عملية “نصر من الله”.. سنستدرجهم من حيثُ لا يعلمون
موقع أنصار الله || مقالات || مرتضى الجرموزي
وعن نجران تتحدث الصورُ ومشاهدُ الفيديو التي عرضها الإعلامُ الحربي وبثتها قنواتُ اليمن الوطنية، مشاهدُ تثلج الصدرَ لبطولات مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة في محور نجران، التي احتوت تفاصيلَ عملية “نصر من الله”..
تلك العملية التي تُعتبر الأكبرَ زخماً وتأثيراً على العدوّ في مختلف جبهات القتال، وهي تلك العملية الاستدراجية لثلاثة ألوية عسكرية (سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ، وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ).
المئاتُ من المرتزِقة والعشرات من الجنود السعوديين للمهلكة التي باتت على شفى الانهيار الاقتصادي والعسكري، أصبحوا في ليلةٍ وضحاها أسرى بأمان مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة، الذين يجسدون تعاليمَ الدين وقيم الإنسانية المؤمنة الصادقة بحق الأسرى.
عددٌ من المرتزِقة وجنود المملكة كانوا ضحيةَ طيران تحالف العدوان وهو يسابق خطاهم ليستهدفهم؛ ليـحول بينهم وبين تسليم أنفسهم لقوات الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة، الذين لم يألوا جهداً في توفير سُبل الراحة والأمن للأسرى، من إسعافهم وعلاجهم إلى نقلهم إلى مناطقَ أكثر أمناً؛ لتجنبهم صواريخ من وهبوا حياتهم للقتال في سبيلهم.
حقاً هي مشاهدُ تُثلج صدور المؤمنين، وترفع هامات الصادقين، وتعزز مواقف المدافعين عن حقهم في الأرض والعرض وحق العيش والحياة بحرّية، قطعان من مرتزِقة وجنود الأعداء يسيرون بذعر وخوف وفرائصُهم ترتعد وأقدامُهم ترتجف خوفاً، وهم على متن آلياتٍ مدرعة وبأسلحة متنوعة فتاكة وحديثة، كانوا يظنون أنها مانعتهم من نيران ثلة قليلة من مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة، وهم يمتطون الأرض بأقدامهم الحافية التي تعدُّ أكثر قدسية وطهارة من جبين كُـلِّ أنظمة العرب وعلمائهم ومنافقيهم ومرتزِقتهم.
رأينا آياتِ الله تتجلى واضحةً للعيان، لا يزيغ عنها إلاّ هالك مرتاب منافق خائن للدين والوطن والعقيدة فـ(كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ)، ثلة قيلة من المجاهدين بأسلحتهم الشخصية يستدرجون ثلاثةَ ألوية عسكرية بعدادها وعديدها وفي لحظاتٍ كان يضنها المرتزِقةُ وجيوشُ السعودية أن تلك المناطق ذات المساحة الكبيرة أصبحت في قبضتهم بعد انسحاب المجاهدين، ولتأتي الرياحُ عكسَ ما تشتهيه نفوسُ الارتزاق والنظام السعودي المتهالك، ولينقلب السحرُ على فاعله، وتُقلب جبهة نجران (وادي آل أبو جُبارة) رأساً على عقب المتقدمين الذين وقعوا في المصيدة التي قادهم إليها التهورُ والانبطاح.
كانت مِصيدةً ناجحة بكلِّ الاعتبارات من جانب رجال الرجال أبطالِ الجيش واللجان الشعبيّة، لتكون هذه المصيدة قاصمةً لتحالف العدوان وأذنابه ليلقى عددٌ كبيرُ منهم القتل والجرح، والرابحُ منهم وقع أسيراً في قبضة المؤمنين.
ولم يرق لقادة التحالف أن يروا العددَ الكبير من الأسرى ليشنَّ غاراتٍ عدائيةً أظهرت حقيقةَ عدائه لأتباعه قبل أعدائه، فسيق الذين ارتزقوا وقاتلوا بصفِّ الشيطان إلى السجونِ أسرىً، أَو إلى جهنم زمراً بجثثهم المتفحمة بشعاب نجران وداي آل أبو جُبارة، ولقد ذرأنا لنجران كثيراً من المرتزِقة لهم قلوبٌ لا يفقهون بها، ولهم أعينٌ لا يبصرون بها، ولهم آذانٌ لا يسمعون بها، ولهم أنفس خبيثة شيطانية جعلت منهم أدواتٍ رخيصةً بيد أذناب وأراذل البشرية.