من محور المقاومة إلى محور الجهاد في سبيل الله.
موقع أنصار الله || مقالات || فاضل الشرقي
لا يوجد شيء في أدبيات وثقافة أنصار الله والمسيرة القرآنية اسمه (المقاومة) بالمعنى والمصطلح التعريفي والتوصيفي، وان كانت تصنف بعض الأعمال بذلك، لكن أقصد كمصطلح وانطلاقة لا يوجد الا (الجهاد في سبيل الله) بمفهومه ومعناه العام والشامل على المستويات الدفاعية والهجومية، وفي حالتي السلم والحرب، وعلى مستوى صد العدو، والدفاع عن الأرض والحرمات، والتحرير كذلك فهو جهاد في سبيل الله، وينبغي أن نسمي الأشياء بمسمياتها فالله يقول: (ومالنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبناءنا) ولم يرد مصطلح الدفاع والمقاومة التي تفسر بالدفاع إلا مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة آل عمران، وذلك في سياق حث المنافقين واستنهاضهم للقتال دفاعا عن أنفسهم وأرضهم في أقل الأحوال نظرا لعدم قناعتهم بالجهاد فجاءت الآية تخاطبهم إذا كنتم لا تريدون القتال جهادا في سبيل الله فقاتلوا بالحد الأدنى دفاعا، ولا يوجد في القرآن الكريم شيء غير هذا، ولمرة واحدة فقط، وقيلت للمنافقين، يقول الله سبحانه وتعالى: (وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان) سورة آل عمران الآية (١٦٧)، وكل آيات القتال والجهاد تأتي (في سبيل الله).
ذلك أن مفهوم مصطلح (المقاومة) ضيق جدا، ومحصور في الدفاع فقط، بينما الجهاد في سبيل الله عام وشامل لكل الحالات والظروف دفاعا وهجوما عن الإسلام والمسلمين رجالا ونساء وأطفالا، كبارا وصغارا، أرضا وعرضا، وأمام أي عدو، وفي كل زمان ومكان، والأهم أنه مرتبط بالله عز وجل وفي سبيله، بينما الإنهماك في التداول لمصطلح (المقاومة) يأتي تماشيا مع الدساتير والقوانين الوضعية والدولية التي تعطي للشعوب حق المقاومة والدفاع بدلا عن القتال والجهاد في سبيل الله، وذلك بهدف عدم إثارة التحسس الغربي من مصطلح (الجهاد في سبيل الله) الذي يفقد هؤلاء التعاطف الدولي والأممي، لأن القتال والجهاد في سبيل الله يعد إرهابا وعنفا وتطرفا من وجهة نظرهم، بينما هم يفقدون رعاية الله وعنايته ونصره وتأييده، لماذا؟ لأن الإنطلاقة تحت عنوان (المقاومة) هي انطلاقة وطنية بالأساس وليست دينية، لهذا عندما نقول نحن نقاتل دفاعا يجب أن نقرنه بسبيل الله فنقول نحن نجاهد أو نقاتل في سبيل الله دفاعا عن ديننا وهويتنا، وأرضنا وأهلنا، ولكن في سبيل الله.
استخدام القوانين والدساتير بما فيها الدولية والأممية لمصطلح (المقاومة) هو بهدف تغييب مصطلحي (الجهاد والقتال في سبيل الله) لفصلنا عن الله تماما، وهذه غلطة وورطة كبيرة فهو مصطلح مخترق جدا، ومعرض للتلاشي والإنهيار، ويطيل أمد الصراع، ويخفض من سقف الأهداف والإهتمامات الإسلامية القرآنية، ويجمد مستقبل أي حركة تسير تحت ظلاله، وهنا نجد الكثير من الحركات الإسلامية المعتدى عليها في فلسطين ولبنان، وسوريا، والعراق، وافغانستان، وغيرها منذ عقود خلت منهمكة في التسمية والتعاريف والتداول الإعلامي والسياسي والثقافي والاجتماعي لمصطلح (المقاومة) الذي أبقاها وسيبقيها أسيرة رهن الإحتلال والهيمنة، وإن كانت جادة وصادقة إلا أنها تعيش مشكلة ثقافية بالأساس – في ظل حرب المصطلحات- يجب التخلص منها أولا، والتحول من محور (المقاومة) إلى محور (الجهاد في سبيل الله) وأن يكثر تداولنا واحياءنا لهذا المصطلح القرآني الذي عقد النصر بناصيته.
تماهي الأغلبية مع تداول واستخدام مصطلح (المقاومة) و (محور المقاومة) لا ينسجم البته مع ثقافتنا القرآنية، وعلينا أن نعود إلى القرآن الكريم، والقيادات القرآنية التي تتحرك قولا وفعلا تحت عنوان ومصطلح (الجهاد في سبيل الله) المصطلح والقيادات العابرة للحدود والقارات كالإمام الخميني، والشهيد قاسم سليماني، والشهيد السيد حسين بدرالدين الحوثي، والسيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي، وعلى اخواننا في بقية بلاد الجهاد التحول – وإن كان شاقا وصعبا- لثقافة القرآن الكريم والجهاد في سبيل الله واحياءه وتداوله.