التصعيد في نهم وحتمية الحسم
موقع أنصار الله || مقالات ||عبدالفتاح علي البنوس
كشف متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع عن تصدي أبطال الجيش واللجان الشعبية من صد زحف واسع لقوى العدوان على مديرية نهم بمحافظة صنعاء البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء ، شارك فيه الطيران الحربي ، استمر منذ فجر الجمعة الماضية وحتى بعد المغرب في تصعيد خطير لقوى العدوان ومرتزقتهم ، بهدف تحقيق أي تقدم على الأرض بعد فشل لا يزال يلازمهم منذ قرابة الخمس سنوات ، وعلى الرغم من كثافة الزحف وحجم العدة والعتاد الذي خصص لهذا الزحف المسنود بالغطاء الجوي إلا أن إرادة الله وتأييده لأبطال الجيش واللجان الشعبية أفشل هذا الزحف ، الذي ظن المرتزقة بأنه سيكون مباغتا لأبطال الجيش واللجان الشعبية ، ولكن اليقظة والجهوزية العالية التي عليها الأبطال كانت لهم بالمرصاد ، وكالعادة عاد المرتزقة وأسيادهم بخفي حنين ، مخلفين عددا كبيرا من القتلى والجرحى ، في انتكاسة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتكاسات التي يتعرض لها المرتزقة وقوى العدوان في جبهة نهم التي ظلت وما تزال وستظل بإذن الله وتوفيقه عصية على فلول العمالة والخيانة والارتزاق وقوى العدوان.
التصعيد في نهم في هذا التوقيت يكشف عن الإصرار السعودي على التصعيد والتأزيم وعدم التعاطي بمسؤولية مع الجهود والخطوات المبذولة لتحقيق السلام في اليمن ، تلك التي تقدم بها قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى ، وتلك التي تدعي الأمم المتحدة أنها تقوم بها عبر مبعوثها إلى اليمن وبعثتها الأممية في الحديدة ، ويقطع الطريق أمام أي مشاريع أو مبادرات سلام مستقبلية ، فالعدو السعودي يسعى من خلال هذا التصعيد في نهم والتصعيد المماثل في جبهة الساحل الغربي وفي الضالع والبيضاء إلى استفزاز الجيش واللجان الشعبية وذلك بهدف قيامهم بالرد على هذا التصعيد، لإستثماره بتوصيفه على أنه يندرج ضمن سياق الرد على جريمة اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما ، لربط ذلك بإيران ، حيث تستغله أمريكا لمصلحتها وتعمل على إرسال المزيد من الجنود إلى السعودية تحت يافطة الحماية ، وتزويدها بمنظومات دفاعية جديدة لمواجهة أي ضربات جوية بواسطة الطائرات المسيرة ، وصاروخية بواسطة الصواريخ البالستية اليمنية.
حيث يظن السعودي والإماراتي والإسرائيلي والأمريكي ومن دار في فلكهم من المرتزقة بأن قيام أبطال الجيش واللجان الشعبية بتوجيه ضربات وعمليات موجعة للكيانين السعودي والإماراتي ردا على التصعيد والإجرام السعودي الإماراتي الأمريكي ، وثأرا لدماء الشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهما من الشهداء الأبرار ، يتطلب التخفي وعدم المجاهرة بذلك وأنهم من سيكيف الرد اليمني على أنه ضمن رد محور المقاومة الإسلامية ، غير مدركين بأن ذلك سيكون مدعاة فخر واعتزاز ، وأننا لن نجد أي حرج في إعلان ذلك ، وما تضمنته كلمة قائد الثورة في هذا الجانب خير شاهد على ذلك ، ولن يتردد أبطال الجيش واللجان الشعبية في توجيه الضربة تلو الأخرى وتنفيذ العمليات الواحدة تلو الأخرى ضد قوى العدوان ومرتزقتهم ، للثأر لدماء الشهداء الأبرار الصماد وسليماني والمهندس والمداني ورفاقهم في درب الشهادة.
بالمختصر المفيد، تصعيد قوى العدوان والمرتزقة في جبهات ظلت نائمة لعدة أشهر كما هو الحال في نهم والضالع والبيضاء وتواصل الخروقات في الساحل يشير إلى تدشين قوى العدوان ومرتزقتهم مرحلة جديدة من المواجهات وهو ما يحتم على القيادة السياسية والثورية العمل على إعطاء الضوء الأخضر لأبطال الجيش واللجان الشعبية ومختلف الوحدات العسكرية بتوجيه ضربات قاصمة للمرتزقة في تلكم الجبهات ، بهدف حسمها عسكريا وتأمينها من الزحوفات الغادرة التي تتكرر بين الفينة والأخرى ، نريد عمليات نوعية تجتمع فيها وحدات سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية والدفاع الجوي والمدفعية وسلاح الهندسة والمشاة ، تثمر عن سحق لقطيع المرتزقة وفلول العمالة والخيانة ، ليتفرغ الجميع بعد ذلك للعدو الخارجي ، ويحظى بالرد الذي يليق به ، الرد الكفيل بتأديبه وكسر شوكته وتمريغ سمعته في الوحل ، وتجعله يدفع ثمن حماقاته وجرائمه التي لم ولن تسقط بالتقادم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.