والمحافظات الجنوبية عامة مسرحا وساحة لها ، معركة الصراع على النفوذ والهيمنة والثروة تعمل الإمارات والسعودية على الإعداد لها ، وحشد الطاقات والإمكانيات من أجلها ، حيث يرى الإماراتي أن المحافظات الجنوبية من نصيبه ولا يحق للسعودي ولا غيره المنافسة عليها ، ولذلك نجده يكثف من تواجده وحضوره هناك سواء من خلال عناصره من الضباط والجنود الذين يديرون غرف العمليات والسجون والمعتقلات أو من خلال مرتزقته في المحافظات ، والذين عمل على إعدادهم وتأهيلهم وتقديم الإغراءات المالية لهم من أجل أن يتحولوا إلى أدوات رخيصة تنفذ أجندتهم وتقاتل تحت رايته وتشرعن لأهدافه ، وتعمل على تمكينه من احتلال الأرض وانتهاك العرض والسيطرة على كافة موارد وثروات ومقدرات الجنوب والهيمنة عليه ، وتحويله إلى مستعمرة إماراتية تدين بالولاء والطاعة والتبعية لغلمان آل نهيان .
تحشيدات الإمارات جاءت في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع عن مفاجآت جديدة تنتظر قوى التحالف العبري السلولي على بلادنا ، مبشرا بأسلحة جديدة ستدخل خط المواجهة ومعركة الرد والردع التي يخوضها أبطال الجيش واللجان الشعبية بكل كفاءة واقتدار ، مشيرا إلى أن هذه الأسلحة تشمل القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير والدفاع الجوي وغيرها من المجالات والتخصصات التي من شأنها الرد الشافي الوافي على المسخ الإماراتي والمهفوف السعودي وقطيع المرتزقة المحليين والأجانب ، وهي تصريحات قوية ومرعبة دفعت بالمحتل الإماراتي للاستعانة بأبواقه المأجورة للترويج في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بأن الإمارات بدأت تخفيف قواتها المشاركة في الحرب على اليمن وأنها تفكر في الانسحاب ، وحديث المسخ عبدالله بن زايد عن احتمال توقف الحرب على اليمن نهاية العام الحالي وغيرها من الهرطقات التي تحاول من خلالها امتصاص ردة فعل الجيش واللجان الشعبية على جرائمها ومذابحها وانتهاكاتها السافرة وتطاولها القذر على اليمن ، لكي لا ينالها نصيبها من الأسلحة الجديدة المزمع إزاحة الستار عنها في القريب العاجل .
هذا هو حال الجبناء الذين يستقوون بغيرهم وهم أضعف من القش وأوهن من بيوت العنكبوت ، يروجون لانسحابهم التدريجي المزعوم في الوقت الذي يحشدون فيه المزيد من المرتزقة والمدرعات والآليات العسكرية ومختلف الأسلحة والذخائر والتي تؤكد بأنهم مقدمون على حرب ، ولا يبحثون عن مخرج كما ينشر البعض على شبكات التواصل الاجتماعي ضمن سياسة الكذب والتضليل التي ينهجها المحتل الإماراتي ومنافسه المحتل السعودي ، ولذا يجب أن نكون على وعي وبصيرة وإدراك لهذا الموضوع ، وألا نسهم في الترويج له ، وأن نعمل على التصدي لمثل هذه الشائعات والأراجيف وأن نضع الشارع اليمني والرأي العام الدولي أمام حقيقة الإمارات وما تقوم به في اليمن ، وأن نؤكد على حقنا في الرد على كل ذلك بالطرق والوسائل المتاحة ، ولن يوقف ردنا إلا إيقاف العدوان والانسحاب من الأراضي اليمنية وايقاف تدخلاتها في الشؤون اليمنية .
بالمختصر المفيد على الإمارات أن تستعد لاستقبال الهدايا اليمنية البالستية والمسيرة ، هدايا طازجة كفيلة بأن تعرفها بحجمها وتعيدها إلى رشدها ، وتدرك أن اليمن مقبرة الغزاة ، وأن الذهاب للقتال في اليمن ليس نزهة ولا رحلة ترفيهية ، لكنه الطريق الأسرع إلى جهنم ، العين بالعين ، والسن بالسن ، والجروح قصاص ، وعلى الباغي تدور الدوائر .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .