غانم الكويت وسفلة السعودية والإمارات

موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس

في زمن العمالة والارتهان والانبطاح للصهاينة والأمريكان، زمن كشف الحقائق وتجلي المواقف بعيدا عن النفاق والمداهنة، زمن التآمر على القضية الفلسطينية، قضية كل العرب المصيرية، زمن ظهور الأدوات الرخيصة والقيادات الساقطة التي تجرَّدت من كل القيم والأخلاق والمبادئ، حتى فلسطين والقدس الشريف لم تسلم منهم ومن عمالتهم وخيانتهم، فذهبوا خلف الأمريكي والإسرائيلي في الترويج لصفقة القرن والشرعنة لها، وحشد الطاقات والإمكانيات من أجل إقناع الفلسطينيين ودول المنطقة بالموافقة عليها، والقبول بالإغراءات المالية الأمريكية التي تكفَّل مهفوف السعودية ومسخ الإمارات بدفع جزء كبير منها.

في زمن تسابق فيه حاخامات الوهابية السعودية، وأبواق النفاق والتزلف وماسحو الأحذية داخل القصور والبلاطات الملكية والدواوين الأميرية، على تسويق مضامين صفقة ترامب، والشرعنة لها، وتثبيط الشعوب العربية والإسلامية والعمل على تهيئتها لتقبل هذه المؤامرة الكبرى التي تستهدف فلسطين والقدس، من خلال أطروحاتهم وفتاواهم ومحاضراتهم وخطبهم ومواعظهم المشبَّعة بالدجل والنفاق والزيف والخداع، والتي ترى في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي والاعتراف بدولة إسرائيل من المسلمات التي لا بد منها لتحقيق السلام المزعوم وغيرها من المبررات الواهية والحجج الباطلة التي يحاولون من خلالها تصويب مواقف المهفوف السعودي محمد بن سلمان والمسخ الإماراتي محمد بن زايد والغر البحريني حمد آل خليفة وبقية رؤساء وملوك وقادة العربان الذين يصطفون خلف صفقة ترامب نزولا عند رغبة وتوجيهات وأوامر ترامب ونتنياهو.

ظهر من الكويت صوت عربي حر، جسَّد من خلاله المواقف القومية النبيلة للشعب الكويتي الشقيق، إنه صوت مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، حيث شكَّلت كلمته التي ألقاها على هامش أعمال الدورة الـ30 الطارئة للاتحاد البرلماني العربي التي استضافتها العاصمة الأردنية عمّان، والتي هاجم فيها صفقة ترامب وأكد أن فلسطين والقدس ليست للبيع ولا يمكن القبول بأي خطط أو مشاريع تآمرية تستهدفها، فقالها بكل جرأة وشجاعة ممثلا للشعوب العربية الحرة ( باسم الشعوب العربية أقول هذه صفقة القرن ومكانها مزبلة التاريخ ) ورمى بها إلى سلة المهملات، مؤكدا على أنها ولدت ميتة، ولا يمكن تمريرها، ( ولن تنفع ألف إدارة، وألف مؤسسة دعاية وإعلان في تسويقها ) وأضاف ( من يريد أن يسوِّق لتسوية سلمية عليه أن يعمل من أجل خلق شروط صحية ومتكافئة وعادلة للتفاوض سعيا لسلام حقيقي ينتهي بدولة فلسطينية كاملة الحقوق على كل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس ) وأشار إلى أن الصفقة الأمريكية ( مرفوضة من صاحب القضية نفسه (الفلسطينيين) من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كما أنها مرفوضة من العرب، قيادات وحكومات ونخبا وشعوبا، ومرفوضة إسلاميا من الرباط إلى جاكرتا، مؤكدا على القناعة الراسخة لدى الأحرار في العالم بأن (فلسطين والقدس ستعود عاجلا أم آجلا ).

هذا الموقف العربي النبيل قوبل بحملة تحريض واستهزاء من قبل الكثير من الناشطين والسياسيين السعوديين والإماراتيين والبحرينيين الذين تم تجنيدهم للدفاع عن هذه المؤامرة وتسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنه ارتكب جريمة كبرى عندما رمى بصفقة القرن إلى سلة المهملات وأعلن الموقف العربي والإسلامي المعبِّر عن إرادة الشعوب العربية والإسلامية التي تتمسك بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والرفض القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع هذا الكيان المحتل الغاصب.

بالمختصر المفيد، مرزوق الغانم بمواقفه المشرِّفة المناصرة للقضية الفلسطينية يعد امتدادا للقيادات العربية والإسلامية القومية التي تتصدَّر المشهد العربي والإسلامي والمواقف السياسية في محور المقاومة المرتبطة بفلسطين والقدس، قضية ومقدسات، وعنوانا للعزة والكرامة العربية والإسلامية التي يريد ترامب النيل منها والتعدي عليها، مقابل حصوله على دعم اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فشكرا للغانم، وللشعب الكويتي، ولكل القيادات والشعوب الحُرَّة التي وقفت ضد صفقة ترامب، ولا عزاء للعملاء المنافقين، الخونة المطبعين، أعداء القدس وفلسطين والإسلام والمسلمين.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.

 

 

 

قد يعجبك ايضا