الله أمر المسلمين أن يكونوا حكماء في نشر الأخبار، وكيف يتعاملوا مع الشائعات.
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
لاحظوا، كيف الخداع واضح، القاعدة – التي يسمونها القاعدة – تنظيم أسامة بن لادن، ألست الآن – من خلال ما تسمع – يصورون لك أن القاعدة هذه انتشرت من أفغانستان، وأصبحت تصل إلى كل منطقة، قالوا: “إيران فيها ناس من القاعدة، والصومال قد فيها ناس من تنظيم القاعدة، واليمن احتمال أن قد فيه ناس من تنظيم القاعدة، والسعودية قد فيها ناس من تنظيم القاعدة، وهكذا…” من أين يمكن أن يصل هؤلاء؟ أليس الأمريكيون مهيمنين على أفغانستان؟ وعن أي طريق يمكن لهؤلاء أن يصلوا إلى اليمن، أو يصلوا إلى السعودية، أو يصلوا إلى أي مناطق أخرى دون علم الأمريكيين؟!
هذا كما يقال: [قميص عثمان] [أنتم في قريتكم واحد من القاعدة، تربى في بيتكم واحد من تنظيم القاعدة]. وهكذا فيصلون بتنظيم القاعدة هذا إلى كل منطقة. وقالوا: [إيران فيه تسعة عشر شخصاً هم من تنظيم القاعدة. إذاً إيران تدعم الإرهاب] قد يكونون هم يعملون على ترحيل أشخاص وتمويلهم ليسافروا إلى أي منطقة ليصنعوا مبرراً من خلال وجودهم فيها: [أن هناك في بلادكم من تنظيم القاعدة، إذاً أنتم إرهابيون] على قاعدة {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} (المائدة: من الآية51) فما دام في بلادك واحد من تنظيم القاعدة فإذاً كلكم إرهابيون.
أليس هذا خداعاً؟ وأليس هذا خداعا تتناوله أيضاً وسائل الإعلام، الصحفيون، الإخباريون، محطات التلفزيون التي تتسابق وتتسارع إلى أي خبر دون أن تفكر في أنه قد يكون خدعة هي تعمل على نشره؟
الأخبار قضية مهمة، الله أمر المسلمين أن يكونوا حكيمين في أخبارهم، وفي نقل أخبارهم، ووبّخهم واعتبرها خصلة سيئة فيهم: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} (النساء: من الآية83) أذاعوا، أخبار “قالوا يشتوا ..، قالوا قد هم كذا.. وقالوا. وقالوا .. إلى آخره” {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} (النساء: من الآية83).
إذاً يجب أن يكون للمواطنين موقف باعتبارهم مسلمين، وأولئك يهود ونصارى دخلوا بلادهم، وأن يكون للعلماء موقف، وأن يكون للدولة موقف، وأن يكون للجميع موقف، هو ما يمليه عليهم دينهم ووطنيتهم، وأولئك الذين يقولون: ماذا يعني أن ترفعوا هذا الشعار؟ قل: إذاً وصل الأمريكيون، إذاً أرنا ماذا تعمل أنت؟ ألم يأن لك أن ترفع هذا الشعار؟ وإذا كنت ستلزم الحكمة التي تراها أنت السكوت، السكوت الذي هو من ذهب! فمتى سيتكلم الناس؟! ومتى سيصرخ الناس؟! ومتى سيقف الناس؟! هل بعد أن يستذلوهم، وأن يضرب الله عليهم أيضاً من عنده الذلة والمسكنة؟! حينها يرى كل يمني ما يؤلمه ولا يستطيع أن يقول شيئاً.
إذاً نحن – والذي كنت ألمسه أنا عندما أتحدث مع الناس – مع أنكم فعلاً من أكثر الناس وعياً, وأكثر الناس فهماً لكن كنت ألمس أن الناس بعد لم ينظروا للقضية بأنها فعلاً قضية واقعية وخطيرة فعلاً، وأنه يجب أن يكون لهم موقف، ما استطعت أن ألمس إلى الدرجة التي أطمئن إليها فعلاً، يبدو لي وكأن القضية هي تعاطف من جهة، وصداقة من جهة، واحترام من جهة، وتصديق أيضاً من جهة، لكن في الداخل لا ألمس بأنه فعلاً أصبح مستقراً في قرارة أنفسنا أننا نواجه خطراً، وأن مواجهة الخطر هي أن تعمل ضده، لا أن تسكت، وتدس رأسك في التراب كالنعامة.
إذاً نحن بعد هـذا الخبر، هل استطعنا أن نفهم؟ هل فهمنا الآن؟ هل تيقنّا؟ هل تأكدنا؟ إذاً هذا هـو المطلوب {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} (السجدة: من الآية12).
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
خطر دخول أمريكا اليمن.
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 21 من ذي القعدة 1422 هـ
الموافق: 3/ 2/2002م
اليمن – صعدة.