عودة السفراء وتصعيد الحقراء

‏موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس

سياسياً تمثل عودة سفراء فرنسا وهولندا والاتحاد الأوربي إلى العاصمة صنعاء مطلع هذا الأسبوع لممارسة مهامهم الدبلوماسية انتصارا للسياسة اليمنية للقيادتين الثورية والسياسية ، وللدبلوماسية اليمنية التي تمثلها وزارة الخارجية اليمنية التابعة لحكومة الانقاذ الوطني الممثلة للإرادة الشعبية وللشرعية اليمنية الحقيقية ، شرعية صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية ، عاصمة الحرية والاستقلال والسيادة ، عاصمة كل اليمنيين الشرفاء من تخوم صرفيت المهرة المقاومة لقوى الغزو والاحتلال إلى أقاصي صعدة الصمود والبطولة والتضحية والفداء .

حالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها العاصمة صنعاء والمناطق التابعة لسلطة المجلس السياسي الأعلى منطقيا قد تكون السبب وراء عودة السفراء الثلاثة مع طواقمهم ، وخصوصا في ظل عدم الاستقرار وحالة الفوضى والانفلات الأمني التي عليها عدن وبقية المحافظات الواقعة تحت سلطة قوى الغزو والاحتلال ومرتزقتهم ، ولكن ما يثير التساؤل هنا هو لماذا عودتهم في هذا التوقيت بالذات ؟! هل لديهم أجندة خاصة بهم ؟! هل يحملون مبادرة لحل الأزمة اليمنية من شأنها ايقاف العدوان ورفع الحصار ؟!! أم أن لديهم مهام وأنشطة داعمة ومساندة للعدوان من بينها نشر الفوضى وتأليب الشارع على المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ وأنصار الله والجيش واللجان الشعبية ، كما هو حال السفير البريطاني في طهران ؟!!

لقد تزامنت عودتهم مع عودة تصعيد قوى العدوان ومرتزقتهم في عدد من الجبهات وخصوصاً تلك التي كانت مغلقة لمليشيات حزب الإصلاح في مثلث (نهم – مأرب – الجوف) ، فيا ترى ما هو الرابط بين العودتين ؟!! وهل هناك تنسيق أو ترتيب مسبق بينهما ؟!! كلنا نعلم بأن دول الاتحاد الأوروبي مؤيدة للعدوان ، بل وشريكة فيه من خلال تزويدها للسعودية والإمارات بمختلف أنواع الأسلحة والعتاد العسكري ، علاوة على مواقفها المنحازة لقوى العدوان داخل مجلس الأمن وفي مختلف المحافل الدولية ، وهو ما يولد لدينا الكثير من المخاوف جراء هذه العودة والتي يبدو من ظاهرها بأنه لا خير لليمن واليمنيين فيها ، إلا في حال لمسنا خطوات وتحركات جادة تصب في جانب ايقاف العدوان ورفع الحصار ، ولكي نقتنع بذلك على السفراء العائدين اقناع من يمثلونهم بإيقاف مد قوى العدوان على بلادنا بالسلاح ، من باب إثبات حسن النوايا.

نحن مع عودة كل السفراء وفتح كافة السفارات العربية والأجنبية في العاصمة صنعاء، وخصوصا أنها من اتخذت قرار المغادرة ، وهذه مسألة طبيعية ، ولكننا في حالة عدوان وحرب وحصار ، ونتعرض لمؤامرة كبرى ، وعليه فإن هذه السفارات ملزمة باحترام النظام والقانون والتقيد بالمهام الدبلوماسية المنوطة بها ، وعدم إقحام نفسها في الشؤون الداخلية اليمنية ، أو ادعاء الوصاية على الشعب اليمني ، أو القيام بأعمال تحريضية من شأنها نشر الفوضى وإقلاق الأمن والسكينة العامة .

بالمختصر المفيد.. لا تفريط بالسيادة الوطنية ، ولا قبول بأي وصاية خارجية ، ولن يُسمح بأي تجاوز للقوانين واللوائح والمهام الدبلوماسية لأي سفارة أو قنصلية داخل الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء ، سنواجه التصعيد بالتصعيد ، وسنرد بكل قوة على الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة لقوى العدوان ومرتزقتهم ، سنرد على الزحوفات وقصف الطائرات وحصار الموانئ والمطارات ، وسنكون بالمرصاد لغلمان السعودية وبعران الإمارات ، سنفعل كل الخيارات ، وسنواصل إسناد ورفد الجبهات ، وسنعانق الانتصارات ، ولن يحصد الغزاة والمحتلون والمرتزقة سوى الخيبات ، وسيُرينا الله فيهم الكثير من الآيات ، وستكون راية اليمن واليمنيين هي الخفاقة فوق كل الرايات ، بمشيئة وتأييد وتوفيق رب الأرض والسماوات ، وعلى الباغي تدور الدوائر في كل الاتجاهات .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم .

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com