إنه الله أيها العرب..

‏موقع أنصار الله || مقالات || يحيى المحطوري

 

مصعوقاً مذهولاً تابع العالم كله تهاوي الخطوط الدفاعية لمملكة داعش على أيدي اليمنيين، باحثين في دوائر مخابراتهم وعلاقاتهم عن تفسير لما يحدث..

وبين تضارب التحليلات وشحة المعلومات تذهب التفسيرات بعيداً عما يدور في الحقيقة على أرض الواقع..

ونسبة هذه الانتصارات إلى إيران لم يعد مجدياً ولا مقنعاً لأحد..

جاءت عملية.. نصر من الله.. مفاجأة للجميع ومخالفة لكل التوقعات، ففي الوقت الذي ينتظر فيه العالم نهاية المعركة بسقوط صنعاء أرضاً من معاناة الحرب وإرهاق الصمود الأسطوري لمدة خمسة أعوام..

فإذا بها توجه صفعة مدوية إلى التحالف الظالم وضربة عسكرية هي الأقوى منذ بدء العدوان على اليمن

بجيش منهك ومفكك.. وحكومة عاجزة، ودولة ذابلة وبما تبقى في عروقها من الإمكانات المادية بعد ذبحها وحصارها وقرصنة كل إيراداتها..

وبلجان شعبية فتية حافية القدمين، تقدم اليمنيون خطوة مهمة نحو النصر الموعود بنهاية آل سعود..

وحين هتف أحرار العرب مهللين بأمل الخلاص من إسرائيل الكبرى ومستبشرين باهتزاز عرشها ومتسائلين عن سر ذلك..

كيف حصل ذلك؟

وكيف فعل اليمنيون كل ذلك؟

أجابهم صوت اليمن الهادر وشعبه الثائر إنه ((نصر من الله))..

فازدادت بطولات اليمنيين ألقاً وسطوعاً، حين نسبوا نصرهم إلى الله لا إلى أنفسهم.. تواضعاً واعترافاً له بالفضل، يجسدون بذلك مصاديق قول المصطفى الهادي محمد عنهم.. الإيمان يمان والحكمة يمانية..

وبين الجحود بذلك، والإيمان به.. انقسم العرب إلى فريقين

مسبحون بحمد ربهم،

وجاحدون منكرون يتيهون في صحراء البحث عن مقارنات مادية أو تفسيرات واهية وتحليلات خاطئة لإيجاد تفسير لما يحصل..

وأنى لهم ذلك!..

ولتوضيح الملابسات وكشف الحيرة وللإجابة على كثير من التساؤلات علينا وعليهم الالتفات إلى الحقائق التالية:

أولاً:

ارتبط اليمنيون بالإيمان منذ بداية الإسلام وظلوا من أفضل المجتمعات تمسكاً بمبادئه وقيمه، ومع بزوغ فجر المسيرة القرآنية في 2002م تجدد هذا الارتباط وازداد قوة وتجلت مصاديقه في واقع الحياة التزاماً بمفاهيم القرآن وسيراً على نهجه، مما شكل نواة صلبة للثورة الشعبية في 2014م الذي تحرك العدوان العالمي لوأدها في المهد والقضاء عليها مبكراً..

 

إلا أنها تمكنت من مواجهة ضربات الخارج وردم كل المستنقعات في الداخل.. وحققت تماسكاً في الجبهة الداخلية لخمس سنوات من القتل والعدوان..  لتقطف ثمار الصمود بضربات الردع وعمليات النصر الكبرى..

ثانياً:

استطاع المشروع القرآني بقيادته الحكيمة ومنهجه القويم أن يصنع القناعات الكاملة لدى كثير من الأطراف الداخلية المؤثرة بأهمية وضرورة التحرك للمواجهة مهما كانت الظروف..

فانطلق الشعب وراء قيادته الحكيمة يخوض المعركة بكل تفانٍ وإخلاص، رحماء فيما بينهم، وأذلة على بعضهم دون عنجهية أو غرور أو استئثار بالسلطة أو انشغال بخلافاتهم الداخلية، وساروا صفوفاً كالبنيان المرصوص يحملون رايات النصر..

ثالثاً:

كشفت الأحداث المستوى الراقي لجيل ثورة 21 سبتمبر والإيمان العظيم للمجاهدين من شبابها.. وتجلت في ثباتهم وبطولاتهم الشواهد الكبيرة على عظمة النماذج التي تصنعها الثقافة القرآنية..

فتمكنوا بإمكانياتهم البسيطة وإيمانهم الكبير من تغيير المعادلات وكسر حالة التفوق المادي لدى العدو، فكانوا من الركائز الأساسية لصناعة النصر..

رابعاً:

وقف الشعب بكل صمود وثبات داعماً ومسانداً ومؤيداً ومؤازراً لرجاله المقاتلين في كل مراحل الحرب ولا سيما أسر الشهداء والجرحى والمرابطين، وموظفي الدولة المنقطعة رواتبهم منذ أعوام وصبروا رغم قساوة الظروف وصعوبة الوضع..

خامساً:

شكلت القضايا المذكورة سابقاً أبرز العوامل التي كسب بها اليمنيون التأييد الإلهي الذي يراهنون عليه قبل كل شيء..

ولمس الناس آثاره على مستوى القدرة على الصمود أو على مستوى البأس الشديد لضربات الردع والأثر الكبير لها في قلب موازين الصراع وتغيير معادلات المنطقة..

إذ تمتلك بقية الدول ترسانة هائلة من الأسلحة وجيوش كبيرة مدربة منذ عشرات السنين، لكنها عجزت عن أن تحدث تغييراً في الواقع كما فعلت عشرات الطائرات المسيرة محلية الصنع وبضعة آلاف من مقاتلي اليمن الأبطال..

إنه “نصر من الله”

لأن الله هو من هدانا إلى القرآن كمنهج قويم يهدي للتي هي أقوم في كافة المجالات وعلى كل الأصعدة..

وهو من وفقنا للتمسك بمبادئ الإسلام وقيمه القادرة على صناعة أمة قوية تقف ثابته في مواجهة كل التحديات والأخطار..

إنه الله أيها العرب..

ولكم في هذه الأحداث عبرة وعظة..

ودعوة للعودة إلى القرآن والإسلام عودة تطبيق والتزام..

وفرصة كبيرة للاستفادة من التجربة اليمنية للخلاص من سياط الطغاة وقهر المستعمرين الطامعين.

إنه الله..

وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً..

والعاقبة للمتقين..

قد يعجبك ايضا