العدوان والأمم المتحدة واتفاق السويد
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
وصل المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى العاصمة صنعاء يوم أمس في زيارة جديدة هي الأولى له عقب إحاطته المغلوطة الأخيرة التي عرضها على مجلس الأمن والتي أظهرته (غريما) لا ( وسيطا) وسلبت منه صفة الحياد وجعلته منحازا لقوى العدوان ، غريفيث يسعى من خلال زيارته تحسين صورته وتبرير السقطات المدوية التي تضمنتها إحاطته الأخيرة ، والوقوف على آخر المستجدات في ملف الحديدة ، هذا الملف الذي ما تزال الأمم المتحدة عاجزة عن تحديد الطرف المعرقل له ، والمعيق لتنفيذه بحسب ما تضمنه اتفاق السويد ذات الصلة .
وتأتي زيارة غريفيث بعد ساعات على ترحيبه عبر حسابه على تويتر بإنشاء 4 نقاط مشتركة لمراقبة وقف اطلاق النار على طول خطوط التماس في مدينة الحديدة ، معتبرا إنشاء نقاط المراقبة المشتركة ونشر ضباط ارتباط في الخطوط الأمامية، خطوة متقدمة من شأنها أن تعزز التهدئة في محيط مدينة الحديدة ، يأتي ذلك في الوقت الذي ما يزال المرتزقة ومن خلفهم قوى العدوان يفرضون الحصار الجائر على مدينة الدريهمي ويواصلون ارتكاب الخروقات والانتهاكات اليومية لقرار وقف إطلاق النار الذي نص عليه اتفاق السويد .
ففي يوم أمس الأول فقط رصدت غرفة العمليات التابعة للجيش واللجان خروقات وجرائم العدوان الأمريكي السعودي والخونة المرتزقة بمحافظة الحديدة لعل أكثرها خطورة وتهديدا لاتفاق السويد قيام طيران العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي بشن غارة على قارب أحد الصيادين في ساحل رأس عيسى ، والتي تمثل امتدادا للجرائم الموجهة والممنهجة والتي تستهدف شريحة الصيادين ومصدر رزقهم وأسرهم ، الخروقات شملت أيضا تحليق مكثف لطائرات العدوان الحربية في أجواء المديريات الشمالية ، واستهداف أحد المصانع شرق مدينة التحيتا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ، وقصف المدفعية والكاتيوشا والرشاشات قرية البلاكمة ومنطقة الفازة بمديرية التحيتا ومنطقة الجاح ، وقيام المرتزقة بالتمشيط بالعيارات المتوسطة والخفيفة شمال وشمال غرب قرية مغاري بحيس ، وجنوب القرشية ، وقصف قرية الكوعي في أطراف مدينة الدريهمي بـ 7 قذائف هاون والرشاشات المتوسطة ، هذه الخروقات التي ارتكبت من قبل مرتزقة العدوان تكشف عدم جديتهم في المضي باتفاق السويد إلى حيز التنفيذ .
متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع ، أشار إلى أن إجمالي خروقات قوى العدوان وأدواته المأجورة في محافظة الحديدة خلال شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين بلغت 1594 خرقاً وليصبح إجمالي الخروقات منذ وقف إطلاق النار 30597 خرقاً ، هذا الرقم الذي تزايد خلال الشهر الحالي ينبغي أن تتعاطى معه الأمم المتحدة بمسؤولية وتتخذ إجراءات عقابية رادعة في حق المنتهكين لقرار وقف اطلاق النار ، لا نريد أن تقتصر مهمة الأمم المتحدة على إصدار التقارير التي تشير من خلالها إلى أن استمرار حرب دول التحالف، سيجعل اليمن أفقر دولة في العالم وفق التقرير الصادر عن البرنامج الانمائي التابع لها أن نسبة الفقر ارتفعت من 47 % عام 2014، لتصل إلى 75 % نهاية العام 2019، و أن 79 % من اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر، بهدف الارتزاق تحت يافطة تقديم المساعدات للشعب اليمني ، نريدها ايقاف العدوان ورفع الحصار وسنتدبر شؤوننا بأنفسنا ولن نحتاج إلى أي مساعدات من أحد .
بالمختصر المفيد، خروقات قوى العدوان ومرتزقتهم في الحديدة يجب أن تتصدر أولويات المواضيع التي يجب نقاشها من قبل القيادة الثورية والسياسية مع غريفيث ، وعلى فرق المراقبة أن توسع من دائرة ونطاق عملها لتشمل المناطق الملتهبة والتي تتعرض يوميا للانتهاكات والخروقات اليومية ، وفي مقدمة ذلك الحصار المفروض على مدينة الدريهمي والقصف المتواصل لها ، والذي لم تسلم منه حتى المساعدات الشحيحة التي قدمتها الأمم المتحدة والتي تم قصفها وإحراقها أمام فريق الأمم المتحدة الذي قام بإدخالها ، لا مجال للتراخي والمرونة في جانب الخروقات والانتهاكات التي يقوم بها المرتزقة وأسيادهم في الحديدة ، يجب وضع حد لها لكي لا يتمادى هؤلاء ويذهبوا نحو تفجير الأوضاع ميدانيا ، فلا أمان ولا عهد لهم ويجب الحذر منهم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .