النظام السعودي يحجب موقع قناة المنار في السعودية
حجبت وزارة الثقافة والإعلام السعودية، صباح اليوم الثلاثاء 5 كانون الثاني/يناير 2016، موقع قناة المنار في المملكة.
الخطوة التي أقدم عليها نظام لا يتحمل الرأي الآخر لم تكن مفاجأة. فالسعودية نفسها أقدمت قبل أيام على ارتكاب جريمة هزت مشاعر فئة كبيرة من المسلمين بإعدامها الشيخ نمر باقر النمر بجرم التعبير عن رأي شجاع بسلمية.
ولم يكن غريباً من نظام يحاكم المغردين على “التويتر” الجلد والسجن سنوات طوال، ويقتل المطالبين بحقوقهم رغم تمسكهم بمنهج السلمية أن يقدُم على ملاحقة الكلمة الحرة.
قرار حظر موقع المنار الإلكتروني أتى بعد قرار وقف بث قناة المنار والميادين على قمر عرب سات بقرار من السعودية نفسها.
لماذا موقع المنار ؟
ساهمت تغطية موقع قناة المنار في فضح الدور السعودي التخريبي للمنطقة بأسرها خلال فترات حكم آل سعود. وبرّزت غياب مملكة “بلاد الحرمين” عن قضية المسلمين الأولى والمحورية، قضية احتلال بلاد “أولى القبلتين وثالث الحرمين” فلسطين المحتلة.
كان لتغطية المنار الإخبارية وتقاريرنا الخاصة دور في فضح الدور التآمري للسعودية في لبنان ومصر وسورية والبحرين والعراق واليمن.
فالمملكة السعودية غابت كلياً عن قضايا المقاومة وفلسطين، وحضرت في كواليس كل مؤامرة حيكت ضدهم منذ عدوان تموز أو في أي اتفاقيات عربية أتت على حساب نضالات الشعب العربي ومقاومته.
كما انها غازلت الكيان الذي لا يختلف على معاداته المسلمون، حيث التقى تركي الفيصل زعماء صهاينة علناً داعياً إلى “السلام”، وكذلك الجنرال السعودي أنور عشقي اذ امتدح بنيامين نتنياهو – متزعم العدوان على قطاع غزة عام 2014 – ووصفه بـ “القوي والعقلاني”.
في سورية، كان للسعودية دور بارز في تشويه المشهد عام 2011، ولاحقاً في خراب البلد وتدميره، عبر تسليح ما أصرت على توصيفه بـ “المعارضة المعتدلة”، حتى حصدت المنطقة “جبهة النصرة” ولاحقاً تنظيم داعش وأخواتهما، فاشعلت نارا حصدت مئات الآلاف وهجرت الملايين.
في البحرين، أوغلت القوات السعودية في سفك دم الأبرياء من المطالبين بحقوقهم كمواطنين في جزيرة يحضر فيها القمع والقتل متى حلت لغة مطالب الإصلاح.
في العراق، صدّرت المملكة المقاتلين من إرهابييها، والفكر الذي صاغته مناهجها التربوية والذي لايزال يحصد أرواح المدنيين في تفجيرات متنقلة بين مدن العراق، حتى عجت سجون العراق بسعوديين إرهابيين.
في اليمن، تخوض مملكة آل سعود عدوانا منذ ما يزيد عن 9 أشهر سُفكت فيها دماء آلاف الرجال والنساء والأطفال، بشعار إعادة “شرعية” تختصرها برئيس فار يبارك العدوان على بلاده من داخل قصور أهل الحكم في الرياض.
السعودية، متزعمة “الديمقراطية” في سورية، و”الشرعية” في اليمن، هي نفسها من تجرم الخروج على حاكمها ولو كان ظالماً وتبيح إعدام من لا يبايعه بقطع رأسه. السعودية التي لا نراها تتلاقى إلا مع الإرهاب المتمثل بـ “إسرائيل” و “داعش” وأخواتها، توغل في حربها ضد الكلمة..
للسعودية “القرار” في حظر موقع المنار، نعم لانها تعمل على فضح آل سعود وممارساتهم بحق الشعوب ووحشيتهم، و”القرار” مفهوم لخوفها من الحقيقة التي نكشفها لناحية فضح العدوان على اليمن وسوريا.. ما يقوم به موقع قناة المنار هو تعرية آل سعود من كل زيف واظهارهم على حقيقتهم: متوحشون تكفيريون… ومنبع للإرهاب.
لكن غاب عن هذه العقول الجافة بأن حظر موقع المنار لا يعني حظر الحقيقة والحق، إذ أن الكلمة في ظل التطور التكنولوجي اليوم لا يوقفها “القرار”.