كورونا وإعلانُ وقف إطلاق النار
موقع أنصار الله || مقالات || منصور البكالي
دعونا اليوم نذهبْ وإياكم في قراءة تحليلية لأسباب ودواعي إعلان دول العدوان لوقف إطلاق النار لأسبوعين، وكيف يخططون للاستفادة من فيروس كورونا؟ وكيف يفكرون باستغلاله، في الجوانب العسكرية، والسياسية، والاقتصادية؟
ففي الجانب العسكري هل نستبعد من عدو استخدم مختلف أنواع الأسلحة، لقتل النساء والأطفال، وتدمير كافة المنشآت الحيوية، وشدّد الحصار الجوي والبري والبحري، ونقل البنك وقطع الرواتب، واستهدف خصومه بالأسلحة البيولوجية والنووية في دول أُخرى، وآخرها فيروس كورونا الذي استهدف الصين وإيران، ولكنه سرعان ما امتدّ إلى مختلف دول العالم باستثناء 3 دول منها اليمن، الذي يسعى العدوُّ لإدخَاله بمختلف الطرق والسبل ولكنه لم ينجح إلى الآن.
فعدوٌّ بهذه الصفات وهذه النفسية الشيطانية، لا نستبعد تخطيطه للاستفادة من فيروس كورونا، واتِّخاذه قناعاً للتمويه على استخدام الأسلحة النووية في قتل الشعب اليمني خلال الأيّام والشهور القادمة، فيما العالم مشغول بمواجهة الحرب البيولوجية.
أما أسبابُ الإعلان عن وقف إطلاق النار لأسبوعين، فهي مناورة سياسية للردِّ على مبادرة صنعاء المقدمة إلى الأمم المتحدة، من جهة، ومحاولة أُخرى لإعادة رص الصفوف وترتيب القوى العسكرية لكل المرتزِقة بأنواعهم المختلفة، بعد استلام الجيوش الأمريكية والبريطانية، من مرتزِقتهم، المناطق والمحافظات الجنوبية الغنية بالنفط، كشبوة، ولحج والشريط الساحلي الممتد إلى حضرموت، وانتشارهم فيها، ليدفع بمرتزِقتهم المفككين، وتجميعهم والدفع بهم في محارقِ الهلاك، لمحاولة إعادة احتلال محافظة الجوف ذات أكبر مخزون نفطي في الوطن العربي، واستمرار الاحتلال لمحافظة مأرب الذي هي اليوم قاب قوسيين أَو أدنى من التطهير.
وما تأكيد المتحدث سريع عن تمكّن مجاهدي جيشنا ولجاننا الشعبيّة من صد زحوفات مكثّـفة لمرتزِقة العدوان خلال اليومين الماضيين، في جبهات الحدود، والبيضاء، ومأرب، ومحاولة التصعيد في الساحل الغربي، إلا مؤشر عن استماتة العدوّ في كبح الجيش واللجان الشعبيّة عن استكمال تحرير مأرب، وتأمين المناطق الحدودية الصحراوية مع السعودية من جهة الجوف، ومحاولة لتشتيت الجهود.
كما هو دليل معبّر عن حجم الخوف والهلع الذي يسكن صفوف مرتزِقة دول العدوان والاحتلال؛ بسَببِ الانتصارات التي حقّقها مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة في المرحلة الأولى من معركة التحرّر والاستقلال، التي أفشلت مخطّطاتهم الاستعمارية، ومشاريعهم التقسيمية للشعب اليمني الواحد.
وهنا نؤكّـد أهميّة عدم الإصغاء لإعلان دول العدوان بوقف إطلاق النار لأسبوعين؛ بسَببِ كورونا، وضرورة كشف الأهداف الحقيقية لهذا الإعلان، مع الاستمرار في رفد الجبهات بالرجال والمال بشكل مضاعف إن كنا مدركين لمكامن الصلاح، وعلى أي أَسَاس نتعاملُ مع تحَرّكات أعدائنا ومواقفهم وأقوالهم بعيداً عن العاطفة.
وفي الختام نحذّر من الآثار المدمّـرة للمعنويات والنفسيات في أوساط أبناء شعبنا اليمني، التي يحدثها كثر التعاطي الإعلامي السطحي، والدعائي، مع تصريحات قوى العدوان الكلامية الزائفة، والمتناقضة مع تحَرّكاتهم الفعلية على الميدان.
وندعو إلى زيادةِ الوعي بخطورة المرحلة، وتكثيف الجهود التعبوية والتحشيدية بين أوساط المواطنين لتعزيز صمود الجيش واللجان الشعبيّة، والحث على المشاركة الفاعلة في رفد الجبهات، ومساندة الأجهزة الأمنية، وإحياء قيم ومبادئ التكافل الاجتماعي، وأهميّة التمسك بالهُوية الإيمانية، ووحدة الجبهة الداخلية، في التصدّي لمخطّطات الغزاة والمحتلّين.