حين تتساقط الأقنعة
بقلم / صادق البهكلي
يوما بعد يوم و الأقنعة تتساقط و تتكشف أهداف العدوان و مؤامراته على الساحتين الإقليمية والدولية و حتى على المستوى الداخلي فصمود الشعب اليمني العظيم و ضربات رجال الله جيشا و لجانا المنكلة بعثرت كل أوراق قوى العدوان و مثلما اختلطت دماءهم في ذباب بتعز اختلطت أيضا خططهم و تلاشت أحلامهم .. فمن العناوين الكبيرة في بداية عدوانهم بمقارعة التمدد الإيراني الذي لا وجود له الا في العقلية الصهيونية إلى إعادة الشرعية وممالكهم جاءت من رحم غير شرعي و لأن سيف الحزم على اليمنيين كان كليلا فوظيفته لا تتعدى عن كونه شارة رقص أو قطع رؤوس السجناء العزل فغيروا “عاصفة الحزم” إلى “إعادة الأمل” و الأمل لا تحمله براميل القنابل العنقودية و إنما يأتي ببناء مستشفى لا هدمه و تعمير بلد لا تدميره ..
و مع أنهم استطاعوا السيطرة على مدينة عدن فماذا حققوا لها فلا امن و لا شرعية ولا أمل بل تحولت إلى مسرح للجماعات الإرهابية لتصفية من بقي فيها من أبنائها و إثارة الفوضى و غلق الجامعات و الحدائق في الوقت الذي لا فرق بينها و بين اي محافظة أخرى فلا كهرباء و لا غذاء و لا خدمات و اذا كان هذا هو حال عدن التي تتبجح قوى العدوان باحتلالها وكان بالإمكانهم و هم من أغنى دول العالم إظهارها كنموذج الأمن و الرخاء و الاستقرار الذي يتقنعون بشعاراته فكيف ستكون اليمن في حال -لا سمح الله- و سيطروا عليه.. إن صورة عدن الدموية هي تقدم تفسير عن الأهداف الحقيقية للعدوان الإجرامي.
فبالرغم من مالهم الوفير الذي جند لهم كل مرتزقة العالم و أخرس حتى منظمات حقوق الإنسان و اعطوهم صكوك الغفران ليضربوا حيثما أرادوا و بما في أيديهم التي لم تبخل عليهم أمريكا و اسرائيل بإعطائهم أفتك القنابل و أكثرها اجراما و التي اعتبرها العالم قبل نصف قرن محرمه و لا يجوز استخدامها.. و مع هذا لم يستطيعوا تحقيق أي شيء يذكر و نحن في الشهر العاشر من بداية عدوانهم و لكنهم في الوقت الذي صرفوا الأموال و لفلفوا المرتزقة من كل أصقاع الأرض و اشتروا الجيوش و الخبراء و السلاح صاروا يواجهون حربا أخرى من داخل خزائنهم التي جفت و صاروا على حافة الإفلاس و في نفس الوقت لم يعودوا يبحثوا عن تحقيق إنجاز عسكري بقدر ما يبحثوا عن خروج معقول يتلافى هزيمة منكرة بل فضيحة عالمية تاريخية على أيدي الحفاة الذين أستخفةا بهم و احتقروهم و خاب ظنهم حينما اعتبروا انفسهم منتصرين باتكائهم على قوة أمريكا غير مدركين أن أمريكا و العالم بكله لا يرف لليمنيين منهم شعره واحدة لأنهم معتمدين على ملك السماوات والأرض هو الله القوي القاهر ..
الحرب فرضت على اليمنيين و جعلتهم بين خيارين ” إما هيهات منا الذلة” و الدفاع عن وطنهم و كرامتهم أو العودة إلى مربع الخضوع و الاستسلام و العبودية التي ثاروا عليها وقدموا الكثير من الدماء .. و أنى لشعب عظيم كشعب اليمن أن يرضى أن يستعمره ارذل خلق الله و هو الذي لقن الغزاة دروس قاسية حتى اعتبروا اليمن “مقبرة الغزاة” فما كان عليه بعسير أن يهب إلى ميادين الشرف يواجه ألف الدبابة بمدفعية و يقارع الحشود الغازية بكلاشنكوف ومع هذا فقد همهم و شرد بهم من خلفهم ومزقهم اي ممزق.. و في الوقت نفسه لا زال يرفع أيدي الخضوع إلى الله وتلهج ألسنتهم ب ” ربنا ثبت أقدامنا” و يستمد النصر من الله فكيف سينهزم؟