القدس درب الشهداء
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالفتاح علي البنوس
(القدس درب الشهداء) تحت هذا الشعار يحتفل أحرار اليمن مع كل أحرار محور المقاومة الإسلامية اليوم بيوم القدس العالمي والذي يقام في آخر جمعة من شهر رمضان ، وهو تقليد سنوي تأسِّيا بالمبادرة التي أطلقها الإمام الخميني عقب قيام الثورة الإسلامية الإيرانية ، وهو مناسبة يجسِّد من خلالها كل الأحرار في محور المقاومة الممتد من إيران وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق واليمن ومعهم كل الشرفاء الأحرار في مختلف الأقطار العربية والإسلامية ، أصحاب المواقف القومية والإسلامية الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني الغاصب الذي يواصل عربدته وإجرامه في حق أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية في فلسطين وفي مقدمتها القدس الشريف ، مسرى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي بات مهددا بالسقوط جراء الحفريات الصهيونية المتواصلة أسفله تحت مبرِّر البحث عن الآثار اليهودية وهيكلهم المزعوم .
حيث جاءت مبادرة الإمام الخميني الحكيمة لتذكير العالم عامة والمسلمين خاصة بالقدس الشريف ، والقضية الفلسطينية ، التي تمثل قضية كل العرب والمسلمين المصيرية ، ويعمِّق من ارتباطهم بالقدس ، وتمسكهم بعروبتها وهويتها الإسلامية ، والتصدي لكافة المحاولات الهادفة إلى تهويدها ، وكأنه أراد من وراء الإعلان عن هذا اليوم أن يلفت أنظار كافة الأحرار في العالم نحو العدو الحقيقي للأمة جمعاء ، والخطر المحدق بها والمتمثل في الكيان الصهيوني الذي بات يعرف اليوم باسم (إسرائيل) ليقول لهم : هذه هي إسرائيل، الغدة السرطانية في المنطقة العربية ، هذا هو العدو الحقيقي لكل العرب والمسلمين الذي يجب أن توجه أسلحتنا نحوه ، ويجب علينا إظهار العداء له ومقاطعته وإعلان الجهاد ضده ، هذا هو من يريد أن يسلب منكم القدس خاصة وفلسطين عامة تحت شماعة إقامة دولته المزعومة .
ويكتسب يوم القدس العالمي هذا العام زخما جماهيرا واسعا في مختلف الدول العربية والإسلامية كونه يأتي بعد إعلان ترامب عن صفقة القرن التي تمثل المؤامرة الكبرى على القدس وفلسطين ، حيث أسهمت حماقات ترامب في توسيع نطاق محور المقاومة ، ورفع نسبة الرافضين لهذه الصفقة ، والمنددين بها ، والواقفين ضدها كون من لا يملك أعطى من لا يستحق ، ولا يمكن التخلي عن فلسطين والقدس مهما تكالب المتكالبون وتآمر المتآمرون ، ففلسطين بقدسها ومقدساتها ليست للبيع والشراء ، ولا يمكن التنازل عنها كما قد يتخيَّل المعتوه ترامب والمهفوف محمد بن سلمان والغر المتصهين محمد بن زايد وبليد البحرين وبقية العملاء والخونة العرب ، الذين باركوا صفقة ترامب وأسهموا في صياغتها وأعلنوا دعمهم لتنفيذها .
اليوم من يمن الإيمان والحكمة نقول لترامب و (النتن ياهو) ولكل المطبعين والمتصهينين من بعران الخليج وأذنابهم إن القدس كانت وما تزال وستظل درب كل اليمنيين الأحرار ، وفي طليعتهم الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم الطاهرة على طريق تحريرها من دنس المحتل الصهيوني الغاصب ، فهي قبلتنا والقاسم المشترك بين محور المقاومة الإسلامية ، ونقول لكل أحرار فلسطين الحبيبة: إن معركتنا التي نخوضها في اليمن ضد التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني هي من أجل القدس وفلسطين ، هي معركة منحنا شرف خوضها بالنيابة عن كل الشرفاء الأحرار في فلسطين وكافة دول محور المقاومة ، بعد أن أدركوا خطورة الموقف بوصول القوى الثورية المناهظة لمشروع الغطرسة والإجرام الأمريكوصهيوني إلى السلطة بعد نجاح ثورة 21سبتمبر في إسقاط الأدوات العميلة التي كانت تمثل الحاضنة لمشروع التطبيع والتصهين في الداخل اليمني .
بالمختصر المفيد، يوم القدس العالمي تظاهرة عالمية يؤكد فيها الأحرار على أن القدس كانت وما تزال وستظل عاصمة للدولة الفلسطينية الحرة المستقلة ، وأن مشاريع ومخططات التطبيع والتصهين واليهودة التي يجري طبخها لتقديمها وفرضها كأمر واقع لا مفر منه ، مصيرها الفشل ولا مكان لتطبيقها على أرض فلسطين ، مهما بلغت التضحيات ، ومن اليمن سيأتي المدد وعلى أيدي اليمنيين سيتحقق النصر لفلسطين ولكل العرب والمسلمين على الشيطان الأكبر وقرونه اليهودية وتلك المتدثِّرة بالعباءة العربية والإسلامية ، فلا تفريط ولا مساومة على القدس وفلسطين رغم أنوف كل المطبعين والمتصهينين والخونة العملاء المنافقين .
صوماً مقبولاً ، وذنباً مغفوراً ، وعملاً متقبلاً ، وإفطاراً شهياً ، وخواتيم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله.