السيد نصر الله عن الشهيد سليماني: كان الرجل الحاضر في الأيام الصعبة

|| أخبار عربية ودولية ||

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مقابلة بمناسبة أربعينية الشهيد الفريق قاسم سليماني أنه “عندما التقينا به في الساعة الأولى شعرنا وكأننا نعرفه منذ عشرات  السنين وهو يعرفنا منذ عشرات السنين”، ولفت الى أن “شخصية الشهيد قاسم شخصية جامعة”، وأضاف “لم نكن نشعر أننا نجلس فقط مع جنرال متخصص في الشأن العسكري، وإنما كان يفهم بشكل عميق وقوي بالمسائل السياسية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى المسائل العسكرية والأمنية وأمور أخرى

 ولفت الى علاقة الحاج قاسم بالاخوة في العمل الجهادي، وقال سماحته إن “الثقة المتبادلة والصداقة والأخوة والمحبة وأيضًا الإخلاص الذي كان يتصف به الحاج قاسم ويتصف به الحاج عماد مغنية وبقية الإخوة الذين استشهدوا أو ما زالوا على قيد الحياة من إخواننا، كلها كانت تبشر منذ الأيام الأولى أننا سنكون أمام تجربة ممتازة جدًا ورائعة وقوية، وستعطي دفعًا لعمل المقاومة“.

 ونوّه الى العلاقة المميزة التي كانت تربط الشهيد قاسم بالشهيد مغنية، وقال السيد نصر الله “كانت علاقة ود ومحبة، حيث إنهما أصبحا كأخوين وصديقين، ونشأت بينهما علاقة بيتية“.

 وحول “مدرسة الحاج قاسم”، قال سماحته “تتميز بأنه يذهب إلى الميدان مباشرة ويستمع إلى المقاتلين والمجاهدين”، وأشار الى أن لهذا الأمر “حسنات كبيرة جدًا في الإدارة والقيادة“.

وأضاف “في محاربة داعش في سوريا والعراق كان يمشي في الخطوط الأمامية على عكس ما يفعله الجنرالات عادة“.

 وأشار السيد نصر الله إلى أن “الحاج قاسم كان يعمل لساعات طويلة، ففي بعض المرات كان يعمل مثلًا ولديه ألم في أضراسه، وكان الرجل الحاضر في الأيام الصعبة“.

وفيما يلي تفاصيل الجزء الأول من اللقاء:

 س- أتقدم لكم بالشكر الجزيل على ما تفضلتم به من وقت لبرنامجنا مع كثرة الملفات الداخلية الملقاة على عاتقكم، فأنتم تقدمون لنا وقتًا إضافيًا .. أعلم أن المسألة تعود إلى المكانة الخاصة التي كانت تربطكم بالشهيد قاسم سليماني، نسأل الله أن يمكننا من أداء جزء من حقه في هذه الحلقة.. كمقدمة وكسؤال أول نتمنى منكم توضيح العلاقة التاريخية التي ربطت الحرس الثوري بتشكيل حزب الله.

 ج- بسم الله الرحمن الرحيم .. على أثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ميلادي، من المعروف تاريخيًا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دخل إلى جنوب لبنان وإلى جزء من البقاع اللبنانية وصولًا إلى العاصمة بيروت، واحتل العاصمة واحتل الضواحي أيضاً، في ذلك الوقت سماحة الإمام الخميني قدس سره الشريف أعطى توجيهات بإرسال قوات إيرانية إلى المنطقة لمساعدة السوريين واللبنانيين على مواجهة الاجتياح “الإسرائيلي”، وأنا أذكر في ذلك الوقت جاء وفد مشترك من قيادة الحرس، يعني “سباه باسداران إنقلاب إسلامي” ومن قيادة الجيش “أرتش جمهوري إسلامي”، والتقوا مع القيادة السورية، وعلى أثرها جاءت بعض القوات الإيرانية إلى المنطقة، في ذلك الحين توقف تقدم الاجتياح الإسرائيلي عند نقطة معينة، لأنه كانت هناك خشية من أن يقوموا باحتلال كل لبنان أو أن يحصل قتال مع سوريا، هذا الأمر توقف، وبالتالي أصبحنا أمام واقع جديد، إسمه أرض لبنانية محتلة، تقريبًا ما يقارب نصف المساحة اللبنانية، في ذلك الحين مهمة القوات الإيرانية التي جاءت تم تبديلها، من قوة سوف تذهب إلى القتال للدفاع عن بقية لبنان وعن سوريا، إلى قوة مهمتها مساعدة اللبنانيين لتأسيس مقاومة محلية لبنانية من اللبنانيين أنفسهم لمقاتلة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبناء على تبديل المهمة الذي حصل أنه عاد جزء كبير من القوات الإيرانية إلى إيران، باعتبار أن الجبهة في إيران كانت مشتعلة، أي في حرب السنوات الثماني، وبقي جزء من القوات هنا، والذين بقوا هم الإخوة الحرس، يعني من الجيش وبقية القوات الأخرى رجعوا إلى إيران، وبقي الحرس هنا، وكان لهم تواجد في سوريا وتواجد في منطقة بعلبك الهرمل، لأن هذه المنطقة كانت خارج دائرة الاحتلال الإسرائيلي، منذ ذلك الحين نشأت العلاقة المباشرة بين الإخوة في الحرس والعلماء والشباب اللبنانيين، وفي مقدمتهم كان مثلا الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه، والشهيد الحاج عماد مغنية رضوان الله تعالى عليه، وإخوة آخرون، بدأت العلاقة منذ ذلك الحين على قاعدة العمل لتشكيل وإيجاد مجموعات مقاومة في كل لبنان لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي للبنان، هذه هي بداية العلاقة واستمرت منذ ذلك اليوم إلى الآن، مازالت هذه العلاقة قائمة ومستمرة، طبعًا في البداية لم يكن في تشكيل الحرس شيء اسمه “قوة القدس”، لاحقا ولربما بعد انتهاء الحرب المفروضة على إيران، على الجمهورية الإسلامية، سماحة الإمام قدس سره الشريف أصدر قرارا بتشكيل قوى في داخل الحرس، من جملتها قوة القدس، فأصبحت الجهة التي نتصل معها ونتواصل وننسق ونتعاون هي قوة القدس، وهذا الواقع هو ما زال قائما حتى الآن.

