عملية (نصر من الله) تضاعف الخشية الأمريكية من فقدانها الهيمنة على المنطقة
موقع أنصار الله || صحافة محلية || صحيفة الحقيقة
شكل العدوان الإجرامي على اليمن نقطة فاصلة في اختبار القدرات الأمريكية وكشف حجم عضلات أدواتها في المنطقة ولاسيما النظام السعودي المدمن على عقد صفقات الأسلحة الأمريكية وإنفاق المليارات من الدولارات على شراء السلاح الأمريكي وتكديسه إلا أن عدوانه على اليمن كان بمثابة خلع القناع عن وهم القوة الذي ظل النظام السعودي يتشدق به ومع الفشل الذريع للعدوان العسكري الذي تديره واشنطن وتموله السعودية والإمارات وبعض دول الخليج وبروز قوي لقدرات الجيش واللجان الشعبية وبراعة القيادة اليمنية في إدارة الحرب تكتيكاً وتخطيطاً وتنفيذاً والقفز بكل جدراه من فواق أسوار وموانع صنعها العدو لفرض المزيد من إحكام قبضته على مجريات العمليات العسكرية بداية بفرض حصاراً جوياً ثم بحرياً لتركيع الشعب اليمني في وقت مبكر من عملياته العسكرية لكن التعاطي اليمني مع خطط العدو قلبت كل خطوطه وأربكت كل مخططاته وقادته إلى مأزق تاريخي لا يقل تأثيراً عن المأزق الأمريكي في فيتنام بل أكثر وطأة منه مع تطور تقنيات الاتصال والتواصل بين البشر أصبح العالم كله يشاهد يومياً انكسارات الجيش السعودي وأدواته ويشاهد الجيش واللجان الشعبية وهم يركعون بكل بسالة السلاح الامريكي لينتهي بأحدث ما أبدعته مصانع الأسلحة الأمريكية كدبابات الإبرامز ومدرعات البرادلي إلى رمادا اشتدت به الريح على يد المقاتل اليمني الجسور وبسلاح [الكرتون والولاعة] ليتحول الأداء القتالي اليمني إلى معجزة كانت تحكيها الاساطير فيما قبل لكنها تحولت اليوم بالصوت والصورة إلى واقع تتسمر أمامه حدقات العيون وتنهار مكائد المستكبرون.
شعار الصرخة وبداية المواجهة
ظلت الإدارة الأمريكية منذ وصل إلى مسامعها صدى [شعار الصرخة] الذي أطلقه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) تعمل بكل جد على إخراس هذا الصوت ودفعت أدواتها إلى سلسلة من الحروب والمواجهات بشتي الوسائل العسكرية والثقافية والإعلامية وانتهجت حرب شاملة مع حملة المشروع القرآني بداية بالدفع بأدواتها أي النظام السعودي لتحريك أدواته التكفيرية والدينية لشن هجوم ديني وإعلامي وتكفير السيد حسين واتباعه واتهامه بسب الصحابة وأم المؤمنين بهدف تحشيد المقاتلين.. ثم دفعت بالنظام العسكري لشن سلسلة من الحروب انتهت بسقوط منظومة السعودية بكلها القبلية والعسكرية وسقطت الهيمنة الأمريكية والغربية ليشكل ذلك أكبر صدمة لأمريكا دفعتها إلى شن عدوان إجرامي بقيادة السعودية ودول الخليج تحت عنوان (التحالف العربي).
عدوان إجرامي وصبر استراتيجي
ومن واشنطن كان الجبير السفير السعودي في أمريكا آنذاك يعلن عن انطلاقة [عاصفة الحزم] ضد الشعب اليمني وأنه جرى التخطيط والاعداد لها منذ شهور مع اسيادهم الأمريكان لتتالي التصريحات المؤيدة للعدوان الأمريكي السعودي ويتدفق المرتزقة والجيوش المؤجرة إلى السعودية واليمن وتبدأ عمليات القصف على مدار الساعة وتقترف المئات من المجازر لينطلق الشعب اليمني بقيادة السيد عبد الملك بكل إرادة وعزم لمواجهة العدوان الإجرامي وبصبر استراتيجي وروح جهادية عالية واستعداد كبير للتضحية وانطلق رجال مؤمنون للدفاع عن الكرامة والوطن وقدموا أنصع صور البسالة والصمود والثبات وبرهنوا على أن اليمن [مقبرة الغزاة] وأنه بلد التضحيات والتحديات ولا يمكن يركع أو يقبل بالاستعباد والاستذلال ليكتب أبطال اليمن بدمائهم قصة من أروع قصص الصمود والثبات في التاريخ المعاصر ولينتهي بأمريكا وأدواتها وتحالفها الإجرامي إلى مأزق تاريخي لا يهتدون سبيلا للخروج منه.
عملية [نصر من الله] تضاعف الوجع الأمريكي
ويتفاجأ العدو الأمريكي بأن هناك أسوداً في اليمن لا تعرف المستحيل ولا تتقن عيش العبودية ولا تعرف لغة الانبطاح بل شعب تربى على ثقافة الحسين وشعار (هيهات منا الذلة) وبإنتاج العقول اليمنية للطائرات المسيرة وتطويرهم للصواريخ البالستية أصبح الوجود الأمريكي في المنطقة مرهون بما سيقرره الشعب اليمني وقيادته الحكمية.
ولقد كانت الرسائل اليمنية القوية عبر قوتها الصاروخية والطيران المسير فيها ما يكفي لمن كان له عقل من رعاع نجد ولكن سلوك الغي والغرور والاستكبار دفعهم لمزيد من الغرور والكبر لتكون ضربة بقيق وخريص أول رد معتبر للعدوان الأمريكي ولقد أيقظت الضربة كل أرباب النفاق في الغرب والشرق ليفتحوا أعينهم على ما يرسمه اليمن للمنطقة والعالم.
ولقد شعر الأمريكي حينها بالخزي والعار وهو يجد حلفائه كالفئران المذعورة ويجد اسلحته ومنظوماته الدفاعية أمام طائرات اليمنيين المسيرة كجلاميد من الصخر وليست تلك المنظومات التي يتفاخر بها جيشها الذي يدعي أنه اقوى جيش في العالم
ثم تأتي عملية (نصر من الله) لتضاعف الوجع الأمريكي ولتكبر المخاوف الأمريكية فهي أمام رجال لا يتراجعون ولا يعرفون الهزيمة بل ابطال ولدو لإنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة.
نهاية الغطرسة الأمريكية بأقدام الحفاة اليمنيين
بمقدور الشعب اليمني الحر وفي المقدمة جيشه ولجانه الشعبية الشجعان أن يفتخروا بأنهم لقنوا العدو الأمريكي هزيمة مذلة في (عملية نصر من الله) وصلت صداها أطراف كل بقاع الدنيا ونشرت مشاهد العملية على مختلف المحطات الفضائية وبمختلف لغات العالم حتى باليابانية والكورية وشاهد سكان الكره الأرضية مدرعات أمريكا والدول الغربية وهي خاوية على عروشها وبعضها تأكلها النار لتكتب نهاية الغطرسة الأمريكية بأقدام الحفاة الشعث الغبر المؤمنين المجاهدين الذين صدقوا مع الله فصدق معهم..
ولتمتد المخاوف الأمريكية إلى أبعد مما كانت تتصور فلم تعد واشنطن اليوم مهتمة بما يجري للنظام السعودي الذي يتعرض للإهانة يومياً بل بما هو قادم وبتطورات أحداث ينصعها بواسل الجيش واللجان الشعبية ستقلب المنطقة رأساً على عقب فمخاوف أمريكا اليوم تتركز في كيف تمنع تشابك اليمن مع لبنان والعراق وسوريا ولبنان وبقية دول محور المقاومة فهي اصبحت على يقين أن استمرار عدوانها الذي يعني مزيداً من الفشل يضرب هيمنتها على منابع النفط التي تشكل مصدر ثورتها ضرع اقتصادها وبالتالي تحاول انتهاج سياسة الخداع تارة بالدعوة إلى حل سياسي وتارة بتغذية المواجهات الداخلية والتركيز على الحصار الاقتصادي لتركيع اليمن مقابل لقمة خبزهم ولكن ذلك لن يحدث فمن استطاع يواجه 5 سنوات لأكبر عدوان كوني قادر على توفير لقمة عيشه.
ما الذي تبقى أمام الشعب اليمني
مع تباشير النصر التمكين الإلهي للشعب اليمني المظلوم وما شهدناه ونشهده من عمليات وانتصارات هي بمثابة اختبار للشعب اليمني ومن قبله الجيش واللجان الشعبية بمدى قابليته للصمود والصبر وقبل كل ذلك الشكر لله والاستجابة له..
لقد تأكد لنا من خلال الانتصارات التي تحققت ـ بكرم الله وفضله ـ أن معيار قوتنا ليس فيما نملك من أسلحة وطائرات مسيرة وصواريخ بل في مدى ثقتنا بالله سبحانه وتعالى وبنصره ومدى توكلنا عليه وفي مدى تطبيقنا والتزامنا بأسباب النصر الإلهي من ثبات والتجاء إلى الله والتعاون والتكاتف والابتعاد عن التنازع أو التركيز على الجوانب المادية.. لأنها ستتحقق تلقائياً إذا منَّ الله بالنصر والغلبة.