فضائح اتصالات ترامب تتوالى ومساعي عزله تتفاعل
موقع أنصار الله – امريكا– 3 صفر 1441هـ
وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتهامات الموجهة إليه على خلفية فضيحة اتصاله بنظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، والتي تجري المساعي على قدم وساق في أميركا لتوظيفها في سبيل عزله بالانقلاب.
وفي تغريدة على حسابه على “تويتر”، قال ترامب إنه “توصّل إلى استنتاجٍ مفاده أن ما يحدث ليس عزلاً بل هو انقلاب هدفه الاستيلاء على سلطة الناس وتصويتهم وحريّاتهم، وعلى التعديل الثاني للدستور وعلى الدين والجيش والجدار الحدودي وعلى حقوقهم التي وهبهم إياها الله كمواطنين للولايات المتحدة الأميركية”.
فضيحة اتصال ترامب بزيلينسكي فتحت الباب أمام سلسلة من الفضائح، تتعلق باتصالاته بزعماء الدول، في خطوات تصب في صالح حملته الانتخابية، مقابل تشويه سمعة خصومه.
جديد الفضائح كان اتصالا أجراه ترامب برئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، دفع المعارضة الأسترالية لرفع الصوت اليوم ومطالبة الحكومة بنشر محضر المكالمة الهاتفية بين الطرفين، بعدما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” منذ يومين أنّ ترامب طلب من موريسون تزويده بمعلومات لضرب مصداقية التحقيق الذي كان المحقق الخاص روبرت مولر يجريه بشأن تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال زعيم المعارضة الأسترالية أنطونيو ألبانيز:”ينبغي على رئيس الوزراء توضيح ما حدث بالضبط، عليه نشر أي محضر أو ومعلومة بحوزته بهذا الشأن”، مشددًا على أن “هذا غير اعتيادي بتاتا، وينبغي على رئيس الوزراء الإدلاء ببيان كامل”.
في المقابل، رفضت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين الإفصاح عن المواد والمعلومات التي يمكن أن يكون قد تبادلها رئيس الوزراء مع ترامب، غير أنها سعت في مقابلة مع إذاعة “إيه بي سي” إلى الطمأنة بأنّ حكومتها تصرّفت كما ينبغي، مؤكّدة أنّ أيّ تعاون مع إدارة ترامب يجري “بقدر ما نستطيع وبقدر ما هو مناسب”.
وكانت “نيويورك تايمز” أفادت أنّ البيت الأبيض منع الوصول إلى محضر المكالمة بين ترامب وموريسون بالطريقة نفسها التي منع بها الوصول إلى محضر مكالمة ترامب مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
إفادة لمفتش الاستخبارات الأميركية تعزز مساعي عزل ترامب
في سياق متصل، رأى مكتب المفتش العام لأجهزة المخابرات الأميركية أن مضمون الشكوى من مخبر مجهول ضد ترامب بشان اتصاله بنظيره الأوكراني يتمتع بالمصداقية، مضيفا في بيان أن المخبر مخول بالاطلاع على المعلومات والوصول إلى مصادرها ولديه خبرة في هذه القضايا، وعليه، قال المكتب إن المعلومات الإضافية التي تم الحصول عليها أثناء المراجعة الأولية للقضية دعمت ما قدمه المخبر من ادعاءات.
بومبيو يرفض إدلاء موظفيه بشهاداتهم بتحقيقات عزل ترامب
على الضفة الأخرى، رفض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طلب لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب شهادة خمسة موظفين حاليين وسابقين في وزارته ضمن التحقيقات التي يجريها المجلس تمهيدًا لمحاكمة الرئيس دونالد ترامب برلمانيا.
واتهم بومبيو النواب الديمقراطيين بـ”محاولة ترهيب” الدبلوماسيين الذين يريدون استجوابهم في سياق الإجراء الهادف إلى عزل الرئيس ترامب، وقال في رسالته إن استدعاء هؤلاء الدبلوماسيين “لا يمكن أن يفهم إلا على أنه محاولة ترهيب وإساءة إلى مهنيين كبار في وزارة الخارجية”.
وبعد أن أشار بومبيو في رسالته إلى “عيوب إجرائية وقانونية عميقة” في الاستدعاءات، خلُص إلى أن النواب يحددون “وقتًا غير مناسب للغاية” في طلبهم لشهادة الدبلوماسيين، وفي ما يتعلق بأمر الاستدعاء الصادر بحقه، قال إنه سيرد بحلول مطلع الأسبوع، وهو الموعد النهائي المحدد دون أي مؤشرات أخرى على ما إذا كان سيلتزم به.
فتح تحقيق بحق مدع سابق أوكراني مرتبط بترامب
أما أوكرانيا ففتحت أمس تحقيقا بتهمة استغلال السلطة بحق يوري لوتسينكو؛ المدعي العام السابق الذي ورد اسمه في القضية الأوكرانية التي تسببت في البحث بعزل ترامب.
ويشتبه في أن يكون يوري لوتسينكو الذي أقاله في آب/أغسطس الرئيس الأوكراني زيلينسكي “سمح بالقيام بأعمال غير مشروعة”، بحسب ما قالت المتحدثة باسم مكتب التحقيق التابع للدولة أنجيليكا إيفانوفا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضافت إيفانوفا أن التحقيق فتح بطلب من نواب أوكرانيين، دون تفاصيل إضافية.
وذكرت وكالة أنباء “إنترفاكس-أوكرانيا” أن شهادة النائب ديفيد أراخميا العضو في الحزب الحاكم وراء هذه القضية.
وعلق لوتسينكو الموجود حاليا في لندن على صفحته على فيسبوك:”على الفرد أن يكون خياله خصبا لاتهامي بما يزعم أراخميا”.
ولوتسينكو-المدعي العام الوارد اسمه في القضية الأوكرانية التي تهز المشهد السياسي الأميركي منذ الأسبوع الماضي-أكد أنه التقى محامي ترامب للبحث في ملف نجل بايدن، وقال إنه قرر في النهاية عدم وجود ما يدعو لفتح تحقيق بحقه.
وفي محادثة هاتفية مع الرئيس الأوكراني في تموز/ يوليو دافع ترامب عن لوتسينكو، مؤكدًا أنه مدع عام صالح، وعليه البقاء في منصبه، لكن ذلك لم يمنع الرئيس الأوكراني من إقالته بعد بضعة أسابيع.
ويتهم ترامب وحلفاؤه بايدن بممارسة ضغوط على السلطات الأوكرانية لإقالة فيكتور شوكين سلف لوتسينكو؛ لأنه كان يريد التحقيق في المؤسسة المرتبطة بهانتر بايدن، لكن دعواته كانت تندرج ضمن الجهود المنسقة مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، خصوصا لاستبعاد هذا المدعي العام، المتهم بالتستر على الفساد في أوكرانيا، وتقويض إصلاحات الحكومة.
ومنذ ذلك، بدأ النواب الديمقراطيون في الكونغرس مساعيهم لعزل ترامب.
المصدر: وكالات