«صفقة القرن»: اليمن المحاصَر ينتصر لفلسطين

|| صحافة ||

كعادته عند كلّ استحقاق، لم يتأخّر اليمن عن قول كلمته. سريعاً، خرج أبناؤه إلى ساحات العاصمة صنعاء التي ألفت أقدامهم، ليعلنوا، وسط غابة الصمت العربية والإسلامية، رفضهم «صفقة القرن»، وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني في وجه محاولة متجدّدة، هي الأكثر خبثاً، لتصفية قضيّته.

على رغم استمرار العدوان والحصار اللذين يقتربان من دخول عامهما الخامس، لا يجد اليمنيون بدّاً من إعلاء صوتهم كلّما تعلّق الأمر بفلسطين، ذلك أن «وقوفنا إلى جانبها واجب لا منّة لنا فيه»، كما أكّد عضو «المجلس السياسي الأعلى» محمد علي الحوثي.

يجتمع الفلسطينيون اليوم على رفض صفقة تستهين بأدنى حقوقهم، مؤكدين استعدادهم لمواجهتها باللحم الحيّ مثلما فعلوا ولا يزالون منذ عقود.

موقفٌ لا يبدو مستغرباً أن يأتيهم المَدَد – ولو المعنوي – فيه من اليمن، حيث ترتسم ملحمة جديدة في وجه تحالف جنّد كلّ طاقاته لكسر الفقراء، ولم يتوانَ في المقابل عن تأدية ما أوجبه عليه دونالد ترامب في بازار «صفقة القرن». هكذا، تصير المعادلة: «من غزة إلى صنعاء، دم واحد ومصير مشترك في مواجهة أعداء الأمة»، مثلما عبّر عنها عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي»، خالد البطش، في كلمة لافتة وجّهها إلى المتظاهرين أمس في صنعاء، إلى جانب أخرى لعضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، محمود الزهار.

وقال الزهار إن «اليمن لم يحتلّه محتلّ، وكلّ مَن دخله دُمّر، واليمنيون اليوم يرفعون أصواتهم في وجه صفقة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب» على رغم الحرب، مضيفاً: «نحن اليوم في لحظة فارقة تمسّ بمقدّساتنا، والخونة والمتآمرون يسمّون القدس اليوم عاصمة إسرائيل».

ورأى أن «مشهد اليمن اليوم هو شهادة لله تعالى أنكم أبرياء من الصهيونية العربية الملتصقة بالصهيونية اليهودية… نعد الله والشعب اليمني أننا لن نترك بندقيتنا حتى نصلّي في المسجد الأقصى»، متابعاً: «بعد الله تعالى، سنشكر اليمن السعيد العظيم عندما تحين ساعة الانتصار والتحرير». أما البطش، فخاطب المتظاهرين، بعدما توجّه إليهم التحية، بالقول: «نعتزّ ونفتخر بالشعب اليمني، ونرى في صنعاء صور النصر القريب التي أخبرنا بها الإسلام».

واعتبر أن «الجاهلية المعاصرة بقيادة ترامب تحاول القضاء على فلسطين، (لكن) أرض فلسطين ليست للبيع أو للمتاجرة ولا للمزايدة التجارية في البيت الأبيض»، داعياً «شعوب قادة الدول التي حضرت إعلان صفقة ترامب إلى التبرؤ منهم والوقوف معنا».

 

الاخبار اللبنانية

قد يعجبك ايضا