استراتيجية النفس الطويل لردع العدوان
ثمانية اشهر مضت على العدوان الجوي والبري والبحري لتحالف قوى الشر على اليمن كشفت استخدام النظام السعودي وتحالفه جميع خياراته العسكري والاجرامية ، ولم يعٌد هناك اية خيارات يستخدمها سوى الجرائم البشعة والمجازر الوحشية بحق المدنيين.
وفي عرض مبسط لتلك الخيارات التي استخدمها النظام السعودي وتحالفه بمساندة أمريكية إسرائيلية:
القيام بتدمير البنية التحتية لليمن ، فتم قصف المطارات والموانئ ، والطرق والجسور ، والمدارس والمعاهد والجامعات ، والمصانع وصوامع الغلال والاسواق ومحطات الوقود ، وشبكات الاتصالات ومحطات توليد الكهرباء ، حتى ابار المياه اليدوية لم تسلم من القصف.
فرض حصار جوي وبري وبحري خانق على الشعب اليمني ، فتم منع دخول مستلزمات الحياة الاساسية من غذاء وادوية ومشتقات نفطية.
قصف واستهداف الاحياء السكنية ومخيمات اللاجئين وتعمد قتل المدنيين جلهّم من النساء والأطفال حتى حفلات الاعراس لم تسلم من القصف.
استخدام شتى أنواع الاسلحة الفتاكة والمُحرمة دولياً ، فتم استخدام القنابل العنقودية منها والانشطارية وكذلك النيوترونيه.
حشد المرتزقة ” مليشيا هادي ، دواعش حزب الاصلاح ، القاعدة وداعش” وتقديم الدعم المالي والاسلحة لهم لفتح أكثر من جبهة داخلية في تعز ومارب وإب وذمار ومعظم المحافظات الجنوبية ، وتسليم مناطق جنوبية للعناصر المتطرفة والمجرمة من القاعدة وداعش في حضرموت.
حرب اعلامية شرسة ، فمن جهة تم حجب وايقاف القنوات الفضائية من الاقمار الصناعية التي تكشف الحقائق ، فتم حجب وايقاف قناة المسيرة ، واليمن الفضائية ، الساحات ، اليمن اليوم ، ومن جهة اخرى مارست قنوات الزيف والخداع شتى انواع التضليل والكذب والدجل حيال ما يحدث من حقائق.
عقد صفقات في سوق النخاسة الدولية لشراء الذمم والمواقف الدولية للتغاضي عن العدوان الغاشم وجرائمه الوحشية وعرقلة اية جهود راميه لوقف العدوان ، واسكات منظمات حقوق الانسان بجرعات من المال السعودي المدُنس حيال المجازر الوحشية وجرائم الابادة الجماعية بحق المدنيين.
استئجار المرتزقة لغزو اليمن واحتلاله ، فتم جلب مرتزقة متعددة الجنسيات من السودان وكولومبيا والسنغال وبلاك وتر الأمريكية ، بالإضافة الى نقل عناصر داعش من سوريا ومن بلدان أخرى الى محافظات عدة منها عدن .
تلك كانت مجُمل الخيارات العسكري والاجرامية للنظام السعودي وتحالفه طيلة المدة الماضية التي عجزت عن تحقيق أي مكاسب او انتصارات سوء الجرائم البشعة والمجازر الوحشية بحق المدنيين ، وبائت بالفشل الذريع نتيجة عدة عوامل ابرزها :
الصمود الاسطوري للشعب اليمني العظيم الذي رفض الذل والاستسلام وجسد اروع النماذج في الصمود والثبات في مواجهة قوى الاستكبار العالمي.
رباطة جأش الجيش اليمني واللجان الشعبية وصلابة عقيدتهم القتالية النابعة من الايمان القوي بالله القوي الجبار وحب الوطن والتضحية في سبيله.
حنكة وحكمة القيادة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي رسم خطة استراتيجية لردع العدوان عنوانها النفس الطويل بعد صبر استراتيجي وخطواتها خيارات استراتيجية متعددة المراحل.
فلم تكن الصواريخ محلية الصنع زلزال 1و2 والنجم الثاقب 1و2 والصرخة التي ارعبت العدو الإسرائيلي ، واستهداف وقصف القواعد العسكرية بصواريخ بالستية ، واستهداف البوارج البحرية بصواريخ موجهة ، واسقاط طائرات الاف 16 والاباتشي ، سقوط مدينة الربوعة في عسير والخوبة في جيزان ، فضلاً عن التوغل في جيزان ونجران وعسير وقتل المئات من الجنود والضباط السعوديين واسر البعض منهم سوء المرحلة التمهيدية من الخيارات الاستراتيجية ضمن استراتيجية النفس الطويل
نفدت كل خيارتكم وبدأت خياراتنا الاستراتيجية ، هذا ما يمكن قرأته من تصريح وإعلان الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد شرف غالب لقمان انتهاء المرحلة التمهيدية والبدء في الدخول للمرحلة الأولى والتي تزامنت مع بث الاعلام الحربي لمقاطع فيديو تظهر سيطرة الجيش واللجان الشعبية على عشرات المواقع السعودية خلال الايام الماضية.
وبالطبع فإن هذا الاعلان سيفقد قوى العدوان صوابهم ويقضي على ما تبقى من معنوياتهم ويدمر نفسياتهم ، فقد كان بالإمكان الاعلان عن استراتيجية النفس الطويل منذ بداية العدوان الغاشم ، بيد أن تلك الاستراتيجية قضت بالتأني حتى تنفد خيارات العدو العدوانية والاجرامية الذي لا يمتلك اية خطط استراتيجية سوء ارتكاب المجازر الوحشية وتدمير البُنى التحتية.
بعد تسعة أشهر من الصمود والثبات يتجلى بوضوح أن القيادة التي تتولى زمام قيادة المعركة وفق خطط استراتيجية استطاعت بمجرد اتخاذ قرار البدء في المرحلة الاولى من الخيارات الاستراتيجية أن يثبت للعالم اجمع انه وبعد وصول السعودية الى مرحلة الترهل والاحباط اثر نفاذ كل خياراتها العسكرية اوراقها الاجرامية ان اليمن قيادة وشعب وجيش ولجان شعبية مازالوا في المرحلة الاولى من استراتيجية النفس الطويل لردع العدوان ، وانه مازال في جعبتها المرحلة الاولى والثانية والثالثة …. وان القادم اشد بأسناً واقوى تنكيلاً