أسرعُ الطرق لإنهاء العدوان وتحقيق السلام
|| مقالات || محمد صالح حاتم
ثلاث عمليات توازن للردع قامت بها وحدات الطيران المسيّر والمنظومة الصاروخية اليمنية، ضد أهداف في العمق السعوديّ، بدايتها عملية التاسع من رمضان باستهداف مضخات أرامكو في الدوادمي والعفيف، وحقل الشيبة، وجاءت بعدها عملية توازن الردع الثانية باستهداف منشآت بقيق وخريص في 14 سبتمبر 2019م، هذه العملية، التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، من حيثُ الإدانات والشجب والاستنكار العالمي، وتوجيه الاتّهام لإيران أنها من قامت بالقصف، ولكن دون إيجاد دليل يثبت ادّعاءاتهم.
بعد هذه العملية ومن باب الحرص على تحقيق السلام، جاءت مبادرة الرئيس المشَّاط في 21 سبتمبر 2019م بإعلان مبادرة من جانب واحد بوقف استهداف الأراضي السعوديّة بالطيران المسيّر والصواريخ البالستية، لعل وعسى تلقى آذاناً واعية، ولكن وللأسف الشديد فإنَّ هذه المبادرة قوبلت بالجحود والنكران من قبل دول تحالف العدوان وخَاصَّةً السعوديّة، التي استمرت في غيها وغطرستها وغبائها، وارتكاب المجازر والجرائم بحق اليمنيين، واستمرار فرضها للحصار الاقتصادي، الذي زاد من معاناة ملايين اليمنيين، وإغلاقها لمطار صنعاء الذي حرم مئات الآلاف من المرضى من السفر للعلاج في الخارج، وانتهاكها للقوانين الإنسانية الدولية بحق اليمنيين في المناطق التي تحتلُّها في عدن وحضرموت وشبوة وغيرها، كُـلُّ هذا دليل على حمق وغباء هذا العدو، الذي لا يعرف لغة السلام، ولا يعرف إلّا لغة القوة.
إن استخدامَ القوة تجاه نظام آل سعود هو الطريقُ الصحيحُ، والحلُّ الأمثل لإنهاء العدوان، بل إن السلام في اليمن لن يتحقّق إلّا باستمرار قصف العمق السعوديّ، وكذا الإماراتي؛ لأَنَّنا نواجه عدواً غبياً وغنياً، ولا يملك قراره السياسيّ، وإنما هو عبارة عن أدوات بيد أسيادهم الصهاينة والأمريكان، المستفيدة من استمرار الحرب والعدوان على اليمن، من خلال ارتفاع مبيعاتها من الأسلحة للسعوديّة ودول الخليج.
إن عملية توازن الردع الثالثة جاءت في وقت قياسي واستثنائي، حيثُ لا يفصلها إلّا أَيَّـام قلائل من عملية البنيان المرصوص التي حرّرت نهم وصروح وأجزاء من الجوف ومأرب، وكذا كان توقيتها قبل انتهاء العام الخامس من العدوان، وجاءت من مصدر قوة بعد دخول منظومات جديدة من الطيران المسيّر، والقوة الصاروخية، والمنظومة الدفاعية الجوية التي استطاعت إسقاط طائرة تورنيدو في محافظة الجوف بسلاح مناسب سيتم الإعلان عنه في الأيّام القادمة.
والآن الكرة في ملعب تحالف العدوان، إنَّ أرادوا السلام فاليد ممدودة للسلام الشامل الذي يضمن لليمن استقلاله وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه، وإن استمروا في كبرهم وتجبرهم فلا يوجد لدينا ما نخسره، وأن عمليات توازن الردع اليمنية ستستمر وأن بنك الأهداف الذي أعلنته القيادة العسكريّة والسياسيّة اليمنية سيتوسع أكثر، وأن كُـلّ مطارات وموانئ ومدن السعوديّة والإماراتية ومنشآتهم الاقتصادية الحيوية أصبحت أهدافاً مشروعة لقواتنا الصاروخية ووحدات الطيران المسيّر اليمنية.