 س-نحن نعلم أن الشهيد قاسم سليماني تسلم قيادة فيلق القدس عام 1998، هل تتذكرون أول لقاء معه؟ متى قابلتم الشهيد قاسم سليماني؟ وماذا تستذكرون من ذلك اللقاء؟

 ج-أول مرة التقينا كان في لبنان، يعني بعد تعيينه قائدًا لقوة القدس جاء إلى لبنان والتقينا هنا في جلسة تعريف، أنتم تقولون “المعارفة”، في جلسة معارفة بيننا وبينهم، وأنا لم أكن أعرف الحاج قاسم قبل ذلك، يعني لم نكن قد التقينا، لأن فيما سبق هذا الزمان الحاج قاسم إما كان في الجبهة في إيران، في جبهات الحرب، أو بعد ذلك كان يتولى مسؤوليات في محافظة كرمان أو سيستان وبلوجستان أو ما شاكل، حتى عندما كنا نذهب إلى طهران ونلتقي بالمسؤولين ما كنا قد التقينا سابقا، يعني لا توجد معرفة سابقة، وكان أول لقاء هنا في بيروت، وعرفنا أنه أصبح المسؤول الجديد لقوة القدس بعد تعيينه من قبل الإمام الخامئني دام ظله الشريف، وأنه سوف يتحمل هذه المسؤولية من الآن فصاعدا. منذ الجسلة الأولى التي أنا كنت موجودا فيها وعدد من الإخوة، عادة عندما أذكر الأسماء أذكر أسماء الشهداء، الأحياء لا نذكر أسماءهم الآن، فكان في ذلك اللقاء الأول الحاج عماد رحمة الله عليه، والسيد مصطفى بدرالدين رحمة الله عليه، وإخوة آخرون مازالوا على قيد الحياة الحمدلله، ومن اللقاء الأول في الحقيقة شعرنا بانسجام نفسي وفكري وروحي، ومن الساعة الأولى وكأننا نحن نعرف الحاج قاسم منذ العشرات من السنين وهو يعرفنا منذ عشرات السنين، فجنابك تعرف أن الانطباع الأول من اللقاء الأول يؤثر في مسار العلاقة، الانطباع الأول من اللقاء الأول من الساعة الأولى بين الحاج قاسم وبين الإخوة المسؤولين والقيادات في حزب الله، سواء الجهاديين أو السياسيين، أعطى هذا الانطباع الجيد والإيجابي والتفاعل، وبدأت العلاقة منذ ذلك الحين مع شخص الحاج قاسم واستمرت لحين شهادته.

 س- بعد تسلم الحاج قاسم منصب قيادة فيلق القدس شهدنا تسلم الحاج عماد مغنية لمنصب المعاون الجهادي في حزب الله، هل كان هذا صدفة أو أمراً مدبرا؟ يعني هل أنتم تعمدتم تسليم هذه المسؤولية للشهيد مغنية للعمل بجانب الحاج قاسم؟

 ج- لا.. لا توجد علاقة بهذا الأمر، هذا كان ترتيب داخلي في حزب الله على كل حال، يعني سواء كان الحاج قاسم هو قائد قوة القدس أو كان شخص آخر فذلك التدبير كان شأناً داخلياً في ترتيبات إدارة العمل الجهادي في حزب الله، لأنه قبل ذلك نحن كان لدينا مركزيتان، مركزية تدير العمل العسكري ومركزية تدير العمل الأمني، وكلاهما كان متصلاً بالأمين العام لحزب الله، مع الوقت بدأنا نحتاج إلى توسيع العمل أكثر، وهذا يعني أن يكون هناك شخص بصفة المعاون الجهادي يدير هذه التشكيلات الواسعة ويساعد الأمين العام في إدارتها، ففي ذلك الحين تم الاتفاق على أن يكون الأخ الحاج عماد هو المعاون الجهادي، لكن هذا جاء بالصدفة، لم يكن أمراً مدبراً أو مخططاً، وبالصدفة تزامن مع تولي الأخ الحاج قاسم لمسؤولية قوة القدس، طبعا هذه الفكرة نحن كنا قد درسناها سويا أنا والحاج قاسم والإخوة، أننا سنلجأ إلى هذا الشكل في الإدارة، وهو كان من الذين يشجعون القيام بخطوة من قبيلها.

 س- لقد كانت للحاج قاسم تجرية عسكرية كبيرة، إذ كان قائد فرقة، وكانت له تجربة واسعة في الحرب، بينما كان الشهيد عماد مغنية رجلا أمنياً، ألم تتخوفوا من وجود هذين الشخصين بجانب بعضهما البعض؟

 ج- لا، على الإطلاق، أولا لأنه إذا تكلمنا عن الحاج عماد فهو صحيح أن عمله العام كان عملا أمنيا، ولكن هو أيضا كان في قلب العمل العسكري، وعمل المقاومة في لبنان إلى سنة 2000 بشكل عام كان يعتمد على شكل حرب العصابات، وهنا يحتاج إلى قوى أمنية، حتى يتمكن من القيام بحرب العصابات، من سنة 1982 إلى 2000 لم تكن حربا عسكرية كلاسيكية، من جهة أخرى مع الوقت سريعا تبين من شخصية الأخ الحاج قاسم أنه ليس فقط قائد عسكري وإنما يفهم بشكل عميق وقوي في المسائل الأمنية، فهو أيضا “أمني” بالمعنى الأمني، وأيضا في المسائل السياسية له فهم كبير ومهم جدا، وفي الحقيقة نحن إن شاء الله في وسط الكلام سنفصل في هذا، نحن أمام الحاج قاسم كنا أمام شخصية جامعة، يعني لم نكن نشعر أننا نجلس فقط مع جنرال متخصص في الشأن العسكري، و إنما كان يفهم بشكل عميق وقوي بالمسائل السياسية والاقتصادية الثقافية، إضافة إلى المسائل العسكرية والأمنية وأمور أخرى، كانت له هذه الجامعية، إضافة إلى ذلك العلاقة الأخوية والشخصية التي نشأت بينه وبين الأخ الحاج عماد مغنية وبقية الإخوة المسؤولين أيضا في العمل الجهادي، وسريعا أصبحت هناك علاقة صداقة ومودة ومحبة وإخوة، هذا النوع من العلاقات يساعد كثيرا على توحيد الأفكار والرؤى، وعلى التعاون وتجاوز أي مشكلات أو اختلاف في بعض التفاصيل التي قد تنشأ، إذا الثقة المتبادلة والصداقة والأخوة والمحبة وأيضا الإخلاص الذي كان يتصف به الحاج قاسم ويتصف به الحاج عماد وبقية الإخوة الذين استشهدوا أو مازالو على قيد الحياة من إخواننا، كلها كانت تبشر منذ الأيام الأولى أننا سنكون أمام تجربة ممتازة جدا ورائعة وقوية، وستعطي دفعا لعمل المقاومة، وهذا هو الذي حصل بالفعل، ولذلك لم يكن أي مكان للقلق.

س-هل كان هذان الشهيدان يعرفان بعضهما من قبل وهل لكم أن تذكروا لنا ذكريات عن لقاء حصل بين الشهيد عماد والشهيد الحاج قاسم؟

 ج- لم يكونوا يعرفون بعضهم البعض قبل تعيين الحاج قاسم في قوة القدس، يعني لا أعتقد أن أحدا من اللبنانيين كانت لديه معرفة شخصية بالحاج قاسم قبل قوة القدس، لكن بعد قوة القدس وبعد أن أصبح الحاج قاسم مسؤولاً عنها وكان يأتي كثيرا إلى لبنان، وهذه ميزة، يعني إن شاءالله نحن عندما نتكلم معا عن مدرسة الحاج قاسم أو “مكتب” الحاج قاسم فهذا جزء من مدرسته، يعني صحيح أنه قائد قوات القدس، لكنه لا يجلس في طهران، وانما يذهب إلى ساحات العمل وميادين العمل إي إلى الميدان، فهو كان يأتي إلى لبنان بشكل دائم ومتواصل، ويبقى أياما في لبنان، وبالتالي نشأت بينه وبين الإخوة علاقات صداقة شخصية، بمعزل عن العلاقة العملية، يعني هو والإخوة أصدقاء على المستوى الشخصي، هذا أيضا حصل في بقية الساحات، يعني الحاج قاسم لديه مع الإخوة السوريين والإخوة العراقيين والإخوة الفلسطينيين ومع الإخوة في بقية الساحات التي كان يعمل بها كانت له علاقات شخصية متينة وقوية مع مختلف المسؤولين، وهذه من نقاط النجاح، يعني الحضور الميداني والعلاقات الشخصية وعلاقات المودة والمحبة والاحترام والصداقة التي أقامها مع كل هؤلاء المسؤولين في كل الساحات كانت مؤثرة جدا، طبعا مع الحاج عماد كانت العلاقة أقوى بكثير، كان ما بينهما من ود ومحبة كبيرا جدا، بحيث أنهما اصبحا كأخوين وصديقين كأنهما يعرفان أحدهما الآخر قبل عشرات السنين، ونشات حتى علاقة بيتية، يعني هو يذهب إلى بيت الحاج عماد ويجلس هناك ومع عائلته وأولاده ويتعرف عليهم، هذا النوع من العلاقة، ولذلك أصبحا يتصرفان الحاج عماد والحاج قاسم تماما كصديقين قديمين، أنا في مرات عديدة عندما كنا نذهب إلى طهران كان يأتي إلى الضيافة، يعني الحاج قاسم كان يدعو بعض الأصدقاء ليحضروا لنكون سويا في جلسة أو غداء أو عشاء، فكان يأتي الشهيد أحمد كاظمي رحمة الله عليه وإخوة آخرون مازالوا على على قيد الحياة، فأنا كنت أرى طبيعة العلاقة ما بين الحاج قاسم والحاج أحمد، إلى حد علاقة شخصية قوية جدا، أستطيع القول إن العلاقة التي نشأت بين الحاج قاسم والحاج عماد هي شبيهة بتلك العلاقة الشخصية بينهما.

س-أشرتم إلى مصطلح “مدرسة الحاج قاسم سليماني”.. بأي معنى تفسرون هذا المصطلح؟ القائد أيضا أشار إلى ذلك.. فماذا يعني مصطلح “مدرسة الحاج قاسم”؟

 ج- طبعا هذا ينطلق من مدرسة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، لكن نستطيع أن نقول وفي المجال العملي وفي مجال ما تحمل الحاج قاسم من مسؤوليته يمكن أن نتحدث عن مدرسة، مدرسة بمعنى أنه قد يكون المقصود فكرة معينة أو مجموعة أفكار وثقافة معينة وطريقة عمل معينة، أضرب أمثلة: مثلا هو قائد قوة في الحرس “فرمانده نيرو توى سباه” ويستطيع أن يجلس في إيران في طهران ويقول للآخرين تعالوا إلي كل مدة ويجلس معهم ويستمع إليهم ويتابع مسائلهم بشكل طبيعي وروتيني، أو إذا يحضر إليهم أي يأتي إلى لبنان أو سورية أو العراق أو أماكن أخرى، مثلا كل ستة أشهر أو سنة مرة يذهب إلى تفقدهم، عادة هكذا قد يتصرف البعض من القادة، ولكن مدرسة الحاج قاسم تعني الذهاب إلى ساحات العمل وإلى الميدان، الذهاب إلى الآخرين، نحن منذ 1998 اي منذ بدأنا العلاقة والمعرفة بيننا وبين الحاج قاسم يعني تقريبا 20 أو 22 سنة عدد المرات التي ذهبنا إليه هي مرات قليلة، لكن دائما هو الذي كان يأتي إلينا، طبعا هذا المجيء إلى الساحة وإلى الميدان ويلتقي هنا بالإخوة ويراهم جميعا، يذهب إلى الميدان مباشرة ويستمع إلى المقاتلين والمجاهدين، هذا له حسنات كبيرة جدا في الإدارة والقيادة ،من حسناته اولا هو يعطي قوة لهؤلاء ويعبر عن احترامه لهم ومحبته أي أنا دائما اتيكم أنا في خدمتكم ..لا تأتوا ولا تزاحموا انفسكم ولا تأتوا الي الى طهران أنا آتي اليكم فهذا له تأثيرات اخلاقية ومعنوية على المسؤولين الموجودين هنا وهذا يتيح له أن يستمع لكل الاراء ووجهات النظر، وليس فقط للاشخاص الذين يذهبون اليه ويسمع اراءهم وهذا يساعده في ان تكون الفكرة لديه أوضح.

 ثالثا هذا يساعده كي يذهب الى المستويات الاخرى ،المقاتيلن الموجودين في الجبهات ورابعا يكون فكره اعمق واشمل عن الساحة التي يتحمل مسؤوليتها فهو لا يعتمد على التقارير فقط بل يذهب للميدان ويشاهد ويناقش وهذا احد معاني مكتب الحاج قاسم وهذا غير متعارف بين الجنرالات .

 

في الجبهة في ايران في الحرب القادة تذهب للميدان والمقاتلين لكن هذا معروف داخل ايران ،من جانب اخر عدم التعب والملل وهو لا يتعب ،نحن نشعر أحيانا ان الضغوط تتعبنا لكن الحاج قاسم يعمل لساعات طويلة ،ففي بعض المرات كان يعمل مثلا ولديه الم في اضراسه ،والانسان قد لا يتحمل هذا النوع من الالام فنقول له هل نأتي لك بالطبيب يقول ليس الآن بل بعد الجلسة ،اي بعد ست ساعات، هو يجلس ويتحمل الالم ويشارك في الجلسة ويتخذ قرارات وفي اخر المطاف يذهب للطبيب.

 

طاقة التحمل والصبر والتعب هذا امر خاص وانا لم اعرف شخصا يتحمل هذا كالحاج قاسم.

 

من جملة الصفات الخاصة في شخصية أنه دؤوب ويتابع بشكل دائم عمله بشكل حثيث وليس عجول وهذا جزء من طريقته ،من الممكن ان تجد شخصا قد يؤجل عمله الى وقت اخر بل هو كان حريص جدا على انجاز ما يعمل عليه ولو في فترات قصيرة.

 التواضع ايضا كان مؤثرا في نفوس المقاتلين وانت تعلم ان المقاتل في حالة القتال قد يبتلى بالتكبر وما الى ذلك لكن الحاج قاسم كان متواضعا حتى مع الناس العاديين ،وعندما نتحدث عن مكتب الحاج قاسم نتحدث عن تحمل المخاطر وهو كان دائما في الخطوط الامامية وانا كنت اختلف معه في هذه المسألة لكننا لم نستطع منعه من هذا .

 كان الرجل الحاضر في الايام الصعبة ففي حرب تموز 2006 جاء من طهران لدمشق وقال انه يريد القدوم للضاحية ونحن تعجبنا من ذلك فقدومه كان صعبا نتيجة ما تعرضنا له وصعوبة الوصول للضاحية لكنه اصر على ذلك وأتى وبقي طوال فترة الحرب.

 في محاربة داعش في سوريا والعراق كان يمشي في الخطوط الامامية على عكس ما يفعله الجنرالات عادة ويمكننا القول ان ما يقوم به مكتب الحاج قاسم مأخوذ من مكتب الامام الخميني وتوجيهات السيد القائد وتجربة الحرب في ايران وما لها من اثار روحية ونفسية وهذا ما رأيناه في شخصية الحاج قاسم.

 س- كيف كانت اوضاع حزب الله خلال اعوام 98 و99 وكيف اسست قيادة الحاج قاسم لفيلق القدس وكيف تصفون تأثير الحاج قاسم والحاج عماد في هذ المسألة ؟

 ج- من عام 82 الى 85 حصل الانتصار الأول في لبنان عندما اجبرنا الاحتلال على الانسحاب من عدة مناطق مما عرف بالشريط الامني ومنذ 85 تطورت عمليات المقاومة بشكل كبير لكن من عام 85 الى 98 اي سنة تحمل الحاج قاسم المسؤولية في القدس كان التطور بطئء لمحدودية الامكانات العسكرية والبشرية وعندما جاء الحاج قاسم لمسؤولية القدس وتولي الحاج عماد لنفس العمل والعلاقة القوية بينهما واشرافهما على النواقص والامكانيات ايدوا عدة افكار ،وقد سعت ايران منذ البداية على تأمين امكانات كبيرة وفتحوا الباب لرفع الكفاءة البشرية ومن يعود للوثائق يجد ان اواخر التسعينات كانت فترة تطور العمليات بشكل كبير وهذا بفضل الدعم الكبير والتواصل الدائم مع الاخوان.

 س- تعلمون ان تحرير الجنوب كان بدعم شعبي، في تلك الفترة هل زار الحاج قاسم لبنان وما هي ذكرياتكم عن تلك الفترة ؟

 ج- كان يأتي دائما للبنان كل عدة اسابيع الى الضاحية وكان يأتي للجنوب الى الخطوط الامامية ونحن كنا نحاول منعه من القيام بذلك لكنه كان يزور الجنوب في كثير من الاحيان.

 س- بعد انسحاب الاحتلال من الجنوب كان لكم لقاء مع قائد الثورة الاسلامية ،ما هي ذكرياتكم عن ذلك اللقاء ؟

 ج- هي الاهم كانت قبل الانسحاب وهذا عرضته قبلا لبعض الاخوة في ايران ،فنحن قبل التحرير كنت انا والاخوة في حزب الله وبعض المسؤولين الجهاديين مثل الحاج عماد مغنية والحاج مصطفى بدر الدين ،كنا في خدمة السيد القائد وتحدثنا عن الوضع في الجنوب والجبهة مع العدو وكان تقديرنا ان الاسرائيليين لن يخرجوا من الجنوب لأنه عادة الاسرائيلي لا يخرج من ارض الا بعد اتفاقات وتعهدات أمنية ومن الصعب ان يقبلوا بالخروج تحت ضغط القتال لأنهم لو قبلوا ذلك سيكون تحولا كبيرا للوضع في المنطقة .

 في تلك الفترة كان ايهود باراك قد قال انه في حال فوزه بالانتخابات سيخرج من لبنان في شهر تموز من العام 2000 اي انه حسب الوعد الانتخابي كان يجب ان يخرج في تموز ،ونحن عندما التقينا مع السيد القائد اواخر العام 1999 قلنا اننا نستبعد خروجهم في هذا الموعد لأنه يريد التزامات امنية ومكاسب وان القيادة السورية والمسؤولين في لبنان لن يعطوه اياها فهو امام خيارين اما البقاء والتحمل واما الانسحاب بلا شروط او مكاسب وهذا سيشكل تحولا كبيرا في الصراع مع الاحتلال في المنطقة .

 في تلك الجلسة طلب منا السيد القائد ان لا نستبعد الامر بل نجعله احتمالا ونفترض على اساسه ونرتب انفسنا لتلك المرحلة بعنوان فرضية محتملة لكن في نفس اليوم ليلا كان اللقاء مع القادة الجهاديين وهم حوالي 50 شخصا وكان من المفترض ان يصلوا المغرب والعشاء مع سماحة القائد ويقبلون يده ويمشون ولم يكن من المقرر ان يلقي فيهم كلمة .عندما انتهت الصلاة والجميع يتجهزون للذهاب كانوا متأثرين أولا بالصلاة خلف السيد القائد ،وسماحة القائد طلب منهم بعد ذلك الجلوس ليتحدث معهم وهذا لم يكن مخططا له وطلب مني الترجمة للأخوة .

من جملة ما قاله السيد القائد في كلمته أننا امام انتصار كبير جدا وهو قريب جدا وهو صباحا لم يكن قد حسم موقفه سياسيا وكان له رأي أخر أمام الاخوة المسؤولين وتحدث عن احتمالات ،لكن مع العسكريين قال بأن النصر أقرب مما يظنه البعض ونظر الي وتبسم ،ثم اشار بيده اليسرى وانا لا انسى هذا المشهد وقال وأنتم “اي قادة الخطوط الامامية الخمسون الذين كانوا موجودين في الصلاة في ذلك الوقت” قال بأنكم جميعا سترون ذلك الانتصار انا كنت اترجم في تلك اللحظة وقد قلقت بصراحة لأن الاخوة اللبنانيين يدققون في كل كلمة فأن سماحة القائد يقول “انتم جميعا” ستشهدون الانتصار ،وهم في الخطوط الامامية وغدا لو استشهد بعضهم سيتحدث البعض عما قاله القائد وان هناك من استشهد ولم ير النصر وهنا كان العجيب أن جميع من كان يتحمل المسؤولية في الخطوط الامامية وبعد عدة اشهر من اللقاء معه ورغم وجود عمليات يومية في الجنوب ،عندما حصل الانتصار في 2000 كل من كان في محضر السيد القائد أي الخمسين شخصا كانوا حاضرين وشاهدوا النصر بأم اعينهم ولكن بعد مدة بعضهم قد استشهد لكن الى تلك الفترة الجميع شاهد النصر والحاج قاسم كان موجودا في ذلك اللقاء وهو من رتب كل هذه الزيارة وهذا اللقاء.

  من المفيد أن اضيف امرًا ان سماحة القائد عندما كان يقول ان “الاسرائيليين” سيخرجون دون قيد او شروط وسيكون هذا نصرا عظيما لكم، كل المحللين في منطقتنا كانوا يعتقدون شيئًا آخر وحتى داخل ايران، كان التحليل السائد ان الاحتلال لن يخرج دون تعهدات وان لم يعطوا شيئا سيبقون حتى اشعار اخر لكن سماحة القائد كان له رأي آخروكان واضحا وحاسما في هذا الامر .

س- نقدر المدة الزمنية بين الانسحاب الاسرائيلي عام 2000 وحرب 2006 بحوالي 6 سنوات في وقت نلاحظ فيه ان المقاومة قد ازدادت قدراتها خلال حرب تموز ،ما دور الحاج قاسم في هذا الأمر؟

 ج- التأثير الاكبر للحاج قاسم على هذا الامر حصل في هذه السنوات لأنه في السنتين الاوليين عندما تولى المسؤولية كان يريد معرفة الساحة اكثر ومعرفة الاشخاص وكان بحاجة لفهمها مع تفاصيلها، بعد عام 2000 كانت الفكرة أنه سنكون امام مرحلة جديدة والقتال ان حصل مع الاسرائيليين سيكون مغايرا، فهم داخل فلسطين وليسوا في لبنان والذي بقي من الاراضي اللبناني في ايدهم هو جزء صغير، فالمعركة معهم لن تعتمد على حرب عصابات بل شكل جديد بالمواجهة.

 كان واضحا للحاج قاسم والاخوة في المقاومة ان العدو سيعود للانتقام فقد غيرت هزيمتهم من نظرة الفلسيطينيين والمنطقة للاحتلال ومستقبله في المنطقة، فخروج الاحتلال بالقوة بلا شروط واتفاقات امنية لم يكن له سابقة في منطقتنا لذا اسرائيل لن تسمح بهذا التحول الاستراتيجي وسيعود لشن حرب على لبنان لسحق المقاومة، وكان علينا الاستعداد لهذا اليوم ولم نكن نعلم متى ستحصل هذه الحرب، ففي كل سنة كنا نضع احتمالها الى ان اتى العام 2006 وكنا قد تجهزنا خلال هذه المرحلة والحاج قاسم والاخوة في المقاومة كانوا مصرين منذ البداية وبعد تحرير 2000 على العمل والاستعداد للحرب المحتملة وهنا يأتي تأثير الحاج قاسم الذي فتح لنا افاقًا جديدة، فقد اصبح لدينا قوة صاروخية، ففي مواجهة عسكرية جديدة نحتاج هذا النوع من الاسلحة وهذا لم يكن سهلا لأننا نريد كفاءات علمية وصواريخ نأتي بها من اماكن بعيدة لنصبها واخفائها عن الجميع وتأسيس قوة بهذا النوع كان معقدا جدا وهذا ما توفر من خلال الحاج قاسم والحاج عماد ومن معهم.

 ايجاد هذا النوع من الصواريخ والمسيرات والاسلحة الجديدة كصواريخ الأرض _بحر التي دمرت ساعر 5 قبالة شواطئ بيروت وغيرها.

 عندما اتت 2006 كانت المقاومة جاهزة لهذا النوع من الحرب وما حصل في الحرب من انجازات يعود بعد الله عز وجل الى الاخذ بالاسباب والجهوزية التي كان للحاج قاسم فيه الدور الاول.

 من ميزات هذا الامر انه كان مؤيدا من قائد الثورة الاسلامية ومحبته وعنايته بالمقاومة في لبنان.

 س- هل تخبروننا عن دور الحاج قاسم في تلك الفترة اي العام 2006، فالظروف كانت صعبة في الضاحية في ذاك الوقت، أخبرونا عن ذكرياتكم مع الحاج قاسم في تلك الفترة ؟

 ج- مجيء الحاج قاسم نفسه كان مهما جدا فهو لم يكن ملزما بذلك وكان من الممكن أن يبقى في طهران او القدوم الى دمشق التي كانت آمنة في ذلك الوقت لمتابعة ما يجري، لكنه اتى الينا وجلسنا في اليوم الاول لوصوله وبقي لدينا عدة ايام ورغم انه اتى في وضعية خطرة وعاد لطهران لنقل المعطيات للسيد القائد والمسؤولين، عاد الينا في المرة الثانية بنفس الإصرار ومعه رسالة شفهية للسيد القائد لكنه كتبها بخط يده، وبقي لدينا الى ان انتهت الحرب وحصل وقف اطلاق النار.

 تكلم معي الحاج قاسم ومشى الى طهران لمتابعة بقية المسائل التي تحتاجها المقاومة، وهذا لم يكشف عنه في الاونة الاخيرة وهذا تم طرحه مؤخرا فقط.

 خلال وجوده معنا شكل دعما معنويا وروحيا ونفسيا في فترة ضغط شديد وهناك الكثير من المهجرين والبيوت والمدارس المدمرة والوضع الدولي ضدنا اضافة لأميركا واوروبا والبيان الذي صدر في اليوم الاول دوليا وشاركت فيه روسيا والصين كان سيئا جدا، لكن وجود الحاج قاسم شكل دعما لنا من الناحية الروحية والفكرية حتى فقد كنا نتشاور حول الخطوات التي نريد انجازها وقد وصلنا مثلا لمرحلة خلال الحرب كدنا نضرب فيها تل ابيب وهذا لم يحصل ونتيجة النقاش المستمر خلال الحرب وضعنا معادلة مضمونها ان قام العدو بقصف بيروت سنقصف تل ابيب وهذا ما فهمه العدو، والعدو خضع لهذه المعادلة.

 طبعا النقاشات كانت تجري في البداية بين الحاج قاسم والحاج عماد والاخوة ثم يأتون اليّ ففي الايام الاولى كنا سويا لكننا بعد ذلك وزعنا انفسنا كي لا يتم استهدافنا سوية مع ان الجميع كانوا عشاق شهادة لكن المسؤولية الشرعية تختلف.

 طيلة الحرب كان الحاج قاسم والحاج عماد سويا والجو العام الحاكم في نقاشاتنا كان هادئًا والجميع كان يفكر بشكل جيد والحاج قاسم يشاركنا بهذا ولم يكن يفرض هذا على احد بل كان يناقش الجميع ويعمل على اساس قبولهم او رفضهم.

 مرت علينا ايام تشاركنا فيها المشاعر بأشكالها وفي بعض المرات كان الحاج قاسم يبكي ومن معه وهناك حادثة مؤثرة اثرت بالحاج قاسم كثيرا معروفة باسم رسالة المجاهدين التي نشرت في وسائل الاعلام في ذلك الوقت وعندما تليت الرسالة في سائل الاعلام كان الناس يبكون وكانت تكرر الرسالة على الاعلام باستمرار.

 خرجت بعدها وقدمت اجابة لهذه الرسالة، والحاج قاسم كان حاضرا معنا في كل ما كنا نعيشه في تلك الفترة ويفرح ويحزن معنا وفعل كل ما كان يستطيع القيام به دون تردد.

 س- هل كنت قلقا من أن يستشهد الحاج قاسم؟

 ج- كنت قلق عليه وعلى جميع الاخوة، لأن الاسرائيليين كانوا يقصفون بشكل عشوائي ونحن لم نعطي معطيات للعدو، ولم يعلموا اين كنت انا ولا الحاج قاسم والحاج عماد لذلك لم يستطيعوا قصف اي مكان قد يتواجد فيه هؤلاء، لذلك كان القصف عشوائيًا ومن المحتمل ان يستشهد أي احد فينا، هذا الاحتمال كان موجودًا طيلة فترة الحرب لكن من حمانا هو الله عز وجل.

 س- قلتم ان الحاج قاسم سافر بين طهران وبيروت عدة مرات خلال الحرب الم ينقل اليكم رسالة من قائد الثورة خلال هذه الفترة ؟

 ج- عندما عاد من ايران كان لديه رسالة للسيد القائد، السيد القائد كان قد جمع المسؤولين الايرانيين في مدينة مشهد وتحدثوا حول الحرب وما يمكن ان تقوم به ايران تجاه المقاومة ثم طلب من الحاج قاسم كتابة المضمون التالي، ثم اتى اليّ الحاج قاسم وتلى عليّ ما قاله السيد القائد، ومن جملة ما كان في الرسالة وقد كان جديدًا في مسار الحرب، فالبعض كان يناقش سبب أخذ الاسيرين الاسرائيليين بداية وكانوا يقولون ان هذا سبب الحرب الاساسية على لبنان.

