أيهما سيسبق.. عملية توازن الردع الثالثة أم إيقاف الحرب وإحلال السلام في اليمن؟

موقع أنصار الله || مقالات || محمد صالح حاتم

 

شهر مضى منذ إطلاق الجيش واللجان الشعبية اليمنية عملية توازن الردع الثانية في 14 من سبتمبر باستهداف معامل شركة أرامكو في البقيق وخريص بعدة طائرات مسيَّرة، وهي العملية التي سبقها عملية توازن الردع الأولى في التاسع من رمضان باستهداف مضخات ارامكو في الدوادمي والعفيف وبعدها قصف حقل الشيبة النفطي، هذه الضربات الاستراتيجية تأتي في سياق الردع المشروع والطبيعي للجيش اليمني تجاه مجازر وجرائم طيران تحالف العدوان السعوصهيوامريكي، وبعد هذه العملية جات عملية (نصرُ من الله ) في وادي آل أبو جبارة ونجران التي استطاع فيها الجيش اليمني ولجانه الشعبية أن يحرروا ويقتحموا اكثر من 350 كم مربع ويأسروا اكثر من 2000 من الجنود السعوديين ومرتزقتهم اليمنيين، ويغتنموا عشرات المدرعات والدبابات والآليات والأطقم العسكرية السعودية، وبعد هذه الانتصارات العظيمة، جاءت مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى التي اعلن عنها في خطابة بمناسبة العيد الخامس لثورة 21سبتمبر،والتي جاءت من باب الحرص على تحقيق السلام، وليس من باب الضعف والاستسلام، والتي اوشك شهرها الأول على الانتهاء ولازال العدو يتجاهلها، ولم نلحظ أي رد منه تجاه هذه المبادرة، باستثناء تصريحات ٍكلامية من ابني سلمان محمد وخالد وأنه سيتم التعاطي معها بشكل إيجابي، أما على الواقع فالعدو لازال يرتكب المجازر والجرائم بحق اليمنيين وطيرانه يشن عشرات الغارات يوميا ،ويمنع دخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية إلى الحديدة وهو بعمله هذا يرتكب جريمة جماعية بحق ملايين اليمنيين لارتباط هذه المادة بحياة الإنسان اليمني، ومع أن مبادرة السلام التي قدمتها صنعاء لازالت سارية المفعول كما أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط في خطابه عشية ذكرى ثورة14 اكتوبر المجيدة، إلا أننا لا نعتقد أن هذه المبادرة ستبقى الى ما لا نهاية في ظل تجاهل الرياض واستمرار العدوان في ارتكاب الجرائم والمجازر بحق اليمنيين، وهو ما حذر منه الرئيس المشاط في خطابه الأخير.

والسؤال الذي يطرح نفسه: أيهما سيسبق عملية توازن الردع الثالثة أم وقف الحرب والعدوان من قبل التحالف السعوصهيوامريكي؟

الكرة الآن في ملعب السعودية والإمارات وعليهما انتهاز هذه الفرصة وعدم إضاعتها، لأن اليمن اصبحت تمتلك القدرة والقوة العسكرية ولديها بنك أهداف وخيارات استراتيجية ما يجعل السعودية والإمارات ترضخ أن وتستسلمان وتعلنان مرغمتين ًوقف الحرب، ولكن نتمنى أن تنجح الحلول السياسية وتسبق تنفيذ عملية توازن الردع الثالثة، وأن يكون للحراك الدبلوماسي والسياسي الذي شهدناه مؤخراً- – سواء ًزيارة المبعوث الأممي غريفيث الى صنعاء ولقاءاته بالسيد عبدالملك الحوثي والرئيس المشاط او لقاءات سفراء بريطانيا وفرنسا برئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام في مسقط- الأثر في تحقيق السلام في اليمن، وأن ينجح المجتمع الدولي في الضغط على دول التحالف لاغتنام هذه المبادرة، وأن يمدوا ايديهم للسلام ويصافحوا يد السلام اليمنية الممدودة إليهم، والا ّفيد السلام اليمنية ستكون غدا ًعلى الزناد .

وعاش اليمن حراً أبياً، والخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا