أمريكا الفاشية

|| مقالات || منصور البكالي

 

ظلت أمريكا طوالَ السنوات الماضية تصوِّرُ للعالم أنها الدولةُ الديمقراطية الأولى في العالم، وراعيةُ حقوق الإنسان، وحرية الرأي والرأي الآخر، وراعية السلام في المنطقة، حتى أوهمت العالمَ بزعامتها، فيما الحقيقةُ عكس ذلك تماماً، ويمكنُ للمتتبع لأخبار أمريكا وما يحدُثُ في الداخل الأمريكي، وما تقومُ به أمريكا في مختلف البلدان أن يُدرِكَ زيفَ الصورة الأمريكية وكذبَها، لتتجلّى أمامَ ناظرَيه الصورةُ الحقيقيةُ لأمريكا الفاشية والتي جسّدها الرئيسُ الأمريكي ترامب على خشبةِ المسرح في أبهى صُوَرِها وأدق تفاصيلها وقيمها ومبادئها المعبّرة عن مكنون سياساتها الفاشية.

وأمريكا هي صاحبةُ أكبر رصيد في احتلال واغتصاب الكثير من البلدان؛ طمعاً في أموال الآخرين، وأما السطوُ على ثروات البلدان بالقوة فحدِّثْ ولا حرج، والشواهدُ حيةٌ من العراق وليبيا وسوريا، والسعودية ودول الخليج.

وأمريكا هي ذاتُها الناقضة لكُلِّ الاتّفاقيات والمعاهدات بين دول العالم، مثل خروجها من اتّفاق منظمة التجارة العالمية، ونقضها للاتّفاق النووي مع إيران.

وأمريكا الوحشية التي تصنع وتستخدمُ كافة الأسلحة المحرَّمة دولياً في حروبها؛ للوصول إلى أطماعها، وهي نفسُها اليوم أمريكا التي لا تتركُ لأيِّ بلدٍ خصوصيتَه، وشأنَه الداخلي.

وقد أثبتت العديدُ من الأحداث ضد الأمريكيين ذوي البشرة السوداء زيفَ ادّعائها بحقوق الإنسان، وآخرُها ما أكّدته النائبةُ في الكونغرس الأمريكي، إلهان عمر، من أصول صومالية بوصفها ترامب بـ “العُنصري والفاشي”؛ لأنه طالبها بالعودة إلى بلادها، وهذا مؤشرٌ لحقيقةِ السياسة الأمريكية الفاشية والعُنصرية والإجرامية بحَقِّ كُــلّ شعوبِ العالم.

وأمريكا لها العديدُ من الجرائم بحَقِّ الكثير من الدول التي طمعت في السيطرة عليها ونهب ثرواتها، وفي سبيل ذلك قتلت أمريكا رؤساءَها ونفّذت ما تريد، ولعلَّ آخرَها وقوفُها وراء الانقلاب الأخير في فنزويلا، وإنكارها لإرادة الشعب الفنزويلي، ومحاولة فرضها رئيساً جديداً عليهم؛ لأنها تريدُ فقط.

فأيةُ ديمقراطية تتحدَّثُ عنها أمريكا!؟ وأيةُ حقوق إنسان تعملُ على رعايتها وهي من تدمّرُ وتقتلت وتحاصِرُ الشعوبَ بسلاحِها وأدواتها؟ فهل أصبحت الشعوبُ تعي الحقيقةَ بأن أمريكا وإسرائيل منطلَقُ الشر والفساد لكل العالم؟!.

قد يعجبك ايضا