 سماحة القائد كان يقول ان عملية المقاومة الاسلامية في لبنان لطف الهي لأن اسرائيل واميركا كانتا قد خططتا لحرب على لبنان مع نهاية الصيف وبداية الخريف المقبل وكانوا يحضرون لذلك لكن عند اسر الجنديين وجدوا انفسهم امام امر واقع فبدؤوا الحرب، والفارق بين الحرب في تموز واخر الصيف ان فيها عامل المفاجأة من قبلهم لتدمير المقاومة والدخول للبنان، وعندما قمنا بأسر جنديين اخذنا عامل المفاجأة منهم وكنا جاهزين للمعركة التي كانوا يحضرون لها هم، وفي تلك الجلسة قلت للحاج قاسم أنني ان ذكرت هذا الكلام على الاعلام لن يكون لدينا دليل لكنني سأقوله بناءا على كلام السيد القائد وقمت بهذا، وبعد حديثي في ذلك الوقت قام الاستاذ محمد حسنين هيكل بإجراء مقابلة مع الجزيرة في ذلك الوقت واستدلّ وأيد هذا التحليل بالأدلة والشواهد، وقام كاتب مهم في بريطانيا بذكر هذا الامر ايضا تأييدا له فقد كان ملفتا أنه من اين اتى سماحة القائد بهذا النوع من التحليل.

 ثانيا هو الحديث عن شدة الحرب وتشبيهها بحرب الخندق عندما حوصرت المدينة وكانت صعبة على الرسول “ص” ومن معه واستشهد بآية تتحدث عن واقعة الخندق وأن القلوب ستبلغ الحناجر ونظن بالله الظنون لكننا سننتصر في النهاية وهذا كان جميلا في ذلك الوقت أمام كل التحليلات التي كانت ضدنا.

 الاهم وبحسب كلام السيد القائد اننا سنتحول الى قوة في المنطقة بعد هذا الانتصار لن يستطيع اي احد مواجهتها او القضاء عليها، وانا على سبيل المزاح قلت للحاج قاسم أنه يكفينا الانتصار لكن ما حصل اننا خرجنا منتصرين وتحولنا لقوة على مستوى المنطقة، فالكل كان ينتظر سحقنا خلال الحرب وهذا ما لم يحدث.

 س- ما هي وجهة نظر وتحليلات الحاج قاسم بعد حرب تموز، فنحن نعلم انه رجل عسكري في وقت ان ما تفضلتم به يقع في خانة المواضيع السياسية؟

 ج- الحاج قاسم كان متعدد الجوانب وعلى مستوى السياسة كان صاحب فكر وليس فقط محلل للافكار وكان مبدعا في فهمه وقراءته للافكار والحلول التي قدمها ولأنه يتابع كل ما يجري وعلى صلة بالجميع فالمعطيات لديه كانت كبيرة وعقله وابداعه كان يوصل دائمًا الى استنتاجات مهمة ،وبرأيي كان الحاج قاسم سياسيًا بأهمية جانبه العسكري فهو لم يكن يخطط للقادم من الايام بل لسنوات ومن جملة الامور التي ادخلها للمقاومة هو وضع برنامج عمل لثلاث سنوات وهذا لم يكن له وجود لدينا، وقام بتقسيم السنة لأربع فصول وتم العمل على أساسها.

 في الشأن السياسي كان يقرأ الامور بنفس الطريقة وكان الحاج قاسم يساعد فكريا دون تدخل وكان يقارب لبنان من منظار المنطقة ككل وكان يعنيه قوة المقاومة وحمايتها وأن ما يجري في لبنان لن يؤثر على المقاومة.

 س- كنت أنا شاهدا على ردة فعل الحاج قاسم عند استشهاد رفاقه الاعزاء، كيف كانت ردة فعله على استشهاد الحاج عماد والحاج ذو الفقار ؟

 ج- كان يمسك نفسه امام الاخوة لكن في الجلسات الخاصة كان يتألم جدا ويبكي بشدة لفقدهم وفي حادثة الحاج عماد كان موجودا في دمشق وكانوا سويا وذهبوا سويا للمطار وعاد الحاج عماد للبيت لكن قبل مغادرة الطائرة حصلت الحادثة فعاد الحاج قاسم وجاء الى لبنان وكان متأثرا جدا للعلاقة التي جمعته بالحاج عماد ثم كان يحمل نفسه جزأ من المسؤولية فبرأيه أنه لو لم يأت الى دمشق لم يكن للحاج عماد ان يأتي من بيروت الى دمشق ولما كان استشهد، وانا كنت احدثه بأن الامر ليس كذلك فهم كانوا ينتظرونه في دمشق سواءا اتيت ام لا وفي نهاية المطاف لا يجب ان تحمل نفسك المسؤولية ،لكن الامر دائما كان موجودا في نفسه.

 كذلك حصل مع الحاج ذو الفقار فهم كانوا في جلسة طويلة يتحدثون عن تطورات سوريا وغادر الحاج لمكان آخر وحصل في هذه الاثناء ما حصل للحاج ذو الفقار وقد حادثني الحاج قاسم تليفونيا وكان متأثرا جدا وقد كان دائم التردد لعائلة الشهيدين مع انه كثير الانشغال لكنه كان يخصص وقتا عند كل زيارة لبيروت لزيارة عوائل هؤلاء الشهداء.

س- هل لديكم اي ذكريات عن نشوب الازمة في العراق وسوريا وما المساعدة التي طلبها منكم؟

 ج- الحاج قاسم حضر شخصيا مع شخصيات من الحرس الثوري الايراني لبغداد واتصل بالعراقيين وفصائل المقاومة التي جمعته علاقة قديمة معهم وهو من نزل للميدان في البداية وحادثة طريق بغداد سامراء معروفة وكاد ان يقتل فيها الحاج قاسم ووقتها كانت الفتوى التاريخية للسيد السيستاني في موضوع الجهاد واعلان التطوع واقبال الناس للجبهات وهذا كان بحاجة لاستيعاب .

 الحاج قاسم اتى في ذلك الوقت من مطار بغداد الى دمشق ثم بيروت والضاحية ووصل الي عند الـ 12 ليلا وقال لي انه مع طلوع الفجر اريد 120 قائد عمليات من اللبنانيين، وانا استغربت ذلك في وقت متأخر ،لكنه قال أننا ان اردنا الدفاع عن الشعب العراقي ومحاربة داعش والعتبات المقدسة ليس لدينا خيار، وقال انه يريد قادة وليس مقاتلين وقد قلت في خطاب بعد ذلك ان الحاج قاسم خلال 22 سنة من علاقتنا لم يطلب منا شيئا حتى لإيران إلا في هذا المرة للعراق وبقي معي واتصلنا بالأخوة وأمنا تقريبا 60 منهم بعضهم ممن كان في سوريا والبعض ايقظناهم وجئنا بهم من بيوتهم لأن الحاج قال أنه يريد اخذهم معه بعد صلاة الفجر وهذا ما تم بالفعل وقد غادر دمشق ومعه حوالي 60 من القادة الميدانيين لحزب الله وذهب بهم للجبهات في العراق فالمقاتلين كانوا هناك ويحتاجون من يديرهم ولم يتركني الا بعد أن اخذ تعهداً مني بأن أرسل له بقية الاخوة في الايام القادمة وقد شعرت في تلك الليلة ان الدنيا كلها في عين الحاج قاسم هي العراق وكان يرى انها مصيرية وقد يقتل فيها وقد اخبرته بأنني كنت على علم من بعض الاخوة انه كان في موكب طريق سامراء بغداد وهذا خطير ، وقال أن الوقت ضيق جدا وكان عليه ان يمشي ليمشي الاخرون وان الحسابات مختلفة.

 كان متأثرا مما يجري في العراق وكان مستعدا للموت لأجل حماية العراق والعتبات المقدسة ،فلو تمكنت داعش من السيطرة على العراق هذا كان سيهدد ايران والمنطقة لكن من كان سيدفع الثمن الاول هو الشعب العراقي اولاً.

 س- متى تعرفتم على الحاج أبو مهدي وأين تم أول لقاء بينكما وهل تتذكرون شيئا عن ذلك اللقاء؟

 ج- انا تعرفت على الحاج ابو مهدي في بداية التسعينات بعد سنة 1991 _ 1992، قبل ذلك لم يكن هناك معرفة بيني وبينه وهو كان موجود في الكويت. بعد ذلك التقيت به في طهران وهو كان من القيادات الكبيرة لـ “قوات بدر” التي أصبحت فيما بعد بإسم منظمة بدر وسريعا بدأت علاقة مودة ومحبة واحترام بيننا وهو كان ايضا على علاقة جيدة مع أخواننا في لبنان ومع الأخ السيد ذو الفقار بشكل خاص ومع الحاج عماد مغنية ومع بقية الأخوة. فيما بعد هذه العلاقة تتطورت بعد أن أصبح الحاج قاسم مسؤول بقوة القدس، لأن الحاج أبو مهدي يملك موقعاً مهماً في العراق وايضا علاقته مع الحاج قاسم جيدة ونحن ايضا علاقتنا مع الحاج قاسم كانت جيدة هذا ما زاد من العلاقة والتواصل والتنسيق بيننا وبين الحاج أبو مهدي وايضا العلاقة أصبحت أقوى وأقرب في السنوات الأخيرة بسبب ما حصل في العراق يعني في مرحلة قتال “داعش” وذهاب اخواننا إلى العراق لمساعدة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة، فكان اخواننا على تواصل دائم مع الحاج أبو مهدي وهو أيضا كان يأتي إلى لبنان وقبل شهادته بثلاثة أشهر أو أقل هو كان في لبنان وفي إحدى الزيارات جاء برفقة عائلته.

 وفي اللقاء الأخير بيني وبين الحاج أبو مهدي، قبل عدة أشهر جلسنا لساعات تحدثنا عن الوضع في العراق وتقييم الساحة الميدانية والأمنية والعسكرية وكيفية تقوية الحشد الشعبي كمدافع حقيقي عن الشعب العراقي وهو كان يقول أن “داعش” انتهت عسكريا ولدينا بعض الخلايا والبؤر الامنية سوف نقضي عليها إن شاء الله ولكن أنا أخشى أن تنتهي معركة “داعش” وأنا مازلت على قيد الحياة ويضع يده على لحيته ويقول لحيتي أصبحت كلها بيضاء وراسي أيضا وأنا بعد كل هذا العمر أخشى أن أموت على الفراش فأنا أطلب منك أن تدعو لي أن الله سبحانه وتعالى يرزقني الشهادة. نحن تقليدا لسماحة السيد القائد حفظه الله عندما يطلب أحد من سماحة السيد القائد أن يدعو له بالشهادة هو لا يدعو له بتعجيل الشهادة بل يدعو أن تكون عاقبته الشهادة واحيانا يمزح ويقول أن شاء الله بعد عدة أعوام المهم أن تكون عاقبتك الشهادة، وانا قلت للحاج أبو مهدي ذلك لن أدعو لك أن يعجل الله بالشهادة بل أدعو لك أن تكون عاقبتك الشهادة وأنت ايضا تدعو لنا ولبقية أخواننا، هذا كان آخر لقاء أيضا بالحاج أبو مهدي. ومعرفتنا به هو أنسان على درجة عاليه من الإخلاص والوفاء والتدين هو إنسان مسؤول ومجاهد حقيقي وسبحان الله فيه الكثير من المواصفات المشتركة مع الحاج قاسم سليماني وهذا أحد أسباب هذه العلاقة المميزة التي كانت قائمة بينهما.

 س- أجبرت الحرب في العراق الحاج القاسم على التواجد أكثر في ميدان الحرب وكان يتواجد في الحقيقة في أي مكان ضروري في الخطوط الأمامية ورأيناه أمامنا في أوقات متعددة في عمليات استطلاعية وغيرها، الم تكن تلك الظروف خطرة على حياته لقد كان يقحم نفسه فجأة في ميدان الحرب؟

 ج- كان دائمًا في دائرة الخطر وهو كان يرفض التواجد في الأماكن الخلفية، كان يذهب إلى الامام ويريد أن يشاهد بأم العين ويقيّم بشكل مباشر ويتواصل مع المقاتلين في الصفوف الأمامية ويذهب اليهم ويتواجد معهم هو كان لديه هذه الطريقة، طبعا دائما نحن كنا نناقشه فيها هو لم يكن يفعل ذلك قط لأنه عاشق للشهادة يعني البعض كان يقول الحاج قاسم هو يريد أن يستشهد ويفتش عن قاتله ولذلك يذهب إلى هذه الأماكن، هذا غير صحيح أو في الحد الأدنى غير دقيق لأنه هو كان يعرف ايضًا ان هناك مسؤولية شرعية على عاتقه وهو لا يجوز له أن يعرض نفسه للقتل بدون طائل أو بدون فائدة.

 الحاج سليماني كان لديه رؤية. كان المعركة في العراق وفي سوريا كانت بحاجة إلى ثبات كبير وشجاعة عالية إلى صمود في جبهات القتال، هذا الأمر لا يتحقق من خلال إدارة خلفية، حضور القائد بمستوى الحاج قاسم سليماني في الجبهات أهم مافيه هو هذا التثبيت النفسي والمعنوي والروحي. كان نفس وجوده في هذه الجبهة وتلك الجبهة تعطي قوة هائلة للمقاتلين ويساعدهم على الثبات والصمود والبقاء رغم كل المخاطر والصعوبات التي كانوا يواجهونها، اضافة إلى الفوائد الأخرى التي تجعله كقائد أقرب إلى معطيات الميدان.

 لكن أعتقد وهذا ماكنت أسمعه وأناقشه به أن البعد الروحي والنفسي والعاطفي في رأيه كان على درجة عالية من الأهمية وهذا صحيح وأنت تستطيع أن ترى افلام الفيديو الموجودة الآن كيف كان يتعامل مع الشباب الموجودين في الخطوط الأمامية وفي السواتر الترابية الأمامية، عندما يأتي إليهم الحاج قاسم يعانقونه ويقبلون يده ويبكون ويحضنونه ويعاتبونه على مجيئه اليهم. هذا الأثر النفسي كان مهما جدا ولذلك ولدت ونشأت علاقة حب وود وعشق بين المقاتلين والحاج قاسم سليماني وهذا ما كان ليتحقق لو كان يديرهم من المواقع الخلفية. هذا العشق سببه الحضور المباشر في الأماكن الأمامية.

 أيضا عندما بدأت الأفلام والصور تظهر في وسائل الإعلام والتواصل الأجتماعي انا تحدثت معه قلت له هذا شيء خطير جدا وهو لم يكن يتعمد ذلك ولم يذهب إلى الخطوط الأمامية ويأتي معه بكاميرا لتصوره، لكن تعرف في كل الجبهات كانوا يصورون الحاج وينشرونها في وسائل التواصل الأجتماعي فهو كان يقول هؤلاء الشباب موجودون في الخطوط الأمامية على السواتر الأمامية ويحملون دماءهم على الأكف ومستعدون للموت فأنا أخجل أن أقول لهم لا تصوروا لأن هذا خطر عليّ.

 فكان يتركهم وأوائل الصور والأفلام التي نشرت عن الحاج قاسم سليماني لم ينشرها هو ولا قوة القدس بل فعل ذلك المقاتلون في الخطوط الأمامية الذين كانوا يصورون زيارته وتواجده بينهم وانتشرت في وسائل الإعلام، لم يكن هناك طريقًا آخر يعني وهو يقول أنا أخجل من هؤلاء الشباب المقاتلين أن أقول لهم انا أمنعكم أن تصورون لأن هذا يشكل خطرا على نفسي وهم يجلسون في مقدمة الخطر هذا كان السبب الحقيقي للحضور الإعلامي الذي لم يكن مقصودا للحاج قاسم خلال السنوات الأخيرة.

 س- هل كان لكم لقاء مشترك مع الحاج قاسم وأبو مهدي بعد هزيمة المشروع الداعشي التكفيري في سوريا والعراق ؟

 ج- نعم، كنا في لقاء مشترك وهذه الصورة هي عندنا هنا في الضاحية لكن الأخوة عملوا لها مونتاج وهم يجلسون على “كنباية” في مكتبة وكنا سويا وايضا توجد صور لنا أنا والحاج قاسم والحاج أبو مهدي في لقاء طويل وهدف اللقاء كان استعراض التطورات في العراق وما هو مطلوب منا وكيف نساعد في المرحلة المقبلة من جهة ومن جهة أخرى اذا حصلت حرب على لبنان او المنطقة ماذا يمكن للأخوة العراقيين أن يساعدوا في مواجهة هذه الحرب.

 س- متى كان أخر لقاء بينكم وبين الحاج قاسم ؟

 ج- كان يوم الأربعاء، هو استشهد سحر يوم الجمعة ويوم الأربعاء هو كان عندنا في بيروت قبل صلاة عصر يوم الأربعاء جلسنا لساعات وصلينا صلاة المغرب سويا ودّعني وذهب إلى دمشق. طبعا هو لم يكن مقررا أن يأتي إلى لبنان يعني كان قبل اسبوعين لم يكن أي حاجة الى مجيئه إلى لبنان. يوم الأثنين قبل الأربعاء قبل مجيئه الينا بيومين انا سألت أحد الأخوة المسؤولين هنا الذي كان يتواصل مع الحاج بشكل دائم، قلت له ما هي أخبار الحاج أين هو الآن في طهران في بغداد، قال انا تكلمت معه اليوم وسألته هل ستأتي إلى لبنان قال “لا أنا قبل مدة قليلة كنت عندكم وانا مشغول أريد ان أذهب إلى العراق”، ثم الثلاثاء ليلًا أتصلوا بنا وقالوا الحجي وصل إلى دمشق في آخر الليل، وسينام في دمشق، وغدًا سيأتي الى بيروت وأنا استغربت فهو قبل أسبوع أو ثلاث اسابيع كان هنا وهو مشغول في قضايا العراق الأخيرة.

 عصر يوم الأربعاء التقينا وجلسنا وأنا كان لديّ مواعيد في الليل وألغيتها. كنا نصلي سويا ونجلس إلى 6 أو 7 ساعات. قال أتيت لكي أراك وأنا ليس عندي شغل معك وليس عندي شيء أبحثه أنا قبل أسابيع كنت هنا ولذلك انا سأبقى ساعة لا أكثر نجلس سويا ونتكلم سويا وبالفعل جاء الحجي وجلسنا ولم يكن هناك موضوعاً خاصاً، انا تفاجأت انه لماذا جاء الى الضاحية وقلت له لماذا زاحمت نفسك واتيت، قال انا فقط أتيت لكي أراكم وليس لديّ أي شغل آخر وسأل عن الأوضاع والأحوال وبعض النواقص وبعض الصعوبات التي يساعد بمعالجتها بشكل شهري أحيانا فهو حلّ مشكلة 4 أشهر دفعة واحدة، وقال انتم كونوا مرتاحين ومطمأنين ولا مشكلة على الإطلاق.

 تحدثنا وكنا نمزح وكان الحاج أكثر مرة سعيدا فيها مع انه لديه هموم كثيرة في أماكن أخرى وكان يمزح كثيرا ويضحك كثيرا، وانا خفت عليه وكنت في اللقاء السابق قبل أسبوعين أو ثلاث قلت له حجي في امريكا يركزون كثيرا عليك في وسائل الاعلام وكان يوجد مجلة عندي نسخة فيها صور الحجي على الصحفة الأولى من اهم الصحف والمجلات الامريكية والمقال عنوانه الجنرال الذي لا بديل له، قلت له “بعض الأصدقاء الذين يعرفون جيدا في الولايات المتحدة الامريكية يقولون هذه المقدمات عمليات اغيتال يجب ان تكون محتاط وهو يضحك ويقول هذا جيد ويحقق امنيتي“.

 انا قلت أنت الليلة تبقى عندنا قال لا هو يريد الليلة أن يرجع الى دمشق ويريد ان يرى الأخوة في دمشق ويسافر إلى بغداد. عندما يأتي الأخوة في المكتب هم يأتون بالكاميرا ويبدأون في التصوير لكن هذه المرة الأخيرة هو قال لهم أين الكاميرا تعالوا نريد أن نتصور انا والسيد وكنا نتصور في حالات بالصلاة ووقوفا وجلوسا وهو يتوضأ ونحن لم ننشر كل هذه الصور لكن كان ملفتا جدا اصراره على الأخوة أن يأتوا بالكاميرا، وهذا كان آخر لقاء بيني وبينه، وأنا طبعا قلت له حجي أنا ارجوك لا تذهب إلى بغداد لأن الوضع ليس جيداً ومقلقاً وقال يجب أن أذهب أريد ان ألتقي برئيس الوزراء هناك وهناك رسائل مهمة نريد ان نوصلها ونسمع إليها ولا يوجد طريقا آخر.

قد يعجبك ايضا