وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

الصلاة في البداية هي: وقوف بين يدي الله، ذِكرٌ لله، {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (طه14) ألم يقل الله لموسى هكذا؟ {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} ذكر الله، وأنت تذكره بلسانك، وذكره في مشاعرك، في قلبك، تتذكر الله في نفسك، وتذكر الله. حتى ذكر الله باللسان هو من أجل أن تتذكر الله في نفسك.

الإنسان إذا ما ذكر الله، وكان دائمًا متعودًا على أن يذكر الله، يسبّحه، ويكبره، وله أوراد معينة يذكر الله. هذه تساعد على أن يتذكر الله في نفسه، وهذا هو الشيء المهم، تذكُّر الله في نفسي يدفعني إلى ماذا؟ إلى الالتزام بهديه، وإلى الابتعاد عما نهاني عنه. فالصلاة في البداية تعطي هذه.

لها إيحاءاتها، لها إشاراتها فيما يتعلق ببقية الأشياء، الإنسان في هذه الدنيا، الإنسان في الدنيا يحتاج، سواء في مجال حياته، في مجال معيشته، أو في مجال هدايته؛ لأن الدنيا ميدان مفتوح، فيها شياطين الإنس، وفيها شياطين الجن، فيها المضلين، فيها الطواغيت، فيها أشياء كثيرة تعترض الإنسان، وتدفعه إلى الضلال، وأنت لا يمكن أن تضع لنفسك برنامجًا تحدد فيه أنك مهتدي، ولا تحتاج إلى الله.

الإنسان يحتاج إلى الله دائمًا في أن يهديه؛ ولهذا جاء في القرآن الكريم تعليم للمؤمنين بأنهم دائمًا يدعون الله أن يثبت أقدامهم، وأن لا يزغ قلوبهم، وأن يهديهم، وأن يعلمهم. ألم ترد هذه في القرآن كثيرًا: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران8).

عندما أصلي، أذكار الصلاة، أذكار الصلاة نفسها، بدءًا من التكبير، أليس التكبير تعظيمًا لله سبحانه وتعالى؟ وشهادة بأنه أكبر من كل ما حولي، ومن كل ما هو سواه، [الله أكبر] الله وحده هو أكبر من كل كبير، فأنا باعتباري عبد لله سبحانه وتعالى أرسخ في نفسي، في مشاعري: أن الله أكبر من كل ما سواه.

كل من في هذه الدنيا، أليس الطواغيت يحاولون أن يجعلوا أنفسهم كبارًا أمامنا؟ أليس أصحاب رؤوس الأموال يحاولون أن يجعلوا أنفسهم كبارًا أمامنا؟ لكن أنت إذا ما كنت مرتبطًا بالله سبحانه وتعالى، وتفهم ماذا تعني عندما تقول: [الله أكبر] ستجد كل ما سواه صغيرًا، من يرغبك بشيء سوى الله تجد ما يمكن أن يقدمه لك صغيرًا، صغير من صغير؛ لأن ما وعدني الله به، وهو الأكبر من كل كبير، فهو بالطبع سيكون أكبر مما سيقدمه لي أي طرف آخر.

ما يهددني به كبير من كبار الدنيا فيجعل نفسه كبيرًا، ويهددني، ويتوعدني، هو صغير من صغير أمام الوعيد الشديد الذي توعدني به الله الكبير، الذي هو أكبر. أليست الجنة نعيم أعظم من أي شيء في الدنيا؟ لأنها نعيم من؟ نعيم من أقول فيه أنه أكبر، الله أكبر، نعيمه هو أكبر من كل نعيم، أليست جهنم هي أشد من كل عذاب يمتلكه الجن، والإنس؟ جهنم أوصافها عذاب أرقى وأشد وأفضع من أي عذاب لدى أي إنسان في الدنيا، من طواغيت الدنيا.

فمن يقول لك من منطلق أنه يرحمك: لا تقف هذا الموقف، لا تدخل في هذا، ستجلب على نفسك المشاكل، وستخسر حقك، وبا.. وبا.. تذكَّر {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}، تذكر أن رب العالمين هو الرحمن الرحيم، وأنه عندما يقول لي: أعمل كذا، هو ما يزال رحيم بي، وأن من رحمته بي أن وجهني إلى أن أعمل هكذا.

 

من هدي القرآن

وأقم الصلاة لذكري

#ألقاها_السيد_حسين _بدر_الدين_الحوثي

بتاريخ: 1423هـ

اليمن – صعدة

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

قد يعجبك ايضا