مطلوب مني أن أكون جندي لله.

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

لله سبحانه وتعالى وجهنا في القرآن الكريم في سورة نقرأها دائماً:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}(الفاتحة:5) كل الناس الإنسان مهما كان هو بحاجة إلى أن يستعين بالله ليست المسألة أنه أنت فقط فتتصور أنك سوف تتحمل جبالاً عليك ليس الأمر كذلك حتى محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) يستعين بالله دائماً المؤمنون المخلصون أولياء الله الذين هم على مستوى عالي كلهم عندهم هذه القضية ثابتة: الإستعانة الدائمة بالله ، الإستعانة بالله سبحانه وتعالى هي أيضاً ما يزال فيها علاقة بمعرفة الله هو ، بمعرفته هو .

هنا عندما تعرف؛ لأنه من خلال القرآن الكريم يقدم لك المسألة بأنه هو مدبر شئون السماوات والأرض، وأنه إليه يرجع الأمر كله، وأن إليه عاقبة الأمور، معنى هذا لا تتصور بأنك أنت ومن معك الناس الذين أنت معهم أنكم ستحملون الجبال ، وتغيرون مجرى العالم هذا، وتغيرون أنتم بأنفسكم، أنتم شغالين في جانب والباري هو مشتغل ويعمل ـ إذا صحت العبارة ـ يعمل كثيراً، يعمل كثيراً من الأشياء التي لا تخطر في بالك، ولا تصل إليها قدراتك ، لا الذهنية ولا المادية ، هو المدبر ، هو المغير ، هو يصنع المتغيرات ، وضرب أمثلة كثيرة في القرآن على هذا.

إذاً عندما نفهم هذا نحن ، ونفهم الناس قضية ينطلق الناس فيها ويرون بأنه مطلوب مني أن أكون جندياً من جنود مدبر شئون السماوات والأرض ، أتحرك، هو يؤيد ، وينصر في حركتك المباشرة ، ويعمل أشياء كثيرة من هناك. مثلما قلنا بأنه ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) في مكة معه مجموعة مسلمين مستضعفين يعذبونهم، وناس يحتاجون يهربونهم إلى الحبشة لاجئين، أليس هو هناك يدبر ما بين فارس والروم؟ عندما يكون الناس يرون أنفسهم في وضعية تبدو أنهم مستضعفون فيها وفي حالة شدة وكذا، هم لا يعرفون ماذا يعمل الباري في مجالات أخرى في الساحة العالمية هذه، ذلك الذي يصيح وفوقه حجر في الشمس قد يأتي للواحد يأس، يأس يحصل عنده بنسبة ألف في المائة أن هذه حركة يمكن أن تنهض، ويأتي في يوم من الأيام ويكون الناس هؤلاء هم ولاة في بلاد فارس والروم وغيرها، لا، هذا في حرارة الشمس والله يدبر هناك، يغير أشياء كثيرة لا يستطيع المسلمون أن يغيروها لو يقفون كلهم في الشمس، هو يغير هناك.

هذه تعطي الناس دفعة، أعني: تفهم الإستعانة بالله ، والإلتجاء إليه ، وتفهم أيضاً أنه مدبر شئون السماوات والأرض، تستعين بأشياء يقدمها هو في ممارساتك:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ}(البقرة: من الآية45) لاحظ كيف جعل الصبر وسيلة عملية للوصول إلى النتائج المهمة والنتائج الجيدة، واستعينوا بالصبر، واستعينوا بالصلاة ، الصلاة؛ لأنها تجعلك دائم الإرتباط بالله سبحانه وتعالى، ودائم التذكر لله والذكر لله.

تذكّر اليوم الآخر قضية مهمة، وعندما يقول: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ}(البقرة: من الآية46)  أي: أنها قضية يجب نحن أن نذكِّر أنفسنا بقضية اليوم الآخر بشكل مستمر حتى تصبح المسألة عندك قضية تستشعرها دائماً ، لا يحصل منك حالة نسيان لليوم الآخر. ولهذا يكون هناك أدعية مناسبة، مناسب أن الإنسان يدعو بها دائماً، مما لها علاقة بموضوع الجنة والنار، واليوم الآخر وأشياء من هذه في قنوت الصلاة، وبعد الصلاة، وفي أي لحظة،  يتذكر أن يدعوه دعاء (( اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار))، أن يدعوه كلما يحصل عنده رغبة أنه يدعوه ويذكر يدعوه؛ لهذا يجب التركيز في تذكير الناس باليوم الآخر بشكل متكرر، وبشكل يكون مرتبطاً عملياً.

أعني: عندما ترى بأن الله سبحانه وتعالى يتحدث هنا بموضوع هو يعني نقلة، ولهذا قال:{وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} هنا يبين الأشياء التي تشكل عوناً للنقلة هذه: صبر وصلاة، وخشوع لله من مظاهره: التذكر الدائم لقضية اليوم الآخر{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}(البقرة:46) لأن هذا عملياً يجب أن نسلكه مع أنفسنا حتى في مرحلة النقلة هذه، للإستمرار على الحالة هذه، وعندما تذكر الناس الذين تريدهم أن ينتقلوا إلى وضعية كهذه، أن نركز على هذا الجانب، جانب: التذكير باليوم الآخر، الترغيب بالجنة، والترهيب من النار، وربط المسألة عملياً بهذه، أي لا أقوم أعمل لك خطبة فقط أذكر فيها جنة ونار وفقط .

تجد أسلوب القرآن الكريم هنا يأتي بالجنة والنار، وذكر اليوم الآخر في إطار عملي وهو يوجه إلى شيء ينطلقون فيه، أو يحذر من الوقوع في شيء، فيأتي بحديث عن اليوم الآخر. [ صفحة [ 10 ـ 11] ]

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود النصر للإسلام]

الدرس الرابع من دروس رمضان من صفحة [9 ـ 10]

السيد / حسين بدر الدين الحوثي .

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com