السيد نصر الله : ردود الأفعال بوجه القرار الخليجي رسالة قوية لـ’إسرائيل’
موقع أنصار الله || عربي ودولي || لبنان || رد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله على قرار مجلس التعاون الخليجي الذي صنف حزب الله بالارهابي، مؤكدًا أن من يواجه السعودية في سوريا هو المدافع الحقيقي عن المصالح الوطنية اللبنانية، ولافتا في الوقت ذاته الى ان النظام السعودي يحتاج الى من يحمله مسؤولية فشله الذريع في لبنان وسوريا واليمن والبحرين، مؤكدًا انها تخوض معركة خاسرة، ومعربا عن افتخاره بإفشال هذه المشاريع العدوانية والحروب السعودية في الدنيا والآخرة.
وفي الاحتفال التكريمي الذي اقامه حزب الله للشهيد القائد علي احمد فياض (علاء) في بلدة انصار الجنوبية، اشار السيد نصرالله الى ان “ما يحصل اليوم من تآمر على المقاومة ليس جديداً بل هو تواصل للاستراتيجيات السابقة والقديمة”، متوجهاً لدول مجلس التعاون الخليجي بالقول: “من الذي استعاد الكرامة العربية وبعضاً من الحقوق والارض والعزة العربية سوى المقاومة في لبنان التي تصفونها بالارهاب”.
المقاومة ستحفظ بلدها من الاخطار
وعاهد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله اللبنانيين بأن المقاومة ستحفظ بلدها من الاخطار، وتحمي سلمه الاهلي، مشددًا على أنها ستبقى في الميادين التي يجب أن تكون فيها مهما تعاظمت الاتهامات والافتراءت والتضحيات، وانها ستبقى كلمة الحق وصرخة الحق بوجه السلطان الجائر وشريكة في صناعة النصر في زمن الانتصارات.
الشكر لكل من تضامن مع المقاومة
وعبّر سماحته عن شكره لكل من تضامن مع المقاومة ودافع عنها واستنكر القرار الخليجي بتوصيف حزب الله ارهابيا، خاصًا بالشكر الشعب التونسي بكل اطيافه لانه عبر بمواقفه عن حقيقته وحقيقة الامة، ومؤكدًا ان أهمية ردود الافعال الشعبية والرسمية المؤدة للمقاومة التي حصلت تؤشر الى مكانة المقاومة لدى الشعوب العربية وتظهر ان المقاومة وفلسطين والصراع العربي الاسرائيلي ما زالوا حاضرين بقوة في وجدانهم، ومشيرا الى ان قيمتها لا تقاس بتظاهرات الملايين في السابق وانها صرخة بوجه سلطان متسلط ومهيمن بالمال والتكفير الديني والسياسي.
ردود الافعال التي حصلت هي رسالة قوية لـ”اسرائيل”
ولفت السيد نصر الله الى أن ردود الافعال التي حصلت هي رسالة قوية لـ”اسرائيل” بأنه لا يمكن أن يأتي يومًا يصبح فيه وجودها طبيعيًا في هذا العالم العربي والاسلامي، او ان يقبل أحد وجودها وبقاؤها وأن تصبح حليفة لهم، متوجها لهم بالقول :”أنتم أعداء وستبقون وانتم ارهابيون وستبقون ارهابيين”، خالصا الى التأكيد بانه “لن يستطيع أي نظام عربي ان يطبع مع اسرائيل لا آل سعود ولا غيرهم ومن يريد ان يرفعهم سيسقط معهم”.
وخابت آمالهم وسوريا
وتحدث سماحته عن تفهمه بواقعية للغضب السعودي والذي عبّرت عنه في استصدار قرار بوصف حزب الله بالارهاب، مؤكدًا أن “أقل شيء يمكن ان يفعله من يفشل هو أن يغضب”، مستعرضا في هذا المضمار سياق الفشل السعودي في اكثر من جبهة لا سيما سوريا واليمن والبحرين، ولافتا الى أن النظام السعودي بنى حساباته منذ البداية على سقوط سوريا في غضون شهرين او ثلاثة أشهر، لكن مرّ حتى اليوم خمس سنوات وخابت آمالهم وسوريا في مكان آخر عكس ما كانوا يتوقعونه، وهناك فشل كبير وسقوط رهانات.
فشل سعودي ذريع في اليمن
وفي اليمن، أشار السيد نصر الله الى أن “هناك فشلاً سعوديًا ذريعًا جدًا في اليمن”، مؤكدًا بأن “الاثمان التي تدفعها السعودية جراء حربها على اليمن كبيرة وباهظة جدًا”، ومنبهًا الى أن “السعودية تمكّن من أجمع العالم على تصنيفه ارهابيا بالسيطرة على المناطق الجنوبية في اليمن”، مشيرًا الى ما أقدم عليه تنظيم “داعش” منذ أيام في عدن من قتل راهبات مسيحيات وممرضات ومسنين مسلمين بظل القوات السعودية التي تقصف وتدمر في اليمن. وخالصا الى انه “لا يمكن الا أن ينتصر الشعب اليمني لانه شعب يقاوم ويصمد”. كما لفت سماحته الى فشل سعودي آخر في البحرين، يتمثل باستمرار المظاهرات السلمية منذ خمس سنوات حتى اليوم وعدم التمكن من انهائها.
هل أخذ حزب الله يوماً طلقة أو بارودة أو صاروخ او مدفع من الجيش اللبناني
ورد السيد نصر الله على تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والتي زعم فيها بأن إلغاء الهبة السعودية للجيش كان بسبب خوف بلاده من وصولها الى ايدي حزب الله، فسأل سيد المقاومة الشعب اللبناني قائلاً:”أيها اللبنانيون حسب علمكم هل أخذ حزب الله يوما طلقة أو بارودة أو صاروخ او مدفع من الجيش منذ اتفاق الطائف بالحد الادنى حتى اليوم؟”.
حيثيات إرسال المقاومة لكوادرها الى البوسنة وسوريا والعراق
وشرح سماحته حيثيات إرسال المقاومة لكوادرها الى البوسنة وسوريا والعراق، فأشار الى انه لولا شهادة الشهيد علي القائد فياض الذي يعرف بـ”علاء البوسنة” لما كان ليتحدث بهذا الامر، مؤكدًا أننا ارسلنا قادة ومقاتلين الى البوسنة وسقط لنا هناك الشهيد رمزي مهدي، وأمضى الاخوة هناك فترة طويلة، وقاتلوا الى جانب البوسنيين الذين كانوا يذبحون كل يوم، حيث ذهبوا لمساعدتهم كيف يدافعون عن انفسهم سائلاً “هل هذا ما تعبرونه ارهاب؟!”.
للذين يتهمون المقاومة بالطائفية
وتوجه سماحته للذين يتهمون المقاومة بالطائفية، قائلا:”لمن يتهمنا بأننا مقاومة طائفية عندما ذهبنا الى البوسنة هل كان هناك شيعة في البوسنة ندافع عنهم؟”، مؤكدًا أن “الشهيد القائد الحاج علاء وإخوانه غادروا قراهم وذهبوا ليقاتلوا دفاعًا عن اعراض اخواننا المسلمين من اهل السنة والجماعة في البوسنة والهرسك”، سائلا :”ذهبنا الى البوسنة والكل يعرف ان اهلها من السنة، هل هكذا نكون طائفيين؟”.
اتينا بمجموعة كبيرة من قياديينا وكوادنا من الجبهات وارسالناهم الى العراق
ولفت السيد نصر الله الى ان ما لحق بأهل السنة في العراق بفعل “داعش” كان أخطر وأكبر مما لحق بالشيعة هناك، مشيرا الى انه بعد سيطرة داعش على مناطق واسعة في العراق ووصولها الى مشارف بغداد، اتينا بمجموعة كبيرة من قياديينا وكوادنا من الجبهات وارسالناهم الى العراق بالسر، مؤكدا اننا “ذهبنا الى العراق ليس لنتدخل بشوؤنهم الداخلية ولا أحزابهم ولا خياراتهم ولا لنفرض عليهم شيء كما تفعل السعودية بأكثر من بلد عربي بل للقيام بواجب ديني واخلاقي وانساني في مواجهة “داعش” التي يجمع العالم على وصفها بأنها تنظيم ارهابي”.
لو كنا نقاتل تحت قيادة اميركية لم يصفونا بالارهاب
وأكد سماحته:”نحن نقاتل التنظيم الارهابي الذي أجمع العالم على وصفه بالارهاب، فهل هكذا نكون ارهابيين؟”، وتوجه للنظام السعودي بالقول :”اجتمعتم في السعودية وأطلقتم بقيادة اميركا تحالف دولي لمقاتلة “داعش” فهل تستطيعون ان تقولوا ماذا قدمتم منذ أكثر من سنة الى الآن في قتال “داعش” بالعراق؟”، وقال “لو كنا نقاتل تحت قيادة اميركية لم يصفونا بالارهاب”، كما ابدى استغرابه واستهجانه كيف “انهم اطلقوا تحالف اسلامي يقاتل بقيادة الولايات المتحدة الاميركية”، لافتا في المقابل الى اننا “كنا يقاتل في العراق تحت قيادة الحشد الشعبي قيادة عراقية شريفة مخلصة وطنية وما زلنا”.
لولا الحشد الشعبي في العراق
وتوجه للجهابذة السعوديين بالقول “انه لولا الحشد الشعبي في العراق لكانت داعش الآن في بيوتكم وقصوركم تسبي نساؤكم”، مؤكدا ان “الشهامة العربية هي أن يذهب كل عربي الى العراق ليدافع عن الشعب العراقي سنة وشيعة وكردا وتركمان لا ان يصف من يدافع عن العراق بأنه ارهابي”.
نموذج الشهيد القائد الحاج علاء
وتحدث السيد نصر الله عن نموذج الشهيد القائد الحاج علاء، فلفت الى ان الاخير يعبّر عن جيل من الشباب اللبناني الذي آمن بخيار المقاومة، والذي لم ينتظر ما قيل عن استراتيجية عربية موحدة ولا دول عربية ولا جامعة دول عربية ولا جيوش عربية ولا اجماع عربي، مؤكدا انه “لو انتظرنا استراتيجية عربية موحدة لكانت اسرائيل اليوم ما زالت في الجنوب وراشيا والبقاع الغربي وطريق الساحل والعاصمة بيروت والضواحي ..”.
وقوف سوريا وايران الى جانب المقاومة
واذ سجّل سماحته وقوف سوريا وايران الى جانب المقاومة في لبنان واحتضانها ومساندتها ودعمها، سأل :”ما هي علاقة الدول التي تصنفنا بالارهاب اليوم بالمقاومة والانتصارات التي حلصت، وهل هناك نظام عربي تجرأ على اعطاء سلاح للمقاومة اللبنانية والفلسطينية غير النظام السوري؟”.
الذي يحمي لبنان هي القوة الذاتية
وفيما أكد السيد نصر الله بأن الحاج علاء آمن بأن الذي يحمي لبنان هي القوة الذاتية، مشددًا على اهمية معادلة الجيش والشعب والمقاومة، توجه الى بعض الانظمة العربية” قلنا لكم في حرب تموز لا نحتاج منكم شيء فقط ان تتركوا المقاومة بشأنها واليوم نقول لكم ايضًا لا نحتاج منكم لا دعم ولا تأييد ولا مباركة فقط حلوا عنا وعن هذا البلد وهذه المقاومة وهذا الشعب”.
المقاومة اكستبت ثقة واحترام الشعوب العربية والاسلامية
وخلص سماحته الى التأكيد بأن “المقاومة باتت اليوم تشكل بقية الامل والافق المفتوح الوحيد امام امتنا وشعوب امتنا لاستعادة المقدسات والكرامة”، لافتا الى انها “اكستبت بفضل حضورها وجهادها وتضحياتها وانجازاتها الثقة والاحترام والقداسة عند الشعوب العربية والاسلامية”.
وسأل السيد نصر الله الانظمة العربية:”ماذا فعتلم لفلسطين من 67 عامًا الى اليوم وماذا أنتم فاعلون؟”، مردفًا بالقول:”كنتم تتآمرون على الرؤوساء والجيوش والحركات المقاومة وفي مقدمكم النظام السعودي منذ أيام مصر عبد الناصر الى حركات المقاومة الفلسطينية”، وخالصًا الى أن “الانظمة العربية ضمانة عروشها الدفاع عن “اسرائيل” وعدم المس بها لذلك هي دائما كانت تصطف بالجبهة المعادية للانظمة المقاومة”.
مزايا الشهيد القائد علي فياض
وتحدث الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عن مزايا الشهيد القائد علي فياض، فلفت الى أنه “كان من قادة المقاومة وأبطالها في حرب تموز 2006 وهو رجل الميدان وقائد الميدان”، كاشفا بأنه “كان من المشاركين مع اخوانه في عمليات أسر جنود “اسرائيليين”، وكذلك من قادة بناء قوة المقاومة والردع الى جانب الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، وانه اوكلت اليه مهمة بناء القوة الخاصة في المقاومة الاسلامية التي كبرت ونمت واصبحت قوة حقيقية يحسب لها العدو الاسرائيلي الف حساب”.
وتوجه السيد نصر الله في بداية كلمته الى عائلة الشهيد القائد علي فياض، مباركا لها شهادة هذا القائد المجاهد والعزيز والحبيب ومعزيا اياها برحيله وهو في قمة العطاء، كما توجه الى عوائل الشهداء الكرام الذين استشهدوا في العمليات الاخيرة في نفس الجبهة مع الشهيد القائد الحاج علاء أو الجبهات الاخرى وبارك لهم شهادة ابنائهم وعزّاهم بشهادتهم. كما تقدم بالتعزية الى عوائل الشهداء من الاخوة السوريين من الجيش والقوات الشعبية الذين استشهدوا وهم يبذلون ارواحهم ويقاتلون جنبًا الى جنب مع المقاومة لاستعادة جثامين الشهداء.