الجبهة السياسية الموحدة ضرورة وطنية لمواجهة العدوان
حسن الوريث
ينفق النظام السعودي المليارات في عدوانه الهمجي على اليمن سواء من ناحية شراء الأسلحة الحديثة أو من ناحية شراء الذمم والمواقف الدولية وأيضاً شراء المرتزقة في الداخل وهذا كله يتطلب أن تكون الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان قوية ومتينة على مختلف الصعد العسكرية والسياسية والإعلامية والاجتماعية وغيرها ولن يكون هناك جبهة داخلية قوية ما لم يكن هناك حكومة وهيئات تدير الأمور في البلاد وتعمل على توحيد كل تلك الجهود والجبهات.
تحدث الكثير من الناس من الإعلاميين والصحفيين والسياسيين وحتى المواطنين يتحدثون دوماً ويؤكدون ضرورة تشكيل حكومة يمنية من الأطراف الوطنية التي تواجه العدوان حتى تتحمل المسؤولية وتعمل على إفشال مخططات الأعداء الذين يراهنون على وجود الفراغ في هيئات ومؤسسات الدولية ويتشدقون بما يسمونه الحكومة الشرعية التي يتسولون بها مواقف مختلف الدول والمنظمات وهم أول من يعرف أن هذه الحكومة التي يطلقون عليها لقب الشرعية فاقدة للشرعية ولكل شيء حتى أنها لا تستطيع أن تكون متواجدة في أي منطقة على الأرض اليمنية لكنهم يستغلون عدم توافق الأطراف الوطنية في تشكيل حكومة ويستمرون في مهمتهم ونحن بالتأكيد نتيح لهم الفرصة ونمنحها لهم على طبق من ذهب.
أنا شخصياً تحدث أكثر من مرة وطالبت مراراً وتكراراً بضرورة أن تعمل كل الأطراف الوطنية التي تقف في مواجهة العدوان على تشكيل حكومة وطنية بدء من التوافق على مجلس رئاسة والذي بدوره يختار حكومة من الكفاءات تدير أمور البلاد في هذه المرحلة الصعبة التي تتطلب تضافر الجهود من قبل الجميع في خدمة الوطن وفي المقدمة مواجهة العدوان السعودي ومرتزقته الذين يستغلون هذا الفراغ في تحقيق مراميهم وأهدافهم وكنت من الذين طالبوا بتشكيل الحكومة وملء الفراغ عقب فشل مشاورات جنيف واحد وقلت بعد فشل جنيف الحل في صنعاء وبالفعل فالحل لن يكون إلا في صنعاء ومن صنعاء وليس من أي عاصمة غيرها ويجب على كافة الأحزاب والأطراف الوطنية أن تعي ذلك وأن تعمل على إيجاد الحل ولن يكون الحل إلا بتوافقها وتشكيل جبهة سياسية واجتماعية عريضة متينة وقوية وهذا يتطلب أيضا تنازلات من قبل الجميع وفي المقدمة أنصار الله والمؤتمر باعتبارهما أكبر الأطراف والمكونات السياسية والاجتماعية في البلاد وتقع على عاتقهما المسئولية الكبرى ولأنهما من يقود المواجهة للعدوان ومرتزقته على الأرض.
ومن هذا المنطلق فهما من يجب عليهما أن يقدما التنازلات من أجل الوطن وحتى يكون لما يقدمانه في مختلف الجبهات من تضحيات كبيرة وجسيمة أثراً اكبر وفعالية أقوى وليس في التنازل خسارة لأي منهما فلو أن أنصار الله تنازلوا عن الإعلان الدستوري مقابل تنازل المؤتمر عن شرعية البرلمان وإصدار إعلان دستوري مشترك وجديد منهما يحفظ لكل منهما ماء الوجه ويكون دافعاً قوياً لهما ولأنصارهما الذين يقفون في خندق المواجهة للمزيد من التلاحم ورص الصفوف لتفويت الفرصة على كل المرتزقة الذين يعملون كأيادٍ خبيثة وإجرامية للعدوان السعودي وأيضاً لتفويت الفرصة على كل من يعطي لنفسه شرعية لا أساس لها ويتحدث بإسم اليمن ويبرر قتل اليمنيين وتدمير مقدراتهم كما يفعلون ويقدمون انفسهم بأنهم وزراء ومسؤولون في تلك الحكومة التي أعتقد أنها فقدت شرعيتها بسبب أمور كثيرة لعل أهمها وأبرزها شرعنتها للعدوان ولأنها تشكلت وفقاً لاتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي وقعت عليه كل الأطراف وبمباركة اممية لكن الآن لم يتبق من تلك الأطراف سوى الإصلاح وبعض الناصريين بعض الاشتراكيين فيما بقية الأطراف الموقعة عليه لم تعد شريكة في الحكومة فاتفاق السلم لم يعد له أثر قانوني وبالتالي فإنه وفقاً للقانون والمواثيق الدولية فلا شرعية لها وعلى العالم أن ينهي فوراً التعامل معها ومع هادي الذي انتهت صلاحيته كرئيس لأنه تم الاستفتاء عليه بالتوافق لمدة معينة وتم تمديدها وانتهى التمديد كما انه قدم استقالته وهو الآن يسري عليه ما يسري على الحكومة المنتهية شرعيتها ومدتها وصلاحيتها.
يجب أن ندرك أننا نتحمل مسؤولية أمام الله وأمام الشعب لإنقاذه مما هو فيه وعلينا أن نقوم بكل ما تحتم علينا هذه المسؤولية ونقوم بتشكيل مجلس الرئاسة والحكومة وكافة الهيئات حتى نقطع الطريق على كل أولئك الذين يقتلون الشعب ويدمرونه بحجة أنهم يمتلكون الشرعية ولأننا نحن من نتواجد على الأرض ونمتلك الرصيد الكبير من الشعبية والشرعية الواقعية فلا بد من تحمل المسؤولية التاريخية والوطنية والتنازل للوصول إلى حكومة تمثل الأطراف الوطنية الموجودة في البلاد وسيجد العالم نفسه مجبراً على الاعتراف بالواقع بينما سيجد أولئك المرتزقة أنفسهم خارج اللعبة تماماً ولن يجدوا مكاناً يؤويهم سوى اليمن القلب الكبير مهما كان كما أن من اعتدى علينا سيجد نفسه مضطراً للتنازل والتفاوض معنا لأننا من يمتلك القرار وزمام الأمور ومثلما نتواجد في جبهة عسكرية واحدة لمواجهة العدوان فيجب أن نكون في جبهة سياسية واحدة موحدة لتكون المواجهة أقوى.