العدوان السعودي.. استماتة فاشلة لسرقة فرحة اليمنيين بالشهر الكريم
صمود وانتصار يمني وبذخ سعودي شيطاني
|| صحافة ||
مع دخول اليمن في العام السادس من العدوان الغاشم عليه، استقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك بالبشر والسرور والصمود وتحدي الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث يستقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك استقبالاً خاصاً، لكونه محطة دينية روحية يتزوّد منه المؤمنون بالزاد الروحي، والطاقة الإيمانية، فينهلون من معين القرآن الكريم، ويكثرون التلاوة والذكر، ويعمّرون بيوت الله بالصلاة والقيام والدعاء، وينعكس هذا الجو الإيماني الروحي على معاملات الناس وعلاقاتهم، فتنتشر قيم التراحم والتسامح، ويلتقي أهل الحي صغيرهم وكبيرهم في بيوت الله يؤدّون الصلوات، فيرى بعضهم بعضاً في ملتقى تغشاه ملائكة الله.. وفوق كل ذلك، يواسي الغني الفقير بالزكاة والصدقات، ويسعى أهل الخير إلى فك كرب الآخرين وإعانتهم على نوائب الدهر، فيتحقق التكافل والتراحم في أسمى معانيه.
الثورة / هاشم السريحي
حصار يشتد
في ظل انشغال العالم بأزمة كورونا يستغل التحالف الغاشم هذه الكارثة ويعمل على تشديد الحصار على الشعب اليمني، بدءا بإغلاق كل المنافذ والممرات البرية والبحرية والجوية، مروراً باستهداف وتدمير البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية في اليمن وتجفيف منابع الإيرادات بالسيطرة على منابع النفط والغاز والاستحواذ عليها لصالح المرتزقة وقوى العدوان وفرض القيود المختلفة على الصادرات الزراعية والحيوانية واستهداف وتعطيل حركة الصيد وتعطيل صادرات القطاع السمكي، وصولاً إلى نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وقطع المرتبات، ووفقا لمدير ميناء الحديدة فإن الميناء تم تدمير بنيته التحتية تماما من قبل طيران العدوان كونه الشريان الوحيد المتبقي لدخول المواد الإغاثية والسلع والبضائع الغذائية لأكثر من 80 % من سكان البلاد، كما يواصل التحالف احتجاز سفن النفط والغاز في عرض البحر على الرغم من حصولها على تصاريح أممية بالمرور ما يضاعف معاناة الشعب اليمني.
أوضاع اقتصادية صعبة
يسعى العدوان جاهدا لمفاقمة معاناة الشعب اليمني بخلق اضطراب مالي في السوق المالية، وارتفاع سعر صرف العملة الصعبة بشكل مفاجئ، لترتفع معه الأسعار بشكل جنوني، أقلق الناس وزاد من توترهم، وأضعف القدرة الشرائية لدى الكثير منهم فلم يعد بالإمكان التوسع في شراء حاجات الشهر الكريم فضلا عن الكماليات التي اعتاد المواطن التوسيع على أسرته في رمضان بشرائها، كما أن انقطاع الرواتب ضاعف من هذه المعاناة.
وتظهر هذه الأوضاع الصعبة جلياً في ضعف الإقبال على الأسواق والمحلات التجارية التي كانت فيما سبق تكتض بالمتسوقين، ووفقاً لما ذكره مالكو محال تجارية متنوعة في صنعاء «تراجعت القدرة الشرائية لدى المواطنين كمَّاً ونوعاً، مع الارتفاع المضاعف للأسعار في سنوات الحرب، وشبحها الذي يلاحق السكان ويمنعهم من شراء أغلب الاحتياجات الرمضانية، فضلاً عن وجود عوائل تعيش أوضاعاً تشبه المجاعة ولا تتوفر لها الوجبات الأساسية».
عادات رمضانية
يختلف الناس بين محافظة وأخرى في العادات التي يمارسونها خلال الشهر الفضيل، وبالرغم من الوضع الذي يعيشه المواطن في ظل الحصار والتجويع يسعى الإنسان اليمني لمتابعة حياته وإحياء عاداته وتقاليده، ومن ذلك تبادل الوجبات بين الجيران ومساعدة المحتاجين، كما يفضل الناس إخراج الصدقات في هذا الشهر الكريم رغبة في الأجر المضاعف وحرصا على سد حاجة إخوانهم المحتاجين، ويقصد اليمنيون -نهار كل يوم في رمضان- «المقشامة» وهي مزارع مخصصة لزراعة الخضروات ويُعد الذهاب إلى «المقشامة» طقسًا رمضانياً يستعذبه الناس، ويتضمن إلى جانب غرض الشراء، نزهة تأملية ساحرة يقضيها الصائمون من بعد صلاة العصر إلى قبل غروب الشمس، بعد خروجهم من صخب المدينة إلى رحابة الطبيعة، كما تغادر بعض الأسر العاصمة صنعاء إلى القرى الريفية لصوم شهر رمضان حيث التكلفة المعيشية الأقل، بالإضافة إلى الأجواء الروحانية والنقية التي تتميز بها الأرياف، وأيضاً يكون التكافل الاجتماعي أكثر في بساطة المائدة الرمضانية وتنوعها الطبيعي،. ويرحب سكان الريف بقدوم شهر رمضان بهتافات تعبّر عن الفرحة والابتهاج بهذا الشهر يرددونها قبل رمضان بأيام قليلة وخلال الشهر كما يرددون هتافات الوداع في الأيام الأخيرة منه التي تعبّر عن حزنهم لفراق شهر رمضان، وما يميز الشهر الكريم في ريف اليمن هو تجمعات الموائد الخيرية (مشاريع الخير الرمضانية) التي تعكس واقعاً متميزاً للعمل الخيري، حيث يقوم العديد من ملاك المنتجات الزراعية بعمل ضيافات لأهل الريف، وكذلك تبادل الزيارات بين القرى.
وقد اختفت بعض العادات الرمضانية مثل مدفع رمضان الذي كان يطلق وقت الإفطار، وكذا المسحراتي الذي كان يعمل على إيقاظ الناس وقت السحور، وظهرت عادات جديدة مثل الأنشطة الرياضية المنظمة والمدعومة في الحارات.
صمود يمني وبذخ سعودي
العدوان السعودي الذي جاء كما تقول الرياض «لإنقاذ اليمنيين»، أدى باليمن لانهيار تام وأصبحت أزمة اليمن أكبر وأسوأ أزمة إنسانية عالمياً بحسب تقارير الأمم المتحدة، حيث أن نحو 22.2 مليون يمني بحاجة إلى شكل من أشكال الحماية أو المساعدة الإنسانية، وارتفعت نسبة معدلات الفقر في اليمن إلى 79 % من السكان، مقارنة بنسبة 49 ٪ في عام 2017، وازدادت حدة المجاعة بعد تشديد الحصار من السعودية وقوى العدوان العالمية التي حاصرت اليمن من البحر والجو والبر، وأمام صمود اليمنيين وفشل خيار العدوان العسكري، لجأ العدوان إلى تصعيد الحرب الاقتصادية، إضافة إلى ما يقوم به طيرانه الحربي من تدمير للمنشآت الحيوية والاقتصادية وكل مقومات الحياة.
في المقابل كشفت أرقام وإحصائيات أن السعودية تتصدر قائمة الدول الأكثر هدرا للطعام في العالم بـ250 كلج للفرد سنويا.
ويهدر الفرد في الدول المتقدمة حوالي 115 كلج سنويا بينما يعاني حوالي 800 مليون شخص من الجوع ونقص الغذاء، وقال الأمين العام لجمعية إطعام الخيرية، عبدالعزيز النغيثر، إن «مجموع الطعام المهدر، وفائض الطعام في البيوت السعودية، يبلغ ثمانية ملايين وجبة يوميا»، علما أن المملكة تستورد أكثر من 60 ٪ من احتياجاتها الغذائية، وأضاف «بينما ترتفع نسب إهدار الطعام في المملكة، يموت إنسان بسبب الجوع كل 3 ثوان ونصف الثانية»، وطبقا لبعض الإحصائيات، تجد 16 مليون وجبة غذائية طريقها إلى القمامة السعودية يوميا في الرياض وشرق البلاد فقط، حسبما ذكرته وزارة الزراعة السعودية.
وتنتشر ظاهرة الإسراف في الطعام في المناسبات العامة والخاصة وفي رمضان، ففي حفلات الزواج مثلا تقام الولائم الباهظة التكاليف في حين لا يأكل الناس خلالها إلا كميات قليلة مما قدم إليهم، ثم يذهب معظم ذلك الطعام إلى صناديق القمامة، وظاهرة التسابق في الإسراف والبذخ خلال المناسبات وشهر رمضان عادة غير سوية يريد أصحابها المبالغة في التباهي أو التفاخر وذلك ما يسميه السعوديون «الهياط»، وأصل الكلمة مأخوذة من «هيط» وهي عامية تعني فعل ما لا يمكن، ليس لهدف معين إلا للفت الأنظار وجلب الانتباه.