الواحد والعشرون من سبتمبر.. نقطة تحول في الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي والعالم الثالث
موقع أنصار الله || مقالات || العلاَّمة/ سهل إبراهيم بن عقيل
إنّ الثورة الشعبية اليمنية بدررها الخمس التي جسَّدت بوضوح طريق المسيرة القرآنية لتصبح الشمس المضيئة لجميع المستضعفين على هذه الكرة الأرضية، فتغلغلت بفعاليتها إلى كل أرجاء العالم، حتى داخل الدول الاستعمارية نفسها، لتعطي تصديقا حقيقيا مجسَّداً لما قاله سيد الكائنات محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين لعمه أبي طالب: ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) الحديث أو ما معناه.. والعجب العُجاب في هذا الأمر أن يقوم به المستضعفون في جنوب الجزيرة العربية والحفاة ليصارعوا أعظم الدول- أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول التحالف- مع استئجار المنظمات التخريبية والجيوش من كل أنحاء العالم لإخماد هذه الصرخة، التي تمشي على أرض ثابتة، وبأقدام راسخة، لا تخشى المنية التي في طريقها، مزلزلة أرض الاستعمار والعالم كله أيما زلزلة، في كل أنحاء العالم.. صرخة مدوية في دهاليز الاستعمار، وبهذه الصرخة استيقظت الشعوب جميعها في العالم الإسلامي والعربي والعالم الثالث وحتى دول أوروبا الاستعمارية القديمة والحديثة لتضعها الهدف الذي يجب تدميره لإنقاذ الإنسانية من هذا الجبروت الطاغي على أيدي المستضعفين وعلى أيدي من كانوا في السابق مهمشين لا يذكرون حتى في قائمة العالم الثالث..
وإن العقول النيرة والأحرار في العالم وقفوا في انبهار شديد، يحنون رؤوسهم تحية وتكريما لمستضعفي اليمن، وهم بلا شك الوارثون الحقيقيون لتاريخ الإسلام في التحولات الجذرية للمستضعفين وللأحرار سياسيا واقتصاديا وعقيدة سليمة، بعيدة عن أي طريق قد يؤدي إلى “روما” كما يقولونه ،ولكن هذا الطريق يؤدي إلى كرامة الإنسان في ذاته وفكره وسياسته واقتصاده..
وبلا شك أن الحادي والعشرين من سبتمبر قد أثبت وجوده في كثير من المجالات رغم قلة إمكانياته وما زرعوه في صفوفه من الفاسدين والمفسدين الذين يحاولون بلا شك تحويل هذا المسار الصحيح الثابت الخطوات إلى ما كان سابقا في الحكومات السالفة التي باعت كل شيء للاستعمار وأحذيته من دول الخليج وغيرهم.. وإنه هنا يجب البدء في تصفية العناصر الفاسدة من أجهزة الدولة جميعها بدون استثناء، لأن الفساد قد تغلغل في عروقهم كالفيروسات المتغلغلة في الدم.. وعلى ولاة الأمر النظر بعين الحقيقة لكل التضحيات التي بذلت وتبذل كل يوم من تجويع وسفك دماء وهدم المقدرات في جميع المجالات لإخضاع هذا الشعب المظلوم.. فوالله بدماء الشهيد ودموع الثكالى واليتامى والأرامل والمصابين من الجرحى في هذه الحرب أنا لا ننسى من اعتدى علينا أو من خان مسيرتنا بأي قناع كان، فقد كُشف النقاب عن جميع الوجوه الكالحة بالأحداث الآتية الآن من قبل الدول الاستعمارية حتى على عملائها من تقتيل واحتراب، فالإيمان قوي، ولن نلين ونحن أحفاد الفاتحين، فبكل قطرة دم في عروق كل يماني حر نقولها بفصيح العبارة: ” والله إننا لقادمون إلى الرياض وإلى عواصم الدول المعتدية مهما طالت الحرب واستجلبوا الجيوش من كل أنحاء العالم والعملاء القذرين الذين هم الآن أمام مجهر العالم يبصقون وجوههم وساداتهم الأحذية، فهم أحذية الأحذية للأحذية”.
* مفتي محافظة تعز