غريفيث والدورُ البريطاني
موقع أنصار الله || مقالات ||حزام الأسد
دائماً ما يحاول غريفيث التواري خلفَ ستار الأمم المتحدة، لإضفاء الحياد الزائف على دوره السلبي والمشبوه، لكن ما يلبث أن يكشفَ عن الوجه البريطاني صاحب التاريخ الأسود والنزعة الاستعمارية والدور الرئيس مع أمريكا في العدوان المستمرّ منذُ خمس سنوات على الشعب اليمني؛ لمحاولة إركاعه وإخضاعه لهيمنتهم وتفكيك وتجزئة هذا البلد لصالح مشاريعهم بالمنطقة، في مسارِ خلق ما يسمى (بالشرق الأوسط الجديد) عبر الحروب وارتكاب مختلف الجرائم بحقِّ الإنسانية، وتحت مختلفِ العناوين والمبررات الكاذبة.
كان على غريفيث وهو يزور اليومَ مدينة مأرب خلسة، محاولاً إيقافَ تقدّم الجيش واللجان الشعبيّة وإنعاش معنويات من زرعتهم بلاده في ترعة الإسماعيلية بمصر عام ١٩٢٨م، ونشرت فسائلهم على المنطقة والعالم، أن يعرج قليلاً إلى الشمال من مأرب ليقفَ على ركام “التورنيدو” مفخرة بريطانيا العظمى ورسالتها للشعب اليمني، إن لم يكن يرغب بالوقوفِ على أطلال وأنقاض منازل المدنيين المدمرة، والاطلاع عن كثب على ما صنعته تورنيدو بلاده وقنابلها العنقودية بأطفال ونساء اليمن.
غريفيث الذي هرع اليوم مسرعاً إلى مأرب لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذُه من مشروع الأقلمة والتقسيم السداسي، متزعماً لمعركةٍ خاسرةٍ بالنسبة لبلاده ودول العدوان، ومصيرية بالنسبة للشعب اليمني المصمم على تحريرِ كامل ترابه ونيل استقلال قراره، كان الأحرى به كمبعوث أممي أن يتركَ هذا الدورَ لسفير أَو وزير خارجية بلاده، كما فعل ذلك سابقاً في عدن، وأن يستمرَّ هو في دورِ المؤاربة الموازي لمسار العدوان واستمرار الحصار على الشعب اليمني، الذي تسبّب بأكبر كارثة إنسانية في العالم بحسب توصيف الأمم المتحدة نفسها، عبر تغطيته وتستره على جرائمِ العدوان وإطالة أمده بالإحاطات التنظيرية المشبعة بالأكاذيب والمواعيد العرقوبية التي دائماً ما تتحدّث عن فتح مطار صنعاء الدولي والتخفيف من القيود المفروضة على دخولِ المواد الغذائية والدوائية والوقود إلى ميناء الحديدة، والتي لا تخلو كذلك من الإشادة بالدورِ السعودي والإماراتي الإنساني في اليمن!، والذي يظهر مصاديقه في أشلاء ودماء الأطفال والنساء والمدنيين تحت أنقاضِ منازلِهم وفي الأسواق والمستشفيات والمدارس وصالات العزاء والأفراح، وفي المزارع والطرقات العامة ومخيمات النازحين وحتى دور المكفوفين والمعاقين.
نحمد اللهَ تعالى على نعمةِ القيادة الحكيمة والمشروع القرآني وعلى استقلالِ القرار، وإلا لكنا اليوم معولين كغيرنا على هذه المخلوقات المتلونة وعلى السراب الأممي الزائف.