السيد نصرالله… القصاص العادل ونقطة على السطر

|| صحافة ||

الامين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصرالله يعتبر القصاص العادل للرد على جريمة اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس هو طرد الاحتلال الامريكي من المنطقة.

كان حاسما وواضحا كالمعتاد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته بالامس خلال تأبين الشهيدين القائدين الفريق قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهم من الشهداء الذين قضوا في عملية الغدر والارهاب الامريكية قرب مطار بغداد.

نصرالله وضع نقاطا واضحة على سطور الرد واعتبر ان القصاص العادل كما سماه يكمن في طرد الجيش الامريكي من العراق كمقدمة لطرده من المنطقة. وتقول المصادر انه وعلى مدى الأيام الماضية، حاول الكثيرون التكهّن بالردّ الإيراني المنتظر على عملية إغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بغارة أميركية في العراق، لكن هؤلاء ما كانوا يتوقعون الذهاب إلى مرحلة المواجهة المباشرة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، عنوانها الواضح هو إنهاء الوجود الأميركي العسكري من جانب محور المقاومة، وهو ما أعلن عنه أمين عام ” حزب الله ” السيد حسن نصرالله ، في مقابل السعي الأميركي إلى تبديل المعادلات القائمة، بعد فشل الحروب بالوكالة والعقوبات الإقتصاديّة في تحقيق الهدف المطلوب. وتتابع المصادر أن أغلب التوقّعات كانت ترى أنّ الساحة العراقية ستكون مسرح الردّ الإيراني على التصعيد الأميركي، على قاعدة أنّ عمليّة الإغتيال حصلت في داخلها، إلا أنّ السيد نصرالله كان واضحاً بأنّ كل قوى المقاومة على مستوى المنطقة معنيّة بالردّ أو الإنتقام من عملية الإغتيال، نظراً لما يشكّله سليماني من رمزيّة على مستوى المحور بشكل عام، بعيداً عن المكانة الّتي له على المستوى الإيراني الداخلي، حيث ستكون طهران معنية بردّ منفصل من جانبها حسب كلام نصرالله وفي هذا السياق، كان أمين عام “حزب الله” واضحا بأن الجمهورية الإسلامية في إيران لن تطلب شيئاً من حلفائها وأصدقائها على مستوى المنطقة، في ردّ غير مباشر على الإنتقادات التي من المتوقع أن توجه إليه، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي أو الدولي، وبالتالي قرار تحمل مسؤوليّة الرد لا يندرج في سياق الطلب أو التمني الإيراني، إلا أنّ الأهم هو أن السيد نصرالله حدّد سقف المواجهة المفتوحة بشكل واضح وصريح: الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، الذي لا يشمل الأفراد المدنيين أو المؤسسات المدنية، في إطار هدف محدد ودقيق هو إخراج القوّات العسكريّة من المنطقة، ما يدفع إلى السؤال عن الدور الذي من الممكن أن يلعبه “حزب الله” على هذا الصعيد، وعمّا إذا كان لبنان من الممكن أن يكون مسرحاً عملانيا.

على هذا الصعيد تقول المصادر المتابعة، ينبغي التأكيد بأن هذا الهدف لا يبدو قراراً خاصاً بـ”حزب الله”، لا سيما أن البرلمان العراقي ،اقربالتصويت على قانون إلزام الحكومة بالغاء طلب المساعدة المقدّم منها إلى ” التحالف الدولي ل محاربة داعش ” والعمل على إنهاء تواجد أيّ قوّات أجنبيّة على الأراضي العراقيّة، وبالتالي الذهاب إلى إخراج القوات الأميركيّة من العراق، وهو ما يتماهى مع المواقف الإيرانيّة التي صدرت، في الساعات الماضية، لناحية أن ثمن إغتيال سليماني سيكون إخراج القوات الأميركيّة من المنطقة.إنطلاقاً من ذلك، يمكن القول أن المنطقة دخلت مرحلة المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة الأميركيّة وحلفائها من جهة والجمهوريّة الإسلامية في إيران وحلفائها، وهي لن تقتصر على الشقّ العسكري أو الأمني فقط، بل ستشمل النواحي السّياسية والإقتصاديّة في مختلف بلدان المنطقة، لا سيما في العراق ولبنان، حيث المواجهة كانت قد بدأت قبل أشهر عبر سياسة العقوبات التي عمدت واشنطن إلى تشديدها على نحو غير مسبوق، الأمر الذي من المتوقع أن يكون له تداعيات كبيرة في الأيام المقبلة.

وترى المصادر انه على المستوى الأميركي، يبدو إدارة ترامب تدرك جيداً حجم التداعيات التي ستترتب على الخطوة التي أقدمت عليها، بدليل تأكيد وزير الخارجية مايك بومبيو ، في أكثر من مناسبة، إستعداد بلاده لهاورغبتها في متابعة عملها في العراق، بالتزامن مع تضامن للكيان إلاسرائيلي الواضح عبّرت عنه العديد من الشخصيّات السياسية والعسكريّة في الكيان الغاصب في مقابل سعي أوروبي وعربي للحدّ منها، بدليل الرسالة التي نقلها الملك الأردني عبدالله الثاني إلى الرئيس العراقي برهم صالح ، والتي تدعو إلى تجنيب المنطقة أيّ تهديد بعد إغتيال سليماني.

في المحصّلة، بات من الواضح أنّالأيام أو الأشهر المقبلة لن تكون سهلة، خصوصاً في العراق الذي سيكون مسرح المواجهة الأساسي، كما يرى البعض لكنّ الأكيد بعد خطاب أمين عام “حزب الله” أنّ باقي الإحتمالات مفتوحة، فهل وضع السيد نصرالله نقاط رد المقاومة على سطور انتشار الجيش الامريكي ونقطة على السطر. ؟

العالم

قد يعجبك ايضا