موقع “لوبلوج”: الهجمات اليمنية على المنشئات السعودية قلبت موازين المعركة وعلى الرياض الاعتراف بالفشل
|| صحافة عربية ودولية ||
أكّـد موقع أمريكي أن الهجمات اليمنية في عمليتَي توازن الردع الأولى والثانية عملت بكل قوة على تغيير كُـلّ الموازين في الحرب على اليمن.
وأشَارَ موقع “لبلوج” الأمريكي في تقرير للكاتب العربي البريطاني عبدالعزيز كيلاني رئيس تحرير جريدة شرق وغرب الإلكترونية، إلى أن الجيش اليمني تمكن من تطوير قدراته العسكرية بشكل كبير على الرغم من الظروف الصعبة التي خلفتها الحرب.
وأكّـد التقرير “أن الهجوم على أرامكو مثالٌ آخر على تغيُّر موازين القوى في اليمن”، لافتاً إلى أن القدرات العسكرية اليمنية فاجأت القوى في المنطقة، خصوصاً دول التحالف التي تقود العدوان على اليمن.
وتطرق إلى أن اليمنيين طوروا بشكل كبير قدراتهم العسكرية والقتالية، مؤكّـداً أن العمليات النوعية على العمق السعودي لم تعد مفاجئة لأحد، موعزاً السبب في ذلك إلى التدمير الشامل الذي مارسه العدوان على اليمن، وهو ما قوبل بالرد.
وقال موقع “لوبلوج”: يجب أن لا يكون توقيت هذا الهجوم مفاجئاً، لقد كان هناك تطور في الصراع فعندما يقوم التحالف بضربات كبيرة، يقوم “الحوثيون” من جانبهم بإطلاق صواريخهم وطائراتهم باتّجاه السعودية، مضيفاً ‘‘على سبيل المثال، يأتي الهجوم على أرامكو يوم السبت، بعد أسبوعَين فقط من قيام التحالف بقيادة السعودية بمهاجمة سجن لأسرى يديره “الحوثيون”، ما أسفر عن مقتل 100 شخص’’، في إشارة إلى المجزرة المروعة بحق الأسرى بسجن ذمار.
وأكّـد الموقع الأمريكي أن من أسماهم “الحوثيين” ‘‘كانوا قبل الغارات على السجن بذمار قادرين على تنفيذ ضربات نوعية في العمق السعودي، إلا أنهم أمهلوا التحالف حتى ارتكب المجزرة المروّعة بحق الأسرى، وردّوا عليه بالضربة على منشئات أرامكو، وهو ما أكّـده العميد سريع الذي تحدث بأن الضربات اليمنية تأتي رداً على الجرائم التي يرتكبها التحالف’’.
وأضاف التقرير: على سبيل المثال، بعد يوم من شن التحالف الذي تقوده السعودية هجوماً على صالة عزاء في صنعاء في أكتوبر 2016، قتل فيها أكثر من 140 وأصيب أكثر من 500 شخص، رد “الحوثيون” بإطلاق صاروخ باليستي على قاعدة فهد العسكرية في منطقة خميس مشيط.
وأشَارَ التقرير إلى أن اليمنيين لا يردون على الجرائم السعودية بجرائم مماثلة، بل بضربات على أهداف مشروعة لا يسقط فيها ضحايا من المدنيين.
وتطرق التقرير إلى المزاعم الأمريكية السعودية بأن الهجوم على أرامكو جاء من إيران، مؤكّـداً أن تلك الادّعاءات لم تأتِ بدليل أَو شبهِ دليل يؤكّـد صحةَ ما تقول.
ونوّه تقرير كيلاني إلى أن الباحث صموئيل راماني، ويحمل الدكتوراه والمرشح في العلاقات الدولية في كلية سانت أنتوني في جامعة أكسفورد، قال لموقع لوبلوج: “إن الرياض وواشنطن تتجاهلان حقيقة أن غارات الحوثي بدون طيار غالباً ما تُجرَى كشكل من أشكال الانتقام جراء الغارات الجوية السعودية، وليس بناءً على طلب إيران”، وهو ما أكّـده الموقعُ أَيْـضاً بناءً على الضربات النوعية السابقة التي طالت العمق السعودي.
وعن الدقة في تسديد الضربة باتّجاه مصفاتي أرامكو داخل العمق السعودي، أكّـد الموقعُ أن ‘‘المسؤولين الأمريكيين ومن خلال الرجوع إلى الأقمار الاصطناعية وأخذ التقارير الميدانية من مكان الضربة، لم يتمكنوا من الحصول على أي دليل يثبت أن الضربات جاءت من إيران أَو العراق كما زعمت واشنطن، بل تأكّـدوا من دقة الضربات في إصابة الأهداف’’، مضيفاً بالقول: ومع ذلك، قال الجنرال المتقاعد مارك هيرتلينج لشبكة سي إن إن: إن الصور لا تظهر أي شيء فعلياً، بخلاف دقة عالية في قصف خزانات النفط، ورد الأدميرال المتقاعد جون كيربي على هذه النقطة، قائلاً: “لا يوجد شيء أراه في هذه الصور التي تؤكّـد الإطلاق من أي مكان معيّن.. لقد صُدمت بدقة الضربات.
وتطرق التقرير إلى أن النفيَ الرسمي من قبل الحكومة العراقية والتفنيد الإيراني المصاحب للتهديدات الموجهة نحو من يستهدف طهران، أجبر الإدارةَ الأمريكية على تغيير بوصلة الاتّهام، في إشارة إلى تغريدة ترامب التي قال فيها “لقد تعرّض النفطُ السعودي إلى الهجوم، لكننا ننتظر أن نسمع من المملكة حول من يعتقدون أنه السببُ في تنفيذ هذا الهجوم، وبأية حدود سنمضي قدماً”، فيما يؤكّـد “لوبلوج” أن الاعتراف الصريح لمتحدث الجيش اليمني “سريع” بوقوف قواته وراء العملية، أفشل مساعي واشنطن الرامية إلى تحقيق أهداف من وراء اتّهام أطراف غير اليمن، منها المزيدُ من الابتزاز للرياض، وإبعاد الأنظار عن حقيقة الحماية الأمريكية.
وتابع التقرير “ترامب الذي جعل التقليلَ من الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط أولويةً، قلّل من حدة خطاب إدارته، رغم أنه قال إن إيران قد تكون مسؤولةً عن الهجوم، إلا أنه أشار إلى أنه لا يريد حرباً ويبدو أنه يضعُ مسؤولية الرد على السعوديين بالقول “لم يكن هذا هجوماً علينا”!، مؤكّـداً أن السعوديين يتحاشون الاصطدامَ بإيران والدخول في أي صراع معها.
وأكّـد “لوبلوج” بالقول: ‘‘لقد كان الحوثيون أكثرَ نجاحاً في الوصول إلى أهداف داخل المملكة السعودية، بما في ذلك المطارات، خلال الأشهر القليلة الماضية، ومع ذلك، يرى محقّقو الأمم المتحدة أن الطائرةَ بدون طيار الجديدة التي يملكها الجيشُ اليمني قد يصل مداها إلى أكثرَ من (1500 كيلومتر)، وهذا يعني أن عمليةً مثل التي نُفِّذت يوم السبت [على أرامكو]، قد تكون في حدود قدراتهم’’.
وأضاف “كافح السعوديون لهزيمة ‘‘الحوثيين’’ وحماية أنفسهم من الهجمات الصاروخية اليمنية على الرغم من الزيادة الكبيرة في نفقاتهم الدفاعية التي وصلت في عهد أوباما إلى أكثرَ من 110 مليارات دولار على الأسلحة الأمريكية.
وأردف التقرير بالقول: “كانت هذه الصفقات هي الأكبر في التاريخ الأمريكي وفي عام 2017 أفادت التقارير بأن المملكة العربية السعودية أنفقت 69.4 مليار دولار على جيشها، في نوفمبر 2018، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الرياض سوف تشتري نظام الدفاع الصاروخي التابع لشركة لوكهيد مارتن (LMT. N) الذي تبلغ قيمته 15 مليار دولار”.
وأكّـد موقع لوبلوج أنه ‘‘على الرغم من هذه النفقات الضخمة وفشل السعوديين الواضح في أن يحرزوا الغلبة في اليمن، فإن الرياض تطيل الحرب بدلاً uن الاعتراف بفشلها في تحقيق أهدافها العسكرية، لقد أصبح من الواضح أنه لا يمكن حلُّ الصراع اليمني إلا بالسبل السياسية’